عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-04-2013, 01:25 AM
الصورة الرمزية simsim elmasry
simsim elmasry simsim elmasry غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,872
معدل تقييم المستوى: 16
simsim elmasry has a spectacular aura about
Opp لماذا أنا متفائل؟؟!!


تدور معظم الأسئلة التقليدية التي تقابلني هذه الأيام أينما ذهبت،* ‬في الداخل أو في الخارج،* ‬حول محور واحد في أغلب الأحيان،* "‬هل أنت متفائل أم متشائم حول مستقبل مصر؟* "‬،* ‬و* " ‬إلي أين ستأخذنا الأحداث؟*" ‬و"هل هناك من أمل في هذا البلد ؟*" ‬و"هل ستنتصر الثورة أم ستهزم في نهاية الأمر؟*"‬،* ‬إلي اخر هذه العينة من الأسئلة التي تدور في ذهن الجميع في هذه المرحلة*.‬
قابلت منذ عدة أيام أحد الدبلوماسيين الأجانب وسألني نفس الأسئلة،* ‬فقلت له*: ‬بالتأكيد أنا مستبشر خيرأً،* ‬فقابلني بابتسامة هي مزيج من السخرية والشفقة،* ‬وسألني علي أي أساس هذا التفاؤل،* ‬حيث لا يمكن أن يتنبأ احد بما سيحدث في مصر بعد خمسة أيام في ضوء مشكلات الأمن والاقتصاد والاستقطاب السياسي؟ فقلت له* ‬بدون تردد،* ‬أنا بالطبع لا أدري ماذا يمكن أن يحدث في مصر في الساعات الخمس أو الأيام الخمسة أو الشهور الخمسة المقبلة،* ‬لكن بكل تأكيد الصورة واضحة عندي تماما بعد خمس سنوات،* ‬مستقبل مشرق زاهر لمصر من جميع الأوجه،* ‬فسألني علي أي أساس توجد عندي هذه الثقة؟ فاستفضت في شرح أسبابي الموضوعية* ‬،* ‬فتمني لي الرجل التوفيق،* ‬وأن أكون علي صواب فيما أراه*.‬
إلا أن تلك المقابلة دفعتني للتفكير بأن أشرك القارئ المصري علي وجه الخصوص في أسباب تفاؤلي،* ‬خاصة أن لي من الأسباب ما يصعب استيعابه من قبل الأجانب،* ‬علي النحو الذي سيتضح للقارئ الكريم علي الفور*. ‬وتبرز أهمية هذا الحديث لأن الجو العام في مصر الآن يشوبه التوتر والقلق والحزن علي ما آلت اليه الأمور،* ‬مما يدفع للكثير من الإحباط وعدم القدرة علي العمل والإبداع،* ‬وهذا بالقطع ما لا نحتاجه في هذا الوقت العصيب،* ‬فالشعب المصري يحتاج الآن لمن يعطيه الأمل والثقة في المستقبل،* ‬ويدفعه إلي العمل والإنتاج بالرغم من المصاعب والعقبات،* ‬
ويعطيه الحافز للتعاطي الإيجابي مع المشكلات للتصدي لها وحلها بدلا من البكاء علي اللبن المسكوب*. ‬ولذلك فقد قررت أن أشرك قارئي العزيز في أسبابي للشعور بالتفاؤل،* ‬وذلك من خلال عدد من المقالات أرجو أن يوفقني الله فيها*.‬
أول أسباب تفاؤلي بدون شك هو الثقة* ‬غير المحدودة في الله عز وجل،* ‬ولقد وقفت علي إشارات ودلائل كثيرة من الكتاب والسنة والتاريخ تدعم هذه الثقة،* ‬إلا أني أود أن أشارك القارئ العزيز في بعض الآيات الكريمة التي استصحبها دائماً* ‬منذ قامت ثورة* ‬25* ‬يناير المباركة،* ‬لما رأيته فيها من توصيف دقيق للمرحلة التي نمر بها كسنة من سنن الله عز وجل في الخلق*. ‬
يقول الله تعالي في سورة القصص*: "‬إِنَّ* ‬فِرْعَوْنَ* ‬عَلاَ* ‬فِي الْأَرْضِ* ‬وَجَعَلَ* ‬أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ* ‬طَائِفَةً* ‬مِّنْهُمْ* ‬يُذَبِّحُ* ‬أَبْنَاءهُمْ* ‬وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ* ‬إِنَّهُ* ‬كَانَ* ‬مِنَ* ‬الْمُفْسِدِينَ* »٤« ‬وَنُرِيدُ* ‬أَن نَّمُنَّ* ‬عَلَي الَّذِينَ* ‬اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ* ‬وَنَجْعَلَهُمْ* ‬أَئِمَّةً* ‬وَنَجْعَلَهُمُ* ‬الْوَارِثِينَ* »‬5*« ‬وَنُمَكِّنَ* ‬لَهُمْ* ‬فِي الْأَرْضِ* ‬وَنُرِي فِرْعَوْنَ* ‬وَهَامَانَ* ‬وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ* »‬6*«.‬
رأيت أن هذه الأيات توصف بدقة،* ‬مراحل تغيير النموذج الفرعوني الاستبدادي في السنة الإلهية،* ‬حيث أنها توضح خمساً* ‬من المراحل الرئيسية التي ينتقل الوضع خلالها من حال الي حال،* ‬وهي بالترتييب،* ‬الاستبداد والطغيان،* ‬إرادة الله في التغيير،* ‬الإمامة،* ‬الوراثة،* ‬التمكين،* ‬
ولقد رأينا هذه المراحل الواحدة تلو الأخري بشكل لافت،* ‬و لم يبق إلا المرحلة الأخيرة*.‬
ولقد نبهني لهذا النموذج ما شاهدته في إحدي القنوات التلفيزيونية خلال أيام الثورة الثماني عشر،* ‬لأحد الساسة البريطانيين وهو يخطب في جمع من المتظاهرين في بريطانيا ويقول لهم مامعناه،* ‬لقد أكتفينا بما يفعله بنا حديث رئيس الوزراء البريطاني من صداع في الرأس عندما يتكلم عن القيم البريطانية ولكن هذا يكفي،* ‬ما نحتاجه الآن هو القيم المصرية*! ‬كانت هذا العبارة مذهلة بالنسبة لي في هذا التوقيت،* ‬بريطانيا التي كانت تحتل مصر تنظر الآن بإعجاب للقيم المصرية*. ‬ثم تنبهت للآيات الكريمة التي ذكرتها* ‬فوجدت أن بداية التغيير تحدث بشكل مفاجئ في صورة إرادة طاغية من الله عز وجل تحدث هذا التغيير الذي لايتوقعه أحد،* ‬ولقد رأينا ذلك بأعيننا،* ‬حيث سقط النظام القديم أو علي الأقل رأسه،* ‬بشكل مذهل في عدة أيام،* ‬دون أن يتوقع ذلك أحد،* ‬وصاحب ذلك وتلاه مباشرة أن بدأ العالم كله ينظر لمصر بإعجاب شديد بسبب نموذج التغيير الذي تبناه،* ‬ورأينا صديقنا البريطاني يقول هذا الكلام،* ‬ورأينا المظاهرات تنطلق في أوروبا وأمريكا لشئون مختلفة،* ‬ترفع أعلام مصر،* ‬وتقول* "‬كافح مثل المصريين*"‬،* ‬وهذا أظهر كيف يصاحب بداية التغيير نوع من* "‬الإمامة*"‬،* ‬لقادة التغيير كما ذكرت الاّيات،* ‬أو القدوة التي يتبعها الاّخرون،* ‬وذلك في وقت مبكر جدا قبل الوراثة والتمكين،* ‬ولقد أذهلني هذا الملمح حين انتبهت اليه*.‬
دخلت مرحلة التغيير في مصر بعد ذلك في طور* "‬الوراثة*"‬،* ‬حيث إنتقل الحكم من الفئة المستبدة الي مجموعات من المصريين تنتمي إلي الثورة،* ‬وورثت الحكم،* ‬حيث تمت إنتخابات حرة نزيهة شارك فيها أكثر من* ‬30* ‬مليون مصري لإنتخاب مجلس الشعب بإرادتهم الحرة المستقلة،* ‬وتلا ذلك إنتخاب رئيس مصري بشكل حر نزيه لأول مرة في تاريخها الحديث،* ‬وربما القديم،* ‬وذلك بصرف النظر عن أن مجلس الشعب قد تم حله لاحقاً،* ‬أو أن الرئيس* ‬غير مجمع عليه بين المصريين،* ‬فهذا حال الديقراطية دائما،* ‬حيث يأتي رئيس يرضي عنه نصف الشعب أو أكثر قليلاً،* ‬ولايرضي عنه النصف الآخر أو أقل قليلاً*. ‬إلا أن اللافت للنظر من خلال الايات الكريمة أن وراثة من كانوا مستضعفين في الأرض في مرحلة الاستبداد لا تعني بالضرورة أن من قاموا بالثورة قد* "‬تمكنوا"بالفعل من مفاصل الدولة،* ‬حيث نري كل يوم أن بقايا النظام القديم لازالت متمكنة من الكثير من شئون الدولة،* ‬وتعوق الإصلاح،* ‬وتقاومه بشراسة،* ‬وتسعي إلي استعادة النظام القديم بشكل أو بآخر،* ‬وبالتالي فإن مرحلة التمكين لم تأت بعد،* ‬ولكن ثقتي في الله عزوجل تجعلني متيقناً،* ‬وقد رأيت تحقق مراحل التغيير الواحدة تلو الأخري،* ‬وبالترتيب الذي أوضحه الله عزوجل في آياته،* ‬أن هذه المرحلة أتية لاريب*.‬
وأود أن أنبه القارئ الكريم أني لا أعني بالتمكين ما قد يتبادر للذهن بأني أقصد تمكين جماعة الأخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة كما سيتسرع البعض في الاستنتاج،* ‬ولكني أعني كل الفئات الوطنية من الشعب المصري،* ‬التي شاءت إرادة الله النافذة أن يحدث التغيير في أوانهم،* ‬وأصبحوا أئمة وقدوة للعالم،* ‬ثم ورثوا الحكم،* ‬سواء أغلبية أو معارضة من الوارد أن تتغير مواقعها،* ‬وتبقي فقط مرحلة التمكين للثورة التي لابد آتية كما وعد الله عزوجل*.‬
هذا هو السبب الأول والرئيس لتفاؤلي،* ‬الثقة اللامحدودة في الله عزوجل،* ‬والذي لايمكن أن تكون إرادته بحدوث هذا التغيير عبثاً* ‬أو هباءً،* ‬وأنا أعتقد أن عموم الشعب المصري المتدين بطبعه،* ‬مسلميه ومسيحييه،* ‬يمكن أن يستوعب تماماً* ‬ما أقوله،* ‬بينما قد ينظر إليه الآخرون بشك وريبة،* ‬وربما بسخرية*.‬
وفي مقالاتي القادمة إن شاء الله* ‬،* ‬سأستعرض مع القاريء الكريم الأسباب الأخري لتفاؤلي،* ‬وكذلك رؤيتي لما ينبغي علينا فعله للإسراع بتحقق سنة التمكين لهذه الثورة المباركة كما وعد الله عز وجل*.
د/عمرو دراج
__________________
رد مع اقتباس