الأستاذ ابو بسملة
أحييك على موضوعك الأكثر من رائع
أستاذي الفاضل
إن النساء ليسوا سواء وتختلف عقولهم وأفكارهم وكذلك الشباب هناك من هم الذئاب وهناك من هن كذلك لا تتعجب لذلك ،
[ وقد روى ابن رزين في مجموع الصحاح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال
( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) ] ا.هـ
ولهذا أستاذنا فإن المرآة بكينونتها ضعيفة ولا توجد إمرآة في هذا الزمان تمتلك كافة الكمال ومن هنا يبدأ الذئب البشري في نشر شباكه ولكن لا بد من أن نقف جميعاً أمام ذلك فالكمال ليس القضية ولكن القضية للبيئة التي نشأت فيها الفتاة وإعطاء الحرية الكاملة لها دون وضع بعض الخطوط التي يجب ألا تتخطاها وكذلك الشاب .
فكما يوجد ذلك وبكثرة من بعض الشباب وهم اللا أخلاقيين كذلك يوجد بعض من الفتايات الباحثات عن الحب ولو عن طريق المنتديات وما إلى ذلك - ورأيت ذلك وشاهدته مرات عديدة - .
ولهذا
فإن المجتمع الأخلاقي الذي ينشأ فيه الشاب أو تنشأ فيه الفتاة له ثمار تجنى ، فالفتاة المهذبة صاحبة الخلق الطيب والتربية الحسنة - والله - لو أتاها رسالة من أجمل رجل على وجه الأرض وأرقى الرجال عذوبة في كلماته لتجاهلتها .
فإن النقص الوجداني والإحساس بالنقص الداخلي لهو أول السبل لما تحدثت عنه . إن الحرمان العاطفي الذي تفتقده بعض الشابات من الأسرة التي نشأت فيها يجدها تبحث وبكل سرعة دون النظر إلى العقبات على هذا الذي يشبع رغباتها ويهون عليها حياتها ، فتعتبر الأسرة هي التي وضعت لبنة الأساس لذلك التعارف اللاشرعي من وجهة نظر المجتمع والذي أجمع عليه كافة العقول .
وهناك بعض الفتايات ممن يسطرن لأنفسهن في أحلامهن فارس بجميع صفاته ، فحينما يجدن ذلك في موضوعاته وكتاباته يكن على شغف تام في التعارف على تلك الشخصية والتي تعتبر من وجهة نظرهن هي المبتغى . هن اللائي يرسلن الرسائل ولا يعلمون ما هي عاقبة الأمور ومن هو الشخص وهل سيقدر ذلك أو يستغله .
ما بين هذا وذاك فالجميع يتفق على العواقب الوخيمة لهذا التعارف وإن كان هناك بعض الإيجابيات والتي أنتهت بما هو محمود هناك الكثير منها باء بالفشل التام وإنهيار البعض من أجل ذلك . وهنا أشبه ذلك بالخمر والذي به بعض النفع ولكن الضرر أكثر فحرمه الله لقوله تعالى : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} [سورة البقرة: آية 219] .
اللهم أستر بناتنا وبنات المسلمين
وأجعل العفاف لنا ولهم طريق نستكين به
وتقبل مروري وخالص تحياتي وتقديري
__________________
عندما تنتحر الحريات تعجز الديمقراطية عن عمل عزاء للشرف .
|