أنا سأتكلم عن واقعة الغش فقط
ماذا افعل لو كنت الوزير
قرات في جريدة الأهرام اليوم ماياتي :-
في يونيو عام1960 ارتأي عامل بالمطبعة السرية لوزارة التربية والتعليم بحلوان أن يخدم جاره الطالب المتعثر في الثانوية العامة بأن يمنحه فرصة الاطلاع علي أسئلة الامتحان قبل موعده بأيام!, وكان أن قام خلسة بطبع اسئلة امتحان كل مادة علي فانلته الداخلية قبل التخلص من لوح الطباعة, ثم قدم مجموعة الفانلات الي جاره وعليها امتحانات كل مواد الثانوية العامة كهدية للتلميذ الفاشل.. التلميذ الفاشل وهو زملكاوي الهوي رأي ان يشرك صديقه اللاعب المشهور في نادي الزمالك في هذه العطية, وراحا معا بمساعدة اصدقاء يلتقون في كازينو علي النيل بحي شبرا لكي يتدارسوا الامتحانات المرتقبة ووضع الاجوبة النموذجية, ومنهم من اهدي الاسئلة مجاملة لحبيبته أو زميلته.. وشاعت الاسئلة في الحي والمدينة, إلا أن أحدا لم يتكسب من وراء هذه الفعلة كما أثبتت التحقيقات فيما بعد... مع نهاية اليوم الاول للامتحان الرسمي وكان في اللغة العربية شعر المشرفون علي اللجان بأن هناك تسربا قد وقع, وعلي الفور تحرك المسئولون بالوزارة لبحث الأمر حيث استطاع أحدهم الحصول علي أسئلة الامتحان التالي وكان في مادتي الجبر والهندسة وحساب المثلثات وتم اعلام وزير التربية
والتعليم بالامر وكان وقتها الدكتور أحمد نجيب هاشم.
الوزير الذي لم يكن بالطبع يعلم بالامتحان توجه في صباح اليوم التالي الي احدي اللجان وعند فتح المظاريف قارن بين الامتحان الفعلي والآخر الذي جري تسريبه فوجدهما متطابقين.. وهنا امسك بقلمه ليكتب تقريرا بالواقعة, ثم كتب استقالته ورفعهما معا للرئيس جمال عبدالناصر.
الرئيس عبدالناصر قرأ التقرير ورفض الاستقالة وكلفه بمعالجة الأمر, وكلف وزارة الداخلية بالتحري والقبض علي المتورطين. علي الفور اصدر نجيب هاشم قرارا بإلغاء كل امتحان الثانوية العامة واعداد امتحان بديل وبمعرفة نفس واضعي الاسئلة.. وعاشت مصر ووزارة التعليم15 يوما عصيبة الي أن أنجزت الشرطة عملها وتمكنت من الوصول للفاعلين.. في المحكمة جري معاقبة المطبعجي بالسجن7 سنوات مع الشغل.
المثير أن اللاعب المشهور نجح بعد ذلك بمساعدة رجال المشير عامر في أن يلتحق بكلية الضباط الاحتياط ويصبح ضابطا بالجيش قبل ان يتم تسريحه في أعقاب نكسة67, أما الطالب الفاشل فقد نجح في الالتحاق بكلية العلوم وتدرج في السلك الوظيفي الي أن اصبح نائبا لرئيس هيئة بالغة الاهمية ومستشارا للوزير الذي تتبعه هذه الهيئة؟!
|