بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو المعذرة لكتابتى الآن بالعربية ، أنا من يشدد دوما على الكتابة بالفرنسية ولكننى آثرت الكتابة بالعربية اليوم كى يتشارك الجمبع ويستطيعون فهم ما يكتب ؛ إذ أننا لابد وان نقر بأن نفر كبير للغاية من مدرسى الفرنسية - ولا أقصد على وجه التعيين مدرسى هذا المنتدى - لا يجيدون أى شىء فى الفرنسية وإنما هم قد حصلوا على شهادتهم الجامعية التى تقر بأنهم مدرسين ؛ فانبروا يهتفون ذلك دون أن يدركوا أن العلم لا علاقة له بورقة تسمى شهادة، وإن كان هذا ليس بموضوعى اليوم ، لكن وجب التنويه
إن الأبحاث السوسيولوجية على الشخصية المصرية قد أثبتت بما لا يجدى معه الجدل أن السيكولوية المصرية - والكلام هنا يخص المدرسين وليس الطلبة - ترفض فكرة المرور بامتحان ، وترفض كذلك فكرة أن يعدل لنا غيرنا شىء خطا فى معلوماتنا. أنا لست بصدد التحرى عن أسباب هذه الظاهرة وعلاجها ولكن أذكر حقائق نفسية واجتماعية كبداية لموضوعى
أكثر ما يزعجنى هو الرد بلا معرفة والتحذلق بلا خلفية مناسبة. ليس أدل على ذلك مما جرى بشأن المبنى للفاعل والمبنى للمفعول ( ما نسميه شيوعا المبنى للمجهول والمبنى للمعلوم). هناك مثل فرنسى يقول : تأمل الشجرة ينسى الغابة ، أى أن التفصيل الدقيق يجعلنا نغيب عن حقيقة أعظم شأنا. هل الغرض من القواعد هو جعلها علما مستقلا فى منأى عن اللغة؟ إن الغرض من درس القواعد هو عدم الوقوع فى اللحن أو الخطأ. إن الحديث بشأن دقائق اللغة أمر رائع حقا ، لكن هل الحديث عن درس مثل المبنى للمعلوم والمجهول يتم بالعربية وكل مدرس - قرأ أو لم يقرأ - يضع رابطا الكترونيا ، فقط لأنه رأى فيه مثالا يتطابق مع الفكرة التى يعرضها ؟ من أسوأ ما تربى فى الشخصية المصرية اللاموضوعية ، بمعنى أننا لا نتناقش ، لكننا نتجادل ، و أننا حتى لا نتجادل للإفادة ولكن لدحض الآخر
إن من يشتغل حقا باللغة الأجنبية يستطيع ان يقرر بيسر أن ما يهم فى اللغة هو الإستخدام وليس التنظير. أى علم فى الدنيا ينقسم إلى شقين : النظرية والتطبيق. وعندما ذكرت قراءة المدرس أو عدم قرائته فلم أعنى طبعا القشور إنما عنيت أن من يرد على سؤال يجب أن يركز ولا يسرع بالرد ، لماذا ؟ لأن المنطق يخبرنا أن الفهم يسبق الموقف وليس العكس ، أى أننا لابد أن نفهم ثم نرد و إذا لم نعرف فهذا ليس بجرم. من أسوأ ما أراه فى كثير من الناس هو الحزن والخوف الذى يعتريهم لمجرد أنه سيذكر فعل يعرف منفيا وليس مثبتا
بخصوص ما قيل و زيد فى موضوع حرفى الجر اللذان يقدمان ما نسميه بمفعول المجهول ، فالموضوع أبسط مما عرض بمراحل ولم يكن الأمر متوجبا لكل القلق و المشكل أن كل طرف يعتقد فى النهاية أنه على صواب وأن الآخر هو المخطأ ويقف الجمهور المشاهد لا يعرف ما هى الإجابة الصحيحة وهذا من أهم عيوب الجدل ، وهو أننا لا نخرج بنتائج ، لكن نخرج بنفس ما دخلنا به ن كما لو كنا فى متاهة شديدة التعقيد
يقول النحاة الفرنسيين فى هذا الشأن
تنبنى أكثر الأفعال فى صيغة المبنى للجهول مع حرف الجر par ومع قليل من الأفعال مع حرف الجر de وكان حرف الجر de قديما هو حرف الجر السائد فى البناء للمجهول
يزيد النحاة قائلين
إن الأفعال التى تنبنى مع حرف الجر de إنما تنبنى معه بالأحرى ولكن انبنائها مع حرف الجر par ليس خطا فى أحيان كثيرة
أهم هذه الأفعال
1- عدد ما من أفعال الوصف ( لاسيما لو كان مفعول المجهول جماد) مثل
accompagner, composer, couvrir, décorer, entourer, faire, garnir, orner, planter, précéder, remplir, etc
2- أفعال الشعور
admirer, adorer, aimer, apprécier, craindre, estimer, hair, mépriser, redouter, respecter, etc
3- هناك أفعال تنبنى فى المعنى المجازى مع حرف الجر de وفى المعنى الحقيقى مع حرف الجر par
Le chien a été écrasé par une voiture معنى حقيقى
Jean est écrasé de soucis معنى مجازى
مع ملاحظة أن الأفعال الموجودة فى رقم واحد هى التى بها ضرورة لاستخدام حرف الجر de وطبعا اجبارى استخامه لو كان مفعول المجهول جماد
فمثلا نقول Cet appartement est composé de trois pièces
ولا يجوز أبدا استخدام حرف الجر par فى المثال السابق ، نظرا لأن مفعول المجهول جماد
أما فى الأفعال الموجودة فى رقم 2 و 3 و 1 ( إذا كان مفعول المجهول انسان وليس جماد) فاستخدام حرف الجر de أو حرف الجر par صحيح مع ملاحظة هامة وهى أن حرف الجر de يدل على مستوى لغة أدبية ولكن حرف الجر par يدل على لغة شائعة ، لغة عصرية
إذن النقطة محل الخلاف حلها بسيط لأن مفعول المجهول انسان وليس جماد وعلى ذلك فاستخدام حرف الجر de أو حرف الجر par صحيح مع ملاحظة - كما قلنا - أن حرف الجر de دل على لغة كتابة أكثر منه لغة كلام
إذا كان هناك أحد من المدرسين الأفاضل يقرأ الصحيفة الفرنسية ( يومية كانت أو أسبوعية) فسيدرك على الفور أننا نرى جملا مبنية تارة مع حرف الجر de وطورا مع حرف الجر par
أرجو الموضوعية من الأساتذة ورجاء شخصى وهو عندما نجيب عن شىء لا نضع رابطا يؤكد الكلام الذى نريده دون أن نتحرى الدقة ؛ لأن أى مدرس لو كتب الجملتين الآتيتين على محرك البحث google
Le président est accompagné de.....
le président est accompagné par ....
فسيجد صفحات تحتوى على هذه وذاك والمشكلة الدائمة التى لم أزل أقولها وسأقولها دوما وهى أن معلومات المدرسين - للأسف نظرية - لأن من يتكلم الفرنسية يدرك تمام الإدراك أننا فى لغة الكلام نستخدم بالأحرى حرف الجر par وذلك طبعا كما قلت فى الحالات التى يجوز فيها استخدام حرفى الجر
وبالمناسبة - وهذا أيضا يعلمه فقط من يباشر اللغة حديثا - فاستخدام المبنى للمجهول فى لغة الكلام نادر جدا وغالبا ما يكون لإبراز مفعول المجهول
الكلام لا ينتهى و أنا آسف مرة أخرى للحديث بالعربية ولكن اقتضت الظروف ذلك كى يفهمنى الجميع ورجاء كل الرجاء أن نتحاور بشكل مثمر وأن نكون موضوعيين فى حوارنا وعندما يقوم أى منا بمداخلة ما رجاء أن يتم ذلك بالفرنسية ويكون الرد عليه بالفرنسية ويكون الرد موضوعى تحليلى ، فلا نكتفى بشكره ولكن نتكلم ونفيض باللغة فى نقد بناء وهكذا يتم إثراء الموضوع ونخرج من حالة الجدب اللغوى
شكرا على قرائتى و أنتظر تعليقاتكم بالفرنسية وتكون تعليقاتكم أنتم من قمتم بصياغتها وليست links تمررونها دون أن تتكلموا
__________________
Je vis la vie que j'ai choisie aux quatre coins du monde
Je vais de pays en pays dans une folle ronde
NASR
Traducteur-Correcteur de français
|