عرض النبي نفسه على قبائل العرب وما لحقه من الأذى في تبليغه رسالة ربه عز وجل إلى أن أكرم الله به الأنصار من أهل المدينة وما ظهر من الآيات لله عز وجل في إكرامه نبيه بما وعده من إعزازه وإظهار دينه
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري قال أخبرنا أبو بكر محمد ابن بكر بن عبد الرزاق قال حدثنا أبو داود السجستاني قال حدثنا محمد ابن كثير قال أخبرنا إسرائيل
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو الحسين بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا مصعب عن إسرائيل بن يونس عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال كان رسول الله يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي زاد مصعب بن المقدام في روايته قال فأتاه رجل من همدان فقال أنا فقال وهل عند قومك منعة وسأله من أين هو فقال من همدان ثم إن الرجل الهمداني خشي أن يخفره قومه فأتى رسول الله فقال
آتيهم فأخبرهم ثم ألقاك من عام قابل قال نعم فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي قال أخبرنا ا لقاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري قال أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عتبة عن عمه موسى بن عقبة وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني قال حدثنا جدي قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب وهذا لفظ حديث القطان قال كان رسول الله في تلك السنين يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم ويكلم كل شريف قوم لا يسلهم مع ذلك إلا أن يروه ويمنعوه ويقول لا أكره أحدا منكم على شيء من رضي منكم بالذي أدعوه إليه فذلك ومن كره لم أكرهه إنما أريد أن تحرزوني مما يراد بي من ال*** حتى أبلغ رسالات ربي وحتى يقضي الله عز وجل لي ولمن صحبني بما شاء الله فلم يقبله أحد منهم ولم يأت أحد من تلك القبائل إلا قال قوم الرجل أعلم به أترون أن رجلا يصلحنا وقد أفسد قومه ولفظوه فكان ذلك مما ذخر الله عز وجل للأنصار وأكرمهم به
فلما توفي أبو طالب ارتد البلاء على رسول الله اشد ما كان فعمد لثقيف بالطائف رجاء أن يأووه فوجد ثلاثة نفر منهم سادة ثقيف يومئذ وهم أخوة عبد يا ليل بن عمرو وحبيب بن عمرو ومسعود بن عمرو فعرض عليهم نفسه وشكا إليهم البلاء وما انتهك منه قومه
فقال أحدهم أنا أمرق أستار الكعبة إن كان الله بعثك بشيء قط
وقال الآخر أعجز الله أن يرسل غيرك
وقال الآخر والله لا أكلمك بعد مجلسك هذا أبدا والله لئن كنت رسول الله لأنت أعظم شرفا وحقا من أن أكلمك ولئن كنت تكذب على الله لأنت أشر من أن أكلمك
وتهزأوا به وأفشوا في قومهم الذي راجعوه به وقعدوا له صفين على طريقه فلما مر رسول الله بين صفيهم جعلوا لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة وكانوا أعدوها حتى أدموا رجليه
فخلص منهم وهما يسيلان الدماء فعمد إلى حائط من حوائطهم واستظل في ظل حبلة منه وهو مكروب موجع تسيل رجلاه دما فإذا في الحائط عقبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما الله ورسوله فلما رأياه أرسلا إليه غلاما لهما يدعى عداسا وهو
نصراني من أهل نينوى معه عنب فلما جاءه عداس قال له رسول الله من أي أرض أنت يا عداس قال له عداس أنا من أهل نينوى فقال له النبي من مدينة الرجل الصالح يونس بن متى فقال له عداس وما يدريك من يونس بن متى قال له رسول الله وكان لا يحقر أحدا أن يبلغه رسالة ربه أنا رسول الله والله تعالى أخبرني خبر يونس بن متى
فلما أخبره بما أوحى الله عز وجل من شأن يونس بن متى خر عداس ساجدا لرسول الله وجعل يقبل قدميه وهما يسيلان الدماء
فلما أبصر عقبة وشيبة ما يصنع غلامهما سكنا فلما أتاهما قالا ما شأنك سجدت لمحمد وقبلت قدميه ولم نرك فعلته بأحد منا قال هذا رجل صالح أخبرني بشيء عرفته من شأن رسول بعثه الله إلينا يدعى يونس ابن متى فضحكا به وقالا لا يفتنك عن نصرانيتك فإنه رجل خداع فرجع رسول الله إلى مكة
حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان إملاء قال أخبرنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الله الميكالي قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي قال حدثنا عمرو بن سواد السرحي قال أنبأنا عبد الله بن
وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة حدثته أنها قالت لرسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد قال ما لقيت من قومك كان أشد منه يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا هو جبريل عليه السلام فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ثم ناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد إن الله عز وجل قد سمع قول قومك وأنا ملك الجبال وقد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت إن شئت نطبق عليهم الأخشبين فقال له رسول الله بل أرجو أن يخرج الله من أشرارهم أو قال من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا
رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن ابن وهب
ورواه مسلم عن عمرو بن سواد وغيره
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن
ابن إسحاق قال حدثنا الزهري قال أتى رسول الله كندة في منازلهم وفيهم سيد لهم يقال له مليح فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم نفسه فأبوا أن يقبلوا منه نفاسة عليه ثم أتى حيا في كلب يقال لهم بنو عبد الله فقال لهم يا بني عبد الله إن الله قد أحسن اسم أبيكم فلم يقبلوا ما عرض عليهم
حديث سويد بن الصامت
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري عن أشياخ من قومه قالوا قدم سويد بن الصامت أخو بني عمرو بن عوف مكة حاجا أو معتمرا وكان سويد يسميه قومه فيهم الكامل لسنه وجلده وشعره قال فتصدى له رسول الله ودعاه إلى الله عز وجل وإلى الإسلام فقال سويد فلعل الذي معك مثل الذي معي فقال له رسول الله وما الذي معك فقال مجلة لقمان يعني حكمة لقمان فقال رسول الله اعرضها علي فعرضها عليه فقال إن هذا الكلام حسن والذي معي أفضل منه قرآن أنزله الله عز وجل علي هو هدى ونور فتلا عليه رسول الله القرآن ودعاه إلى الإسلام فلم يبعد منه وقال إن هذا لقول حسن ثم انصرف فقدم المدينة على قومه فلم يلبث أن ***ته الخزرج وكان رجال من قومه يقولون إنا لنرى أنه *** وهو مسلم وكان ***ه قبل بعاث
حديث إياس بن معاذ الأشهلي وحديث يوم بعاث
حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل قال لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج سمع بهم رسول الله فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم هل لكم إلى خير مما جئتم له فقالوا وما ذاك قال أنا رسول الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وأنزل علي الكتاب ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا يا قوم هذا والله خير مما جئتم له
فأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع حفنة من البطحاء فضرب بها وجه إياس وقال دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا
فسكت وقام رسول الله عنهم وانصرفوا إلى المدينة وكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك
قال محمود بن لبيد فأخبرني من حضرني من قومي أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات وكانوا لا يشكون أن قد مات مسلما قد كان استشعر من الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله ما سمع أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا أبو أسامة قال أنبأنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله تعالى لرسوله فقدم رسول الله المدينة وقد افترق ملأهم و***ت سرواتهم وجرحوا فقدمه الله لرسوله في دخولهم في الإسلام
رواه البخاري في الصحيح عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة
حديث أبان بن عبد الله البجلي في عرض رسول الله نفسه على قبائل العرب وقصة مفروق بن عمرو وأصحابه
حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الفقيه الشاشي قال حدثنا الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي قال حدثني عبد الجبار بن كثير الرقي قال حدثنا محمد ابن بشر اليماني عن أبان بن عبد الله البجلي عن أبان بن ثعلب بن عكرمة عن ابن عباس قال حدثني علي بن أبي طالب من فيه قال لما أمر الله تبارك وتعالى رسوله أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر رضي الله عنه فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر رضي الله عنه وكان مقدما في كل خير وكان رجلا نسابة
فسلم وقال ممن القوم قالوا من ربيعة قال وأي ربيعة أنتم أمن هامها أي من لهازمها فقالوا من الهامة العظمى فقال أبو بكر رضي الله عنه وأي هامتها العظمى أنتم قالوا من ذهل الأكبر قال منكم عوف الذي يقال له لا حر بوادي عوف قالوا لا
قال فمنكم جساس بن مرة حامي الذمار ومانع الجار قالوا لا
قال فمنكم بسطام بن قيس أبو اللواء ومنتهى الأحياء قالوا لا
قال فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها قالوا لا
قال فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة قالوا لا
قال فمنكم أخوال الملوك من كندة قالوا لا
قال فمنكم أصحاب الملوك من لخم قالوا لا قال أبو بكر فلستم من ذهل الأكبر أنتم من ذهل الأصغر قال فقام إليه غلام من بني شيبان يقال له دغفل حين تبين وجهه فقال
(إن على سائلنا أن نسله والعبو لا نعرفه أو نجهله)
يا هذا قد سألتنا فأخبرناك ولم نكتمك شيئا فممن الرجل قال أبو بكر أنا من قريش فقال الفتى بخ بخ أهل الشرف والرياسة فمن أي القرشيين أنت قال من ولد تيم بن مرة فقال الفتى أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة أمنكم قصي الذي جمع القبائل من فهر فكان يدعى في قريش مجمعا قال لا قال فمنكم أظنه قال هشام الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف قال لا قال فمنكم شيبة الحمد عبد المطلب مطعم طير
السماء الذي كان وجهه القمر يضيء في الليلة الداجية الظلماء قال لا قال فمن أهل الإفاضة بالناس أنت قال لا قال فمن أهل الحجابة أنت قال لا قال فمن أهل السقاية أنت قال لا قال فمن أهل النداوة أنت قال لا قال فمن أهل الرفادة أنت قال فاجتذب أبو بكر رضي الله عنه زمام الناقة راجعا إلى رسول الله فقال الغلام
(صادف در السيل درا يدفعه يهضبه حينا وحينا يصدعه)
أما والله لو ثبت لأخبرتك من قريش قال فتبسم رسول الله قال علي فقلت يا أبا بكر لقد وقعت من الأعرابي على باقعة قال أجل أبا حسن ما من طامة إلا وفوقها طامة والبلاء موكل بالمنطق قال ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السكينة والوقار فتقدم أبو بكر فسلم فقال ممن القوم قالوا من شيبان بن ثعلبة فالتفت أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول الله فقال بأبي أنت وأمي هؤلاء غرر الناس وفيهم مفروق بن عمرو وهانيء بن قبيصة والمثنى بن حارثة والنعمان بن شريك وكان مفروق قد غلبهم جمالا ولسانا وكانت له غديرتان تسقطان على تريبته وكان أدنى القوم مجلسا فقال أبو بكر رضي الله عنه كيف العدد فيكم فقال مفروق أنا لنزيد على ألف ولن تغلب ألف من قلة فقال أبو بكر وكيف المنعمة فيكم فقال المفروق علينا الجهد ولكل قوم جهد فقال أبو بكر رضي الله عنه كيف الحرب بينكم وبين عدوكم فقال مفروق إنا لأشد ما نكون غضبا حين نلقى وإنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد والسلاح على اللقاح والنصر من عند الله يديلنا مرة ويديل علينا أخرى لعلك أخا قريش فقال أبو بكر رضي الله عنه قد بلغكم أنه رسول الله ألا هوذا
فقال مفروق بلغنا أنه يذكر ذاك فإلى ما تدعو يا أخا قريش فتقدم رسول الله فجلس وقام أبو بكر رضي الله عنه يظله بثوبه فقال رسول الله أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وإلى أن تؤووني وتنصروني فإن قريشا قد ظاهرت على أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد
فقال مفروق بن عمرو وإلام تدعونا يا أخا قريش فوالله ما سمعت كلاما أحسن من هذا فتلا رسول الله (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)
فقال مفروق وإلام تدعونا يا أخا قريش زاد فيه غيره فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض ثم رجعنا إلى روايتنا قال فتلا رسول الله (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظم لعلكم تذكرون)
فقال مفروق بن عمرو دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك
وكأنه أحب أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة فقال وهذا هانئ شيخنا وصاحب ديننا فقال هانئ قد سمعت مقالتك يا أخا قريش إني أرى إن تركنا ديننا واتباعنا على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر أنه زلل في الرأي وقلة نظر في العاقبة وإنما تكون الزلة مع العجلة ومن ورائنا قوم نكره أن يعقد عليهم عقدا ولكن نرجع وترجع وننظر وتنظر
وكأنه أحب أن يشركه المثنى بن حارثة فقال وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا فقال المثنى بن حارثة سمعت مقالتك يا أخا قريش والجواب فيه جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا ومتابعتك على دينك وإنا إنما نزلنا بين صريين اليمامة والسمامة فقال رسول الله ما هذان الصريان فقال أنهار كسرى ومياه العرب فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول وأما ما كان مما يلي مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا ان لا نحدث حدثا ولا نؤوي محدثا وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا قرشي مما يكره الملوك فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا
فقال رسول الله ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه أرأيتم أن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم أتسبحون الله وتقدسونه فقال النعمان بن شريك اللهم فلك ذلك قال فتلا رسول الله (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا)
ثم نهض رسول الله قابضا على يدي أبي بكر وهو يقول يا أبا بكر أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها بها يدفع الله عز وجل بأس بعضهم عن بعض وبها يتحاجزون فيما بينهم
قال فدفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج فما نهضنا حتى بايعوا رسول الله
قال فلقد رأيت رسول الله وقد سر بما كان من أبي بكر ومعرفته بأنسابهم
قال لنا أبو عبد الرحمن قال الشيخ أبو بكر قال الحسن بن صاحب كتب هذا الحديث عني أبو حاتم الرازي قلت وقد رواه أيضا محمد بن زكريا الغلابي وهو متروك عن شعيب بن واقد عن أبان بن عبد الله البجلي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد العماني حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا شعيب بن واقد حدثنا أبان بن عبد الله البجلي فذكره بإسناده ومعناه وروى أيضا بإسناد آخر مجهول عن أبان بن تغلب
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو محمد جعفر بن عنبسة الكوفي قال حدثني محمد بن الحسين القرشي قال حدثنا أحمد بن أبي نصر السكوني عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان بن ثعلب عن عكرمة عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب فذكره وقال خرج إلى منى وأنا معه
حديث سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وما سمع من الهاتف بمكة في نصرتهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثني أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا أبو الأشعث قال حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال حدثنا عبد الحميد بن أبي عيسى بن خير كذا قال وهو عبد الحميد بن أبي عبس بن محمد بن خير عن أبيه قال سمعت قريش قائلا يقول في الليل على أبي قبيس
(فإن يسلم السعدان يصبح محمد بمكة لا يخشى خلاف المخالف)
لما أصبحوا قالوا أبو سفيان من السعدان أسعد بن بكر أم سعد بن هذيم فلما كانت في الليلة الثانية سمعوه يقول
(أيا يا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف)
(أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا على الله في الفردوس منية عارف)
(فإن ثواب الله للطالب الهدى جنان من الفردوس ذات رفارف)
فلما صبحوا قال أبو سفيان هو والله سعد بن معاذ وسعد بن عبادة