ما جاء في حفظ الله تعالى رسوله في شبيبته عن أقذار الجاهلية
ومعائبها لما يريد به من كرامته برسالته حتى بعثه رسولا
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير قال قال ابن إسحاق فشب رسول الله يكلؤه الله عز وجل ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية ومعائبها لما يريد به من كرامته ورسالته وهو على دين قومه حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم مخالطة وأحسنهم جوارا وأعظمهم خلقا واصدقهم حديثا وأعظمهم أمانة وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال تنزها وتكرما حتى ما اسمه في قومه إلا الأمين لما جمع الله تعالى فيه من الأمور الصالحة
وكان رسول الله فيما ذكر لي يحدث عما كان يحفظه الله تعالى به في صغره وأمر جاهليته فحدثني والدي إسحاق بن يسار عمن حدثه عن
رسول الله أنه قال فيما يذكر من حفظ الله إياه إني لمع غلمان هم أسناني قد جعلنا أزرنا على أعناقنا لحجارة ننقلها نلعب بها إذ لكمني لاكم لكمة شديدة ثم قال اشدد عليك إزارك
أخبرنا أبو نصر محمد بن علي بن محمد الفقيه الشيرازي قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال أخبرنا روح
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد قال قريء على أبي بكر محمد بن جعفر بن الهيثم قال حدثنا محمد بن العوام قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا زكريا بن إسحاق قال حدثنا عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يحدث أن رسول الله كان ينقل الحجارة معهم للكعبة وعليه إزار فقال له العباس عمه يا بن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكبيك دون الحجارة قال فحله فجعله على منكبيه فسقط مغشيا عليه فما رؤي بعد ذلك اليوم عريانا
لفظ حديثهما سواء
رواه البخاري في الصحيح عن مطر بن الفضل
ورواه مسلم عن زهير بن حرب جميعا عن روح بن عبادة
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو الوليد الفقيه قال حدثنا محمد بن زهير قال حدثنا إسحاق بن منصور ح
وأخبرنا أبو عبد الله قال أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول لما بنيت الكعبة ذهب رسول الله وعباس ينقلان الحجارة فقال العباس للنبي اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام فقال إزاري فشد عليه إزاره
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع وإسحاق بن منصور
ورواه البخاري عن محمود عن عبد الرزاق
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا محمد بن بكير الخضرمي قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي قال حدثنا عمرو بن أبي قيس عن سماك عن عكرمة قال
حدثنا ابن عباس عن أبيه
أنه كان ينقل الحجارة في البيت حين بنت قريش البيت قال وأفردت قريش رجلين رجلين الرجال ينقلون الحجارة وكانت النساء تنقل الشيد قال وكنت أنا وابن أخي وكنا نحمل على رقابنا وأزرنا تحت الحجارة فإذا غشينا الناس اتزرنا فبينما أنا أمشي ومحمد أمامي قال فخر وانبطح على وجهه قال فجئت أسعى وألقيت حجري وهو ينظر إلى السماء فقلت ما شأنك فقام وأخذ أزاره فقال نهيت أن أمشي عريانا فكنت أكتمها الناس مخافة أن يقولوا مجنون
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال سمعت رسول الله يقول
ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء إلا ليلتين كلتاهما عصمني الله تعالى فيهما قلت ليلة لبعض فتيان مكة ونحن في رعاية غنم أهلنا فقلت لصاحبي أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر فيها كما يسمر الفتيان فقال بلى قال فدخلت حتى إذا جئت أو دار من دور مكة سمعت عزفا بالغرابيل والمزامير فقلت ما هذا فقيل تزوج فلان فلانة فجلست أنظر وضرب الله تعالى على أذني فوالله ما
أيقظني إلا مس الشمس فرجعت إلى صاحبي فقال ما فعلت قلت ما فعلت شيئا ثم أخبرته بالذي رأيت ثم قلت له ليلة أخرى ابصر لي غنمي حتى أسمر بمكة ففعل فدخلت فلما جئت مكة سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة فسالت فقيل فلان نكح فلانة فجلست أنظر وضرب الله على أذني فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس فرجعت إلى صاحبي فقال ما فعلت فقلت لا شيء ثم اخبرته الخبر فوالله ما هممت ولا عدت بعدها لشيء من ذلك حتى أكرمني الله عز وجل بنبوته
حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أسامة بن زيد عن زيد بن حارثة قال كان صنم من نحاس يقال له إساف أو نائلة يتمسح به المشركون إذا طافوا فطاف رسول الله فطفت معه فلما مررت مسحت به فقال رسول الله لا تمسه فقال زيد فطفت فقلت في نفسي لأمسنه حتى أنظر ما يكون فمسحته فقال رسول الله ألم تنه
قلت زاد فيه غيره عن محمد بن عمرو بإسناده قال زيد فوالذي هو أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما استلم صنما حتى أكرمه الله بالذي أكرمه وأنزل عليه
وروينا في قصة بحيراء الراهب حين حلف باللات والعزى متابعة لقريش فقال النبي لا تسالني بالات والعزى شيئا فوالله ما أبغضت بغضهما شيئا قط
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال حدثنا أبوالقاسم الطبراني قال حدثنا المعمري قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة ح
وأخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني قال أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال حدثنا إبراهيم بن أسباط قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن سفيان الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال كان النبي يشهد مع المشركين مشاهدهم قال فسمع ملكين خلفه وأحدهما يقول لصاحبه اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول الله قال كيف نقوم خلفه وإنما عهده باستلام الأصنام قبيل قال فلم يعد بعد ذلك أن يشهد مع المشركين مشاهدهم
قال أبو القاسم تفسير قول جابر وإنما عهده باستلام الأصنام يعني أنه شهد مع من استلم الأصمام وذلك قبل أن يوحى إليه
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
كانت قريش ومن يدين دينها وهم الحمس يقفون عشية عرفة بالمزدلفة يقولون نحن قطن البيت وكانت بقية الناس والعرب يقفون بعرفات فأنزل الله عز وجل (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) فتقدموا فوقفوا مع الناس بعرفات
أخرجاه في الصحيح عن هشام
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس قال حدثنا أحمد قال حدثنا يونس بن شبيب عن ابن اسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عثمان بن أبي سليمان عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه جبير قال
لقد رأيت رسول الله وهو على دين قومه وهو يقف على بعير له بعرفات من بين قومه حتى يدفع معهم توفيقاً من الله عز وجل له
قلت قوله على دين قومه معناه على ما كان قد بقي فيهم من إرث إبراهيم وإسماعيل في حجهم ومناكحهم وبيوعهم دن الشرك فإنه لم يشرك بالله قط
وفيما ذكرنا من بغضه اللات والعزى دليل على ذلك
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني قال أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال حدثنا يحيى بن علي بن هشام الخفاف قال حدثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي قال حدثنا إسماعيل بن علية عن عبد الرحمن بن
إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرحمن ابن عوف قال قال رسول الله شهدت مع عمومتي حلف المطيبين فما أحب أن أنكثه أو كلمة نحوها وأن لي حمر النعم وكذلك رواه بشر بن المفضل عن عبد الرحمن
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة قال حدثنا أبو عمرو بن مطر قال حدثنا أبو بكر أحمد بن داود السمناني قال حدثنا معلى بن مهدي قال حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله ما شهدت حلفا لقريش إلا حلف المطيبين وما أحب أن لي حمر النعم وأني كنت نقضته
قال والمطيبين هاشم وأمية وزهرة ومخزوم
كذا روى هذا التفسير مدرجا في الحديث ولا أدري قائله
وزعم بعض أهل السير أنه أراد حلف الفضول وأن النبي
لم يدرك حلف المطيبين
وزعم ابن إسحاق أن هذا الحلف يعني الأخير الذي عقدوه على التناصر والأخذ للمظلوم من الظالم شهده بنو هاشم وبنو المطلب وبنو أسد وبنو زهرة وبنو تيم وقد ذكرناه مفسرا في كتاب السنن
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن شيبان الرملي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الحلبي قال حدثنا الهيثم بن جميل حدثنا زهير عن محارب بن دثار عن عمرو بن يثربي عن العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول الله دعاني إلى الدخول في دينك أمارة لنبوتك رأيتك في المهد تناغي القمر وتشير إليه بإصبعك فحيث أشرت إليه مال قال إني كنت أحدثه ويحدثني ويلهيني عن البكاء وأسمع وجبته حين يسجد تحت العرش
تفرد به هذا الحلبي بإسناده وهو مجهول