
11-04-2013, 12:03 PM
|
عضو خبير
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2012
العمر: 50
المشاركات: 666
معدل تقييم المستوى: 13
|
|
مجدي داود
شهادتي على جريمة جامعة المنصورة 
مجدي داود
عضو نقابة الصحفيين الإلكترونيين المصرية وعضو الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية
كنت شاهدا عيان على ما حدث أمس في جامعة المنصورة، فقد كنت أقوم بتغطية المسيرة التي تطالب بإقالة رئيس الجامعة ومحاسبة جميع المسئولين عن إضاعة حق الطالبة "جهاد موسى"، حيث تتهم أسرة الطالبة وزملائها بالجامعة رئيس الجامعة بالتواطؤ مع الدكتورة التي يقول شهود عيان أنها صدمت الطالبة بالسيارة.
شارك آلاف الطلاب في المسيرة، ورأيت بعض الطلاب يرتدون تشيرتات عليها شعار "حركة أحرار"، إلا أن المسيرة التي قدرت عدد المشاركين فيها بنحو ثلاثة إلى أربعة آلاف طالب، لم ترفع أي شعار سياسي، وركزت هتافات الطلاب على القصاص للطالبة ومحاسبة المسئولين لمنع وقوع مثل هذه الجرائم مستقبلا، ومن بين الهتافات "يا رصيف قول الحق .. ***وا جهاد ولا لأ"، وأخرى تشدد على ضرورة إقالة رئيس الجامعة.
توجهت المسيرة إلى مبنى إدارة الجامعة، حيث قرر المسئولون عنها إغلاق جميع الأبواب لمنع رئيس الجامعة من الخروج، وبالفعل حدث ذلك، ولكن قبل الوصول على مبنى الإدارة، وجدت مسيرة ثانية، فذهبت والتقطت صورة لها، وسألت عن سبب عدم تلاحم المسيرتين، فأخبرني بعض الطلاب أن هذه مسيرة شباب الإخوان المسلمين، وهم لديهم مطالب مختلفة عن مطالب أسرة الطالبة.
توصلت إلى الدكتور "حمزة عماد الدين موسى" شقيق الطالبة القتيلة، وسألته عن مطالب الأسرة فأخبرني أن على رأسها إقالة رئيس الجامعة، الذي تورط في التستر على الجريمة، ولكي يتم محاسبة جميع المتورطين، ومنع حدوث هذه الجريمة مستقبلا.
وحدثني "حمزة موسى" عن مساومات كثيرة من قبل إدارة الجامعة حملها أساتذة من الجامعة ينتمون إلى الإخوان المسلمين، وتتضمن هذه المساومات خفض الأسرة سقف مطالبها بحيث لا تتعرض إلى رئيس الجامعة أو مستشفى الجامعة مقابل عدم دفاع رئيس الجامعة عن الدكتورة الجامعية التي صدمت أخته بالسيارة.
خلال حديثي مع شقيق الطالبة، جاءه بعض معارفه يخبرونه أن اتحاد الطلاب، أذاع بيانا يحمل مطالب منخفضة السقف، فذهب وأمسك بالميكروفون وأعلن أن الأسرة لن تتخلى عن مطالبها كافة، وأمسك بعده الميكروفون أحد المتحدثين باسم اتحاد الطلبة، وقال إنهم لا يطالبون بإقالة رئيس الجامعة، وعندها عاد "حمزة موسى" مجددا وأمسك المايك، وقال بوضوح إن أول مطالب الأسرة هو إقالة رئيس الجامعة.
في تلك الأثناء حاول بعض الموظفين فتح أحد أبواب مبنى الإدارة التي أغلقها الطلاب عنوة، وخرج بعضهم، لكن الطلاب تدافعوا من جديد لمحاولة إغلاق الباب وحدثت مناوشات خفيفة، ورأيت بنفسي "حمزة موسى" يتحرك نحو الباب لوقف المناوشات، التي توقفت بالفعل وتم إغلاق الباب مرة أخرى.
ومن داخل المبنى، وقفت إحدى السيدات على السلم وقالت إن لديهم أطفالا وأن والدتها مريضة، حينها تدخلت شخصيا لدى "حمزة موسى" وحدثته في أمر خروج السيدات، فوعدني بذلك، ولكن قال فليصبروا قليلا حتى يزيد الضغط على رئيس الجامعة، وسمعت المسئول عن المسيرة يقول إن على السيدات أن يتصلن بأزواجهن ليتصلوا بمدير الأمن والمحافظ ووزير التعليم العالي ومساعديه، ويخبروهم بالأمر.
في تلك الأثناء انسحب أعضاء اتحاد الطلاب، وشباب الإخوان المسلمين، بينما تحركت عائلة الطالبة إلى الباب الرئيسي لمبنى الإدارة، لإخراج السيدات من المبنى ليذهبن إلى بيوتهن وأطفالهن، وفجأة وجدنا قذائف الحجارة تتساقط علينا كالأمطار، وسط أصوات الخرطوش، فخرج الطلاب مسرعين إلى خارج الحرم الجامعي.
حاولت وأنا خارج مبنى الجامعة التقاط صورا لما يحدث لتوثيق الواقعة، ولتكون دليلا على إدانة البلطجية، وكنت أرى الطلاب المشاركين في المسيرة وهم يتعرضون للضرب والاعتداء البشع من مجموعات تحمل بيدها عصيا غليظة، إلا أن الكاميرا لم تعمل، وبينما كنت أقوم بضبطها من جديد، إذا بقذائف الحجارة تتوالى علينا مرة أخرى، وتدفعنا للابتعاد عشرات الأمتار بعيدا عن أسوار الجامعة، بينما لم يتوقف قاذفوا الحجارة وظلوا يجرون وراء الطلاب عشرات الأمتار.
هذا ما رأيته بعيني، وما حدث بعد ذلك لم أره، ولكن ما أنا على يقين منه وما رأيته بنفسي –وما يقال غير ذلك كذب بين- أن الطلاب الذين شاركوا أو شباب حركة أحرار كانوا يتظاهرون بشكل سلمي تام، حتى تعرضوا للضرب من قبل البلطجية.
|