[محمد محمود بدر]

سد الألفية بين الحقيقة والتهوين



إبراهيم البوشي

أدهشني كثيرا تصريح الدكتور هشام قنديل وزير الموارد المائية والري بأنه لا داعي للمبالغة للآثار السلبية (لسد الألفية) الأثيوبي علي مصر.
وكنت قد كتبت مقالا في العدد السابق أكدت فيه تحفظ السودان علي سد الألفية، ونحن صامتون وهكذا تحدث الوزير الشاب مؤكدا إنه لا داعي للمبالغة، وكأن الدراسة التي أجراها الدكتور عباس شراقي بجامعة القاهرة حول (الرؤية الفنية لسد الألفية الأثيوبي) لا محل لها من الإعراب.
ومعني ذلك ببساطة شديدة أن فقد مصر والسودان لكمية المياه التي تعادل سعة التخزين الميت لسد الألفية، والتي تتراوح ما بين (25.5) مليار متر مكعب حسب حجم الخزان ولمرة واحدة فقط في السنة الأولي لافتتاح السد (وفقا لما جاءت به الدراسة) مجرد تهويل وافتراء.
ومعني ذلك ببساطة أكبر (ووفقا لما جاءت به الدراسة) ان إغراق نحو نصف مليون فدان من الأراضي الزراعية القابلة للري والنادرة في حوض النيل الأزرق في بحيرة السد مجرد كلام ساكن عار من الصحة.
ومعني ذلك أيضا أن تهجير (30) ألف مواطن من منطقة بحيرة السد مجرد كلام في الهواء.
إن سد الألفية قد يصبح (تسونامي جديد) إذا أخذنا الأمور ببساطة ووصلنا إلي مرحلة (لا ضرر ولا ضرار).
إنني كنت أتوقع من السيد وزير الري أن يخرج علينا بدراسة علمية أعدتها الوزارة حول (فوائد وسلبيات هذا السد) وعلي الأخص بالنسبة لمصر. ولكننا للأسف مازلنا نتحدث بلغة (كله تمام) وليس في الإمكان أبدع مما كان. إن الأمر خطير. خاصة في ظل تحفظ السودان علي إقامة السد. وعدم تقديم مصر رأيا واضحاً ومحدداً في إنشاء هذا السد من عدمه.
تحدث يا وزير الري. واحسم هذه القضية. فنحن نريد كلاما يستند إلي الدراسات العلمية صادر من وزارة الري. فقضية تعطيش مصر قد أصبحت قضية أمن قومي وقضية مصيرية لا تقبل الشك، وإنما اليقين فقط.
خير الكلام
(الحقيقة ضائعة) بين الكلمات واللكمات.


النصدر

http://digital.ahram.org.eg/articles...*=792597&eid=9