أبدى الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر، استياءه الشديد من هجوم الدكتور خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية، على الشيخ الراحل محمد يسري سلامة بعد ساعات من وفاته.

وقال كريمة، في تصريحات لـ"الوطن": "الجماعات الموجودة على الساحة من المتسّلفة والإخوان لا علاقة لهم بأخلاق الإسلام من قريب أو بعيد، لأنهم لا يعرفون أن مقاصد الإسلام الحق تتمثل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وقوله: "إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا".

وتابع الأستاذ بجامعة الأزهر: "هؤلاء المتسّلفة، تجار الدين، أخبر عنهم النبي بقوله: "يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يدعون إلى كتاب الله وهم ليسوا منه في شيء، تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم، يقولون من قول خير البرية ويمرقون من الدين مروق السهم من الرمّي" واستكمل كريمة: هؤلاء استباحوا لأنفسهم نهش الأحياء من العلماء التراثيين والمعاصرين، فلا عجب أن يتطولوا على الموتى الذين أصبحوا في رحاب ربهم".

وأضاف كريمة: "النبي أمر المسلمين باحترام الموتى بقوله: "لا تسّبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما أفضوا"، وما جعل هؤلاء السلفيين بالأمس يشتمون ويسبون العلامة الشيخ البوطي ويخرجونه عن الملة يجعلهم اليوم يسبون هذا الداعية الذي لاقى ربه منذ ساعات، ولا ننتظر منهم غير ذلك لأنهم لا يجيدون غير ذلك وهذه بضاعتهم التي يروجونها".


انتقد الشيخ علي المهدي، وكيل وزارة الأوقاف، موقف الدكتور خالد سعيد، منسق الجبهة السلفية، من الدكتور يسري سلامة، المتحدث السابق باسم حزب النور، وعضو الهيئة العليا لحزب الدستور، بعد وفاته، مؤكدا أن ذلك دليل على عدم تقديره لحرمة الموتى، التي أوصتنا بها الكتب السماوية، لأن من يفعل ذلك يكون كمن يأكل لحم أخيه ميتا.
وأضاف المهدي، أن "المسلم على المسلم حرام.. دمه وماله وعرضه" كما قال رسول الله، موضحا أن الحديث الشريف يدل على أنه لا ينبغي للمسلم أن يتتبع عورات أخيه لأن "من تتبع عورات الناس تتبع الله عوراته، ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة"، مشيرا إلى أن "التوراة" أيضا تنهي عن الخوض فى سيرة الموتي "لاتري عيب غيرك مادامت فيك عيوب، والمرء لا يخلو من عيب أبداً".