الحَيَاء في واحة الشِّعر
قال الشَّاعر:
إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي***ولم تستحِ فاصنعْ ما تشاءُ
فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ***ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ
يعيشُ المرءُ ما استحيا بخيرٍ***ويبقَى العودُ ما بقي اللِّحاءُ
وقال أميَّة بن أبي الصَّلت يمدح ابن جُدْعَان بالحَيَاء:
أأذكرُ حاجتي أم قد كفاني***حياؤُك؟ إنَّ شيمتَك الحَيَاءُ
إذا أثنى عليك المرءُ يومًا***كفاهُ من تعرُّضِك الثَّناءُ
وقال آخر:
إذا قلَّ ماءُ الوجهِ قلَّ حياؤهُ***فلا خيرَ في وجهٍ إذا قلَّ ماؤهُ
حياءَك فاحفظْه عليك فإنَّما***يدلُّ على فضلِ الكريمِ حياؤهُ
وقال آخر:
كريمٌ يغضُّ الطَّرفَ فضلَ حيائِه***ويدنو وأطرافُ الرِّماحِ دواني
وكالسَّيفِ إن لاينته لَانَ متنُه***وحدَّاهُ إن خاشنته خَشِنانِ
وقال العرجي:
إذا حُرِم المرءُ الحَيَاءَ فإنَّه***بكلِّ قبيحٍ كان منه جديرُ
له قِحةٌ في كلِّ شيءٍ، وسرُّه***مباحٌ، وخدناه خنًا وغرورُ
يرى الشَّتم مدحًا والدَّناءة رفعةً***وللسَّمع منه في العظات نفورُ
ووجهُ الحَيَاء مُلبَّسٌ جلدَ رِقَّةٍ***بغيضٌ إليه ما يشينُ كثيرُ
له رغبةٌ في أمرِه وتجرُّدٌ***حليمٌ لدى جهلِ الجهولِ وقورُ
فرجِّ الفتى مادام يحيا فإنَّه***إلى خيرِ حالاتِ المنيبِ يصيرُ
وقال آخر:
ما إن دعاني الهوى لفاحشةٍ***إلَّا نهاني الحَيَاءُ والكَرَمُ
فلا إلى فاحشٍ مددتُ يدي***ولا مَشَتْ بي لريبةٍ قدمُ
