الإيثَار في واحة الشِّعر
قال الشَّاعر:
عجبتُ لبعضِ النَّاسِ يبذلُ ودَّه***ويمنعُ ما ضمَّت عليه الأصابعُ
إذا أنا أعطيتُ الخليلَ مودَّتي***فليس لمالي بعدَ ذلك مانعُ
وقال آخر:
وتركي مواساةَ الأخلَّاءِ بالذي***تنالُ يدي ظلمٌ لهم وعقوقُ
وإنِّي لأستحيي مِن الله أن أُرَى***بحال اتِّساعٍ والصَّديق مُضيقُ
وقال آخر:
مَن كان للخير منَّاعًا فليس له***عند الحقيقة إخوان وأخدان
وقال علي بن محمَّد التهامي:
أُسدٌ ولكن يؤثرون بزادِهم***والأُسد ليس تدينُ بالإيثَارِ
يتزيَّنُ النَّادي بحسنِ وجوهِهم***كتزيُّنِ الهالاتِ بالأقمارِ
وقال أحمد محرم:
المالُ للرَّجلِ الكريمِ ذرائعٌ***يبغي بهنَّ جلائلَ الأخطارِ
والنَّاسُ شتى في الخِلَالِ وخيرُهم***مَن كان ذا فضلٍ وذا إيثارِ
وقال حماد عجرد:
إنَّ الكريمَ ليُخفي عنك عُسرتَه***حتى يُخالَ غنيًّا وهو مجهودُ
وللبخيلِ على أموالِه عللٌ***زرقُ العيونِ عليها أوجهٌ سودُ
وقال حاتمٌ الطَّائي:
وإنِّي لأستحيي صحابي أن يروا***مكانَ يدي في جانبِ الزَّادِ أقرعا
أقصِّرُ كفي أن تنالَ أكفَّهم***إذا نحن أهوينا وحاجاتنا معا