البَشَاشَة وطلاقة الوجه في واحة الشِّعر
قال الشَّاعر:
وإنَّ محمدًا لرسولُ حقٍّ***حسيبٌ في نبوَّتِه نسيبُ
أمينٌ صادقٌ بَرٌّ تقيٌّ***عليمٌ ماجدٌ هادٍ وَهُوبُ
يُريك على الرِّضا والسخطِ وجهًا***تروقُ به البَشَاشَةُ والقطوبُ
يضيءُ بوجهِه المحرابَ ليلًا***وتظلمُ في النَّهارِ به الحروبُ
وقال آخر يعاتب صديقه:
وكنتَ إذا ما جئتُ أدنيتَ مجلسي***ووجهُك من تلك البَشَاشَةِ يقطرُ
فمَن لي بالعينِ التي كنتَ مرةً***إليَّ بها في سالفِ الدَّهرِ تنظرُ
قال ابن أبى الدُّنيا: حدَّثني أبو عبد الله محمد بن خلف التَّيمي، قال: (كان سعيد بن عبيد الطائي يتمثَّل:
اتَّقِ بالبِشْرِ مَن لقيتَ مِن النَّا***سِ جميعًا ولاقِهم بالطَّلاقة
ودعِ التِّيهَ والعبوسَ عن النَّا***سِ فإنَّ العُبُوسَ رأسُ الحماقة
كلما شئتَ أن تعادي عاديـ***ـتَ صديقًا وقد تعزُّ الصداقة
وقال ابن عبد البرِّ: ولبعض أهل هذا العصر:
أزورُ خليلي ما بدا لي هشه***وقابلني منه البَشَاشَة والبِشْر
فإن لم يكنْ هشٌّ وبشٌّ تركته***ولو كان في اللُّقْيَا الوِلَايَة والبِشْر
وحقُّ الذي ينتاب داري زائرًا***طعامٌ وَبِرٌّ قد تقدَّمه بِشْر
وقال البحتري:
يا سعيدُ والأمرُ فيك عجيبُ***أين ذاك التَّأهيلُ والتَّرحيبُ
نَضَبَت بيننا البَشَاشَة والوُدُّ***وغارا كما يغورُ القَلِيبُ
وقال إيليا أبو ماضي:
قال البَشَاشَة ليس تسعدُ كائنًا***يأتي إلى الدُّنيا ويذهبُ مرغمًا
قلت ابتسمْ مادام بينك والرَّدَى***شبرٌ، فإنَّك بعدُ لن تتبسَّما
وقال آخر:
إنَّ حسنَ اللِّقاءِ والبِشْرَ ممَّا***يزرعُ الوُدَّ في فؤادِ الكريمِ
وهما يزرعان يومًا فيومًا***أسوأَ الظنِّ في فؤادِ اللَّئيمِ
وقال الشَّاعر:
إذا كان الكريمُ عبوسَ وجهٍ***فما أحلَى البَشَاشَة في البخيلِ
