الْحَبُّ الْمُسْتَحِيلُ
دِقَّاتِ السَّاعَةِ
تَقْتَرِبُ مِنْ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ
سَتَأْتِي عَرُوسُ حَلَمِي
أَتَتْ وَلَكِنْهَا أَتَتْ تَسْأَلُنَّي
أَتُشْرِبُ كأس الشَّاي
أَخُبْرَتَهَا بِأَنَّي لَيْسَ بِحاجَّةٍ
إِلَى كأس الشَّاي
فَأَنَا بِحاجَّةٍ إِلَى أَلِفِّ كأس
مِنْ خُمُرَا يسكرني
مُحْتَاجَ أَنْ أَغْمِضَ عَيْنَي
أَغَيْرَ مَسَارَ حَيَّاتِيِ
حَتَّى لَا أَتَذَكُّرَ بأنني
وَقِعَتْ فِي الْحَبُّ الْمُسْتَحِيلُ
أَحْتَاجُ إِلَى وَطَنِ أَصْبَحَ
فِيه عَنْ الْعَاشِقِينَ غَرِيبَ
مُحْتَاجَ أَنْ اِفْرِضْ
قُيُودَا عَلَى أحساسى
أُرَاقِبُ عَنْ كثبِ كُلَّ مَمَرَّاتَي
أَنْ أَغْلِقَ كُلَّ الطَّرْقَ
الْمُؤَدّيَةَ إِلَى قُلَّبِي
فَأَنَا بِحاجَّةٍ أَنْ أَصْبَحَ رَجُلُ
بِدونِ قُلَّبِ
حَتَّى لَا أَقَعُ فِي شباكِ الْحَبُّ
بِحاجَّةٍ إِلَى مُعْجِزَةِ
تَجْعَلُنَّي لَا أَشِعْرَ يومً
نَحْوَكِ بِالْحَنِّينَ
تَسْأَلُنَّي وَلَمَّا يا صِدِّيقَي
أَرَّاكَ الْيَوْمَ حَزِينَ
أَخُبْرَتَهَا وَهَلْ لِلْجَوَابِ تُرِيدِينَ
وَأَنْتِ وحدكِ لِلْجَوَابِ تَمْتَلِكِينَ
وَهَلْ أستشعرتى يَوْمَا بِرغبَتِكَ
لشئ مُسْتَحِيلَ
وَأَنْتِ لِتَحْقِيقِه لَا تَسْتَطِيعِينَ
وَهَلْ أستشعرتى
يَوْمَا كَأَنَّكِ أَسيرَةَ
وَقَدْ أرغمتى عَلَى الصُّمَتِ
وَمُقَيَّدَةً الْيَدَيْنِ
وَهَلْ أستشعرتى يَوْمَ
بِأَنَّكِ فِي بَحْرَا
متلاطم الْمَوْجَ وَتُغْرِقِينَ
وَبَيْنَكِ وَبَيْنَ الشَّاطِئَ
حاجِزَ مَتِينِ
وَهَلْ أستشعرتى يَوْمَ بِحَلَمِ جَمِيلِ
يَتَحَوَّلُ لِكَابُوسِ لَعَيْنَ
يا صِدِّيقَتَي لَا تَسْأَلِينَ
وَتَعَوُّدَ تَسْأَلُنَّي وَهَلْ
إذاً مَفَارِقَتَكَ ستكون
أَهْدَأَ حالُ
وَكَيْفَ أَخَبِرَكَ إذاً كُنْتِ
لَا تَعَلُّمَيْنِ
أَنْ بِفُرَّاقِكَ أَصْبَحَ كَمْ هُوى
مِنْ قِمَمِ الْجِبَالِ
تَتَخَطَّفُهُ الطُّيُورَ
فَتَتَنَاثَرُ أشلائه
فَوْقَ الرِّمالِ
يُخَيِّمُ الصُّمَتُ لِلَحْظَاتِ
وَتَعَوُّدَ لِلْسُؤَّالِ
وَمَاذَا أَصنعَ إذاً كَنَتْ
لَا أَمُلْكَ مَا تُرِيدُ
وَلَا أَسَتُطِيعُ أَنْ أَعُدَّكَ
أَنْ يُوَلِّدَ فِي قُلَّبِي حُبَّ جَديدِ
يا صِدِّيقَتَي دعيني أَعَاقِبَ
قُلَّبِي
فَهُوَ مِنْ خَالِفِ عَهْدِي
وَزَرْعَ الأمل فِي دَرْبِي
وجعلني أَتَوَّهُمْ أَنَّكِ لَهُ تَحَبِّي
يا صِدِّيقَتَي
دعيني أَقْتَلِعُ جُذُورَ الْعِشْقِ
مِنْ حَلَمِي
وَأَنْ أَرَتَلَ عَلَى نَفْسُي بِأَنَّكِ
صِدِّيقَتَي
حَتَّى أَتُحَرِّرَ مِنْ وَهْمِي
وعاهديني أَنَّكِ عَنَى
لَنْ تُقَرِّرِي الرَّحِيلَ
وَاعَدَكَ أَنْ أَتَخْلَصَ
مِنْ الْحَبُّ الْمُسْتَحِيلُ