ما كان يشتغل رسول الله به قبل أن يتزوج خديجة لمعاشه وما ظهر في ذلك من آياته حتى رغبت خديجة في نكاحه
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا ابو بكر بن عبد الله قال أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد القرشي عن جده سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله ما بعث الله عز وجل نبيا إلا راعي غنم فقال له أصحابه وأنت يا رسول الله قال وأنا رعيتها لأهل مكة بالقراريط
رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن محمد المكي عن عمرو ابن يحيى
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني قال أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة قال حدثنا الهيثم بن سهل التستري قال حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا الربيع بن بدر عن أبي
الزبير عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله آجرت نفسي من خديجة سفرتين بقلوص
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعل لهم منه وكانت قريش قوما تجارا فلما بلغها عن رسول الله ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت أن يخرج في مالها تاجرا إلى الشام وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها يقال له ميسرة فقبله منها رسول الله وخرج في مالها ذلك ومعه غلامها ميسرة حتى قدم الشام فنزل رسول الله في ظل شجرة قريب من صومعة راهب من الرهبان فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة فقال له ميسرة هذا رجل من قريش من أهل الحرم فقال له الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي
ثم باع رسول الله سلعته التي خرج بها فاشترى ما أراد أن يشتري ثم أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة فكان ميسرة فيما يزعمون إذا كانت الهاجرة واشتد الحر يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو يسير على بعيره فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فأضعف أو قريبا وحدثها ميسرة عن قول الراهب وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه
وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة مع ما أراد الله تعالى بها من كرامته فلما أخبرها ميسرة عما أخبرها به بعثت إلى رسول الله فقالت له فيما يزعمون يا ابن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك مني وشرفك في قومك ووسيطتك فيهم وأمانتك عندهم وحسن خلقك وصدق حديثك ثم عرضت عليه نفسها وكانت خديجة يومئذ أوسط قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا وكل قومها قد كان حريصا على ذلك منها لو يقدر على ذلك
وهي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب