عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29-03-2013, 03:28 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

تأمّل

رأى ابن عمر رضي الله عنهما رجلاً قد حمل أمه على رقبته وهو يطوف بها حول الكعبة، فقال: يا ابن عمر! أتراني جازيتها؟ قال: ولا بطلقة واحدة من طلقاتها، ولكن قد أحسنت، والله يثيبك على القليل كثيراً.

وقال سفيان بن عيينة: ( قدم رجل من سفر، فصادف أمه قائمة تصلي، فكره أن يقعد وأمه قائمة، فعلمت ما أراد، فطوّلت ليؤجر ).


بر أباك كما تبر أمك

سُئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز: أنا موظف حكومي في السلك العسكري وأستلم مبلغاً لا بأس به، وأقدم جزءاً منه إلى أمي تقديراً لها على تحمل نفقتي في السابق، ولا أعطي الوالد منه شيئاً؛ لأنني لم أتلق منه أية مصروفات حتى وأنا صغير؛ فهل عليّ إثم في ذلك؟

فأجاب سماحته: ( بر الوالدين من أهم الواجبات وإن كانا لم ينفقا عليك في الصغر؛ لقول الله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء:23] وقوله سبحانه: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14].

ويجب عليك أن تبر أباك وتحسن إليه في الفعل والقول، وإذا كان ذا حاجة فعليك أن تواسيه من مرتبك على وجه لا يضرك ولا يضر عائلتك؛ لقول النبي : { لا ضرر ولا ضرار }. وله أن يطالبك بما يحتاج إليه من المال إذا كان عندك فضل؛ لقول النبي : { إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم }. فنوصيك به خيراً وبأمك، وأن تجتهد في برهما والإحسان إليهما والحرص على كسب رضاهما؛ لقول النبي : { رضا الله في رضا الوالدين، وسخطه في سخط الوالدين }. وفق الله الجميع ) [فتاوى إسلامية].


بر الوالدين يزيد في العمر والرزق

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : { من سرّه أن يمدّ له في عمره، ويزداد في رزقه فليبر والديه، وليصل رحمه } [رواه أحمد].

وعن ثوبان قال: قال رسول الله : { إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البرّ } [رواه ابن ماجه وابن حبان].


كيف أبر أمي بعد موتها؟

فأجاب سماحته: ( ثبت عن النبي أنه سأله سائل فقال: يا رسول الله، هل بقي من برّ أبويّ شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال عليه الصلاة والسلام: { الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما }. هذا كله من بر الوالدين بعد وفاتهما.

فنوصيك بالدعاء للوالدة والاستغفار لها، وتنفيذ وصيتها الشرعية، وإكرام أصدقائها، وصلة أخوالك وخالاتك وسائر أقاربك من جهة الأم. وفقك الله ويسّر أمرك، وتقبل منا ومنك ومن كل مسلم. والله الموفق ) [مجموع فتاوى ابن باز].

وعن أبي بردة قال: قدمت المدينة فأتاني عبدالله ابن عمر فقال: أتدري لما أتيتك؟ قال: قلت: لا. قال: سمعت رسول الله يقول: { من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه بعده } وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاءٌ وودّ، فأحببت أن أصل ذاك. [رواه ابن حبان].






ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟

سُئل فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين: بعض الشباب هداهم الله يعق والديه، ويرفع صوته عليهما، وينسى فضل والديه عليه، فبماذا توجهون هؤلاء؟ وهل العقوق كبيرة من كبائر الذنوب؟ وهل لا بد للعاق أن يتوب؟ وإذا لم يتب فهل يناله عقاب من الله؟

فأجباب فضيلته: ( قد أوصى الله بالوالدين وقرن حقهما بحقه تعالى كما في قوله: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء:24،23]. فبدأ بحقه تعالى ثم بالإحسان إلى الأبوين، فإن بلغا عنده الكبر وطعنا في السن فلا ينهرهما ولا يتأفف منهما، بل يلين لهما القول ويتواضع لهما ويرحمهما، ويدعو الله لهما بالرحمة، ويتذكر إحسانهما إليه في الصغر.

وقد جعل النبي العقوق من الكبائر، بل من أكبر الكبائر كما في حديث أبي بكرة أن النبي قال: { ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ } قالوا: بلى، قال: { الإشراك بالله وعقوق الوالدين }.

ونهى عن التسبب في شتم الوالدين بل جعله من الكبائر، فقال : { من الكبائر شتم الرجل والديه } قالوا: وكيف يشتم أو يسب الرجل والديه؟ فقال: { يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه } أي: يصير متسبباً. وقال : { لعن الله من لعن والديه }.

فعلى المسلم أن يعرف حق أبويه ويعترف بإحسانهما، ويلين لهما القول ويتواضع لهما، ويلبي طلبهما مهما كلفه، ويحرص على مجازاتهما بقدر ما يستطيع، ويتوب إلى الله تعالى من كل ذنب صدر منه في حقهما، ويسألهما الرضا عنه والعفو عما صدر منه، فقد قال النبي : { رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين } والله أعلم ).


رد مع اقتباس