عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-03-2013, 07:34 PM
الصورة الرمزية ostazmath4m
ostazmath4m ostazmath4m غير متواجد حالياً
الحاصل على المركز الأول فى المسابقة الثقافية مارس 2016
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,301
معدل تقييم المستوى: 16
ostazmath4m is on a distinguished road
Icon114 الحيــاة ، والتغلــب علي الصعــاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لحضراتكم قصتي المتواضعة من وحي أفكاري ، أتمني أن تنال إعجابكم ، إليكم القصة .....
الشخصيـات :-
محمد : محور قصتنا ، ووالدته ، وأخوته الثلاثة : منال - حسن - مني
المكــان :- احدي قري محافظة الشرقية
الزمـــان :- صيــف 2012
الأحـــــــداث :-
لم يكن أحد في البيت يتوقع أن يأتي اليوم الذي لن يروا فيه أبيهم الحاج إبراهيم يتشارك معهم الطعام والشراب ويعطيهم نصائحه الغالية للكبير والصغير . كان الحاج إبراهيم قد توفي عن عمر يناهز خمسة وخمسون عاماً تاركاً وراءه زوجة في مطلع الخمسينات ومعها ولدها الأكبر محمد 20 عاماً وأخوته منال 18 عاماً وحسن 15 عاماً وآخر العنقود مني 12 عاماً . بعد أن انتهت الزوجة وأبنائها الأربعة من أخذ العزاء من الأقارب والأحباب والأصحاب والجيران وذهب الجميع توجه أهل البيت إلي الصالة الواسعة في منتصف البيت التي لطالما اجتمع معهم فيها أبوهم وتجاذب معهم أطراف الحديث ونهلوا من علمه وتجاربه في الحياة الكثير والكثير وأخذتهم لحظات صمت طويلة لم يستطع أحد أن يكسر هذا الصمت الطويل والبكاء العليل إلا الابن الأكبر محمد الذي أحس بأنه موضع مسئولية الآن وعليه حمل كبير وميراث ثقيل وجده أمامه وفي انتظاره بعد وفاة أبيه فاستجمع محمد قواه ، وبدأ كلامه بالدعاء بالرحمة والمغفرة لأبيه قائلا : اللهم ارحم أبي رحمة واسعة واغفر له وسامحه وتقبله عندك من الصالحين واستمر محمد في الكلام دون مقاطعة من أحد الجالسين ، كلنا نعلم أن معاش أبي لن يكفي احتياجاتنا جميعا فأنا في كلية الهندسة وتتطلب مصاريف كثيرة ومنال سوف تدخل الجامعة بعد انتهاء الصيف وتتطلب أيضا مصاريف كثيرة وأخوتي حسن ومني في المدرسة وأيضا هم بحاجة لمصاريف كثيرة وطبعا كما تعلمون أن أبي كان يمنعنا دائما من الاستعانة بالغير حتى ولو كان من أقاربنا ولذلك لابد لي من التفرغ للعمل وكسب العيش بما أنني أكبركم وسأضطر لترك الجامعة فصاحت أمه ماذا تقول؟! كنا أنا وأباك إذا تحدثنا عنك نقول أنك أذكي أخوتك وأعقلهم ثم تقول هذا الكلام الفارغ أتعتقد أن ذلك كان لِيُعجب والدك لو كان حيا ، ألم يؤكد عليك مراراً وتكراراً أن تهتم بكليتك وتحصل علي أعلي الدرجات والشهادات فالمستقبل واسع وفي انتظارك . قال محمد نعم يا أمي كلامك صحيح ولكن الوضع الآن تغير و ......... الأم قاطعةً لكلام ابنها : لن أقبل منك مثل هذا الكلام يا محمد فإن كان عندك ما تقول غير ذلك فقله وإلا فلا تُزد هـماً إلي هـمي وحزناً إلي أحزاني فراجع محمد نفسه في الكلام وأحس بكلام أمه وأنها علي صواب فيما تقول إلا أنه ما يزال يجد نفسه في موضع المسئولية ذاتها وفكر طويلا جداً ثم جاءته فكرة سريعاً فقال اسمعوني جيداً نعلم جميعاً أن أهل القرية مهتمون بالقراءة والمعرفة ومنهم من يتكبد عناء الذهاب إلي المدينة خصيصا ودفع المبالغ الباهظة لشراء كميه مناسبة من الكتب والتي يحتاجونها لتثقيف أنفسهم وتعليم أولادهم ونعلم أن أبي لديه مكتبة ضخمة جدا بها عدد كبير جدا من جميع أنواع الكتب اللازمة لذلك وإن كان ينقصها شيء مما يطلبه الناس أتينا به ... حسن قاطعا كلام أخيه : وأنا سأساعدك في ذلك.... منال ومني تقطعان كلام أخيهما : لا نفهم شيئا مما تقول يا محمد .. ويكمل محمد كلامه اصبروا سأشرح لكم أكثر ، لما لا نستغل كتب أبي في صنع مكتبة ضخمة لأهل قريتنا ونجعل لها مكاناً كتلك الغرفة في أول المنزل فمساحتها كبيرة جداً تتسع لمثل هذه المكتبات كما أنها تطل علي الشارع ونجعل كتبها للاستعارة فمثلاً من يستعير الكتاب لمدة يوم يدفع جنيهاً واحداً ولمدة يومان يدفع جنيهان وهكذا وبعد أن أتم محمد كلامه حتى صاح أخيه الأصغر حسن إنها فكرة رائعة لم تأتي علي بال أي أحد منا ووجد محمد من الحاضرين استحساناً للفكرة وقبولاً واسعاً منهم علي تنفيذها ولم يشغل بال محمد إلا رؤية أمه توافقه علي هذه الفكرة ونظر إليها خاشياً أن ترفضها فأومأت إليه برأسها أي بالقبول وهي تبتسم له وتري ابنها قد صار رجلا مسئولا ويُعتمد عليه في الشدائد والمحن وبالفعل بدأ محمد وأخوته الثلاث في تنفيذ ذلك المشروع الصغير وما أن انتهوا جميعاً منه حتى بدأ أهل القرية يتساءلون عن تلك المكتبة وأخبرهم محمد بطبيعة عمل المكتبة وشروط الاستعارة ووجد من الناس إقبالا شديداً عليها ونصحه الكثير منهم بإحضار كتب وقصص للبيع أيضاً فمن كان حاله ميسوراً ويحب شراء الكتب يستطيع أن يشتري بدلاً من الاستعارة وكبرت المكتبة يوما بعد يوم وانتشر صيت محمد وإخوته ببيع الكتب و إمكانية استعارتها في القرى المجاورة لقريته وحضروا إليه ليروا بأنفسهم تلك المكتبة التي أخذت شهرة كبيرة واتفق محمد وأخوته علي تسمية المكتبة باسم * مكتبة الحاج إبراهيم * اعترافا منهم بفضل أبيهم عليهم وحسن تربيته لهم وتقديم النصائح دائما لهم وحتي يبقي اسم أبيهم خالداً في ذاكرتهم بالإضافة إلي خلوده في قلوبهم ونفوسهم وعاش محمد وعائلته في سعادة وهناء ولذلك يا أخواني يجب أن لا نيأس من الحياة مهما انقطعت بنا السبل ولا نتخلى عن أهدافنا القديمة ونترك طموحاتنا الغالية المثمرة بسبب أهداف أخري طارئة ظهرت فجأة بل نسعى لتحقيق جميع أهدافنا المرجوة والطارئة حتى نسعد في الدنيا والآخرة فلقد أعطانا الله العقل لنميز به ونفكر ويجب أن نتأنى في التفكير لنحصل علي ما نريد .
__________________
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا علي فراقك يا أعز الأصحاب وأغلي الأحباب وأطيب الناس ( محمد حسن ) لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لله وإنا إليــه راجعــون
رد مع اقتباس