
25-06-2008, 01:40 AM
|
 |
مدرس الكيمياء للثانوية الازهرية
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 1,960
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
الدرس الرابع
3) تعريف الايمان عند اهل السنة و الجماعة :ـ
عمل الجوارح:ـ ويتضمن كل العبادات البدنية كالجهاد ، الحج ، الدعوة الى الله و الحسبة ... الخ .
للاستفادة راجع معاررج القبول للحافظ الحكمي "جزء 2ص 20 "
قال تعالى : [ وما كان الله ليضيع ايمانكم .. ] ( البقرة /143 )
فسمى الصلاة ايماناً .
و القارىء لكتاب الله يتبين له ان الامر باعمال الجوارح جاء بعد جميع الندائات الموجهة من الله الى المؤمنين بصيغة ( ياايها الذين ءامنوا )
مثل قوله تعالى في :ـ
- [ كتب عليكم القتال ]
- [ يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام]
- [ ياأيها الذين ءامنوا لاتتخذوا اليهود و النصارى اولياء ]
- [ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ] "اي صادقون في قولهم ءامنّا "(الحجرات/15)
- [ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ... ] (البقرة /177)
- [وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ](المائدة/81)
و قال ابن تيمية رحمه الله في السابقة الذكر:ـ (فدل على ان الايمان المذكور ينفي اتخاذهم اولياء و يضاده و لايجتمع الايمان و اتخاذهم اولياء في قلب ) (الفتاوى :7-17)
- [وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ] يتولى : من اعمال الجوارح (النور /46)
- [أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا]
الطاغوت : كل معبود عبدُ من دون الله من متبوع او مطاع.( النساء /60)
ومن السنة :ـ- حديث شعب الايمان : قال رسول الله (h) : (( الايمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول لا إله الإ الله و ادناها إماطة الاذى عن الطريق و الحياء شعبة من الايمان )) " مسلم "
فيتضمن هذا الحديث بجملته مركبات الايمان الثلاث : فلا إله الا الله قول و إماطة الاذى عمل جوارح و الحياء عمل قلبي .
قال ابن حجر فإن قيل الحياء من الغرائز فكيف جُعلَ شعبة من الايمان ؟ فأجيب بانه قد يكون عريزة وقد يكون تخلقاً ولكن استعماله وفق الشرع يحتاج الى الكتاب و علم دين فهو من الايمان لهذا و لكونه باعثاً على فعل الطاعة و عاجزا عن فعل المعصية ) .فتح الباري "
- قول النبي (h) لوفد عبد القيس : (( اتدرون ما الايمان بالله وحده ؟ قالوا الله ورسوله اعلم . قال شهادة ان لاإله الا الله وان محمدا رسول الله و إقام الصلاة وايتاء الزكاة و صيام رمضان و أن تعطوا من المغنم الخمس )) (متفق عليه : كتاب الايمان /53 )
- قال رسول الله (h) :ـ (( لايزني الزاني حين يزني و هو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن )) (متفق عليه)
قال ابن رجب : فلولا ان ترك هذه الكبائر من مسمى الايمان لما انتفى اسم الايمان عن مرتكب شيء فيها ))
" جامع العلوم /105 "
- قال رسول الله (h) :
(( لايؤمن احدكم حتى يحب لإخيه مايحب لنفسه )) (متفق عليه)
قال الكرماني : ) ومن الايمان ايضاً ان يبغض لأخيه مايبغض لنفسه ِ من الشر ولم يذكره لأنه حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه ، فترك التنصيص عليه اكتفاء والله اعلم )" فتح البارى "
- قال رسول الله (h) :
(( و الله لايؤمن و الله لايؤمن و الله لايؤمن ( قيل من يا رسول الله ؟ قال ((الذي لايأمن جاره بوائقه[2] )) (البخاري)
- قال رسول الله (h) :
(( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحبُ اليه من والده و ولده والناس أجمعين )) (متفق عليه)
وكتب عمر بن عبدالعزيز الى عدي بن عدي [3] : ( ان للايمان فرائضاً و شرائعاً وحدوداً و سنناً فمن استكملها استكمل الايمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الايمان فان اعيش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص ) فتح الباري /47:1"
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( لايُتصور وجود ايمان القلب مع عدم جميع اعمال الجوارح , بل متى نقصت الاعمال الظاهرة كان لنقص الايمان الذي في القلب ) كتاب الايمان : ص 185"
وفي العلاقة بين التصديق اللغوي و الشرعي :
قال ابن القيم : ( ألايمان هو التصديق ولكن ليس التصديق المجرد اعتقاد صدق المخبرْ دون الانقياد له ولو كان مجرد اعتقاد التصديق ايماناً لكان إبليس و فرعون و قومه وقوم صالح و اليهود الذين عرفوا ان محمداً رسول الله (h) كما يعرفون ابنائهم مؤمنين مصدقين فالتصديق انما يتم بامرين :
اعتقاد الصدق و محبة القلب و انقياده )"كتاب الصلاة :ص19"
الدرس الخامس
مراتب الايمان (1)
إذا أطلق لفظ الايمان فالمراد به الدين كله وهو يشتمل على شعب كما في حديث الشعب : (( الايمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول لاإله الا الله وأدناها إماطه الأذى عن الطريق و الحياء شهبة من الايمان )) (مسلم)
فاشتمل الايمان على جمع الطاعات فرضها و نفلها مما يجب على القلب و اللسان و الجوارح كما يشتمل الايمان على ترك المحظورات المحرم منها و المكروه و ينقسم الايمان الى مراتب تشتمل كل مرتبة على بعض شعب الايمان بحيث تتضمن المراتب الثلاث جميعاً شعب الايمان .
و المراتب الثلاثة وهي :
اولاً . أصل الايمان : وهو مالايوجد الايمان بدونه وبه النجاة من الكفر و الدخول في الايمان و هو مطلق (جزء) الايمان ومن أتى بهذه المرتبة فهو داخل في المخاطبين بقوله تعالى : [ ياايها الذين آمنوا ] وهو يشتمل على شعب لايصح إلا باكتمالها و ضابط ما يدخل في الايمان من الاعمال سواءً كانت فعلاً او تركا و سواءً كانت اعتقاداً او قولاً او عملاً :ـ
أ) ان كل عمل يكفر تاركه ففعله من اصل الايمان : مثل ( التصديق ، انقياد القلب ، اقرار اللسان ، و الصلاة ..
ب) كل عمل يكفر فاعله فتركه من اصل الايمان : مثل : ( الاستهزاء بالدين ، الدعاء ، الاستعانة و الاستغاثه بغير الله ، و القتال في سبيل الطاغوت .. او جحد واجب او استحلال محرم او انكار واجب .... الخ ) .
وكل من لم يأتِ بأصل الايمان (جملةً ) او أخل به (جزءً ) فهو كافر فحلد في نار جهنم .
و ضابط الذنب المكفر هو ماقام الدليل الشرعي على أنه كفر اكبر مخرج من الملة .
ومن اُتى باصل الايمان فقد نجا من الكفر و دخل الجنة لامحالة إما ابتدءً وإما مئالاً .
ومن الادلة الشرعية على ما سبق :
قال تعالى : [ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(36)يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُـــمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ] ( المائدة / 36:37)
و قوله تعالى:[ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ]
و قوله تعالى : [ ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله ]
وعن أنس (رضىالله عنه) عن النبي (h) قال :
(( ليصيبنّ اقواماً سفعٌ من النار بذنوب أصابوها عقوبة ثم يدخلهم الله الجنة بفضله و رحمته يقال لهم الجهنميين ))" البخاري 7450"
و دخولهم الجنة مئالاً انما هو بما معهم من أصل الايمان المضاد للكفر .
وعن ابي هريرة (رضىالله عنه) : عن النبي (h) : (( حتى اذا فرغ الله من القضاء بين العباد واراد ان يُخرج برحمته من اراد من النار أمرَ الملائكة ان يُخرجوا من النار من كان لايشرك بالله شيئا ممن اراد ان يرحمه ممن يشهد لاإله الا الله فيعرفونهم في النار بآثار السجود )) (رواه البخاري :7437)
وعن ابي ذر (رضىالله عنه) عن النبي (h) :
(( ذاك جبريل أتاني فقال : من مات من أمتك لايشرك بالله شيئا دخل الجنة ــ قال ابوذر ــ قلتُ وإنْ زنى وإن ْ سرق ؟ قال رسول الله (h) : ( وإنْ زنى وإن ْ سرق ) . ))(البخاري :6444)
وفي حديث آخر : (( أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان )) . (البخاري)
قال ابن حجر : و المراد بحبة خردل هنا مازاد من الاعمال على أصل التوحيد لقوله في رواية أخرى : (( اخرجوا من قال لاإله الا الله و عمل من الخير مايزن ذرة )) .
قال محمد بن نصر المروزي : ( الكفر ضد اصل الايمان لأن للإيمان أصلا وفروعا , فلا يثبت الكفر حتى يزول أصل ألايمان , فإن قيل وألذى زعمتم أن النبي ( صلى الله عليه وسلم )أزال عنه إسم ألايمان هل فبه من ألايمان شىء ؟قالوا نعم) اصله ثابت ولولا ذلك لكفر ) "تعظيم قدر الصلاة: 513:2".
قال ابن تيمية : في وصف أهل هذه المرتبة :
( فعامه الناس إذا أسلموا بعد الكفر او ولدوا على اسلام و التزموا شرائعه كانوا من أهل الطاعة لله ورسوله فهم مسلمون و معهم ايمان مجمل[4] ولكن دخول حقيقه الايمان [5] الى قلوبهم انما يحصل شيئا فشيئاً إن اعطاهم الله ذلك و الإ فكثير من الناس لا يصلون الى اليقين و الى الجهاد ولو شُكِكُوا لشكوا ولو أُمروا بالجهاد لما جاهدوا و ليسوا كفاراً ولا منافقين بل ليس عندهم من علم القلب و معرفته و يقينه مايدرأوا[6] الريب ولا عندهم قوة الحب لله و لرسوله ما يقدمونه على الاهل و المال و هؤلاء ان ُ عفوا عن المحنة وماتوا دخلوا الجنة وان ابتلوا بمن يُورِدُ عليهم شبهات توجب ريبهم ، فإن لم ينعم الله عليهم بما يزيل الريب والى صاروا مرتابين وانتقلوا الى نوع آخر من النفاق[7] ) " كتاب الايمان :257"
الدرس السادس
مراتب الإيمان (2)
ثانياً . الايمان الواجب : وهو مازاد عن اصل الايمان من فعل الواجبات و ترك المحرمات و ضابط مايدخل في اليمان الواجب من الاعمال سواءً كانت فعلاً او تركاً ، ان كل عمل ورد في تركه و عيد ولم يكفر فاعله فتركه من الايمان الواجب كالزني و الربا و السرقة و شرب الخمر ... الخ . بشرط عدم الاستحلال و عدم الإنكار ( اي عدم استحلال محرم و عدم انكار واجب ) .
و الناس في الايمان الواجب على درجتين :
(1) المقصرون منه/ بترك واجب او فعل محرم بعد إتيانهم بأصل الايمان , فهولاء هم أصحاب الكبائر او المخلطون من أهل التوحيد او عصاة الموحدين أو الفاسق الملّي او الظالم لنفسه فمن كان هذا حاله فهو من اهل الوعيد إن مات بلا توبة ولكنه في المشيئة فإن شاء عذبه بقدر ذنوبه ثم يُخرجُهُ اللهُ من النار و يدخله الجنة بما معه من أصل الايمان .
الأدلة علي تكفير الذنوب بالمغفرة :
قال تعالى : [إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ] .
وعن عبادة بن الصامت (رضىالله عنه) وكان شهد بدراً وهو أحد نقباء ليلة العقبة ان رسول الله (h) قال و حوله عصابة من أصحابه : (( بايعوني على ان لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين ايديكم و ارجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله و من أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله عليه فهو الى الله ان شاء عفا عنه و إن شاء عاقبه )) " (متفق عليه) و اللفظ للبخاري : 18 "
( و يستثني من تكفير الذنب بالعقوبه و كونه في المشيئة (المرتد) المشار إليه في الحديث بقوله (h) : ( وأن لاتشركوا بالله شيئا) فإذا قتل على الردة لم تكن العقوبة كفارة له واذا مات مرتداً لم يكن في مشيئةٍ لقوله تعالى : ( إن الله لايغير ان يشرك به ) سواءً عوقب في الدنيا على ردته ام لم يعاقب ) " انظر فتح الباري1/64"
(2) المقتصدون فيه: الذين أدوا الايمان الواجب بتمامه ولم يقتصروا فيه ولم يزيدوا عليه بعد إتيانهم بأصل الايمان فهذا هو المؤمن المستحق للوعد السالم من الوعيد و ويستحق دخول الجنة بلا سابق عذاب بفضل الله حسب وعده الصادق و هذه الدرجة تسمى المقتصدين .
ومن الأولة على ذلك : قصه الاعرابي الذي سأل رسول الله (h) عن شرائع الاسلام و أخبره الرسول (h) بشرائع الاسلام ، فقال الاعرابي : والذي اكرمك بالحق لا اتطوع شيئاً ولا انقص بما فرض الله عليَّ شيئاً ، فقال رسول الله (h): (( قد أفلح ان صدق او دخل الجنة ان صدق )) ( البخاري /1891)
قال ابن تيمية رحمه الله : ( من أتى بالايمان الواجب استحق الثواب , ومن كان فيه شعبة من نفاق [8] وأتى الكبائر فذلك من اهل الوعيد وايمانه ينفعه الله به و يخرجه به من النار ولو أنه مثقال حبة من خردل , لكن لايستحق به اسم المطلق [9] المعلق به وعد الجنة بلا عذاب ) " كتاب الايمان : 334 ، الايمان الاوسط : 67 "
فائدة : العلم بالواجبات و النواهي التى تدخل في أصل الايمان و الايمان الواجب فرض عين على كل مسلم و منها ما يدخل في العلم الواجب العينى العام و فيها ما يدخل في العلم الواجب العينى الخاص و إنما كان العلم بها واجباً لأن العمل بها واجب و يترتب على التقصير فيه و عيد من كفر او فسق لان العمل هو المقصد و العلم وسيلة و القاعدة تقول " للوسائل حكم المقاصد" .
ثالثاً . الإيمان المُستحب : وهو مازاد عن أصل الايمان والايمان الواجب من فعل المندوبات والمستحبات و ترك المكروهات و المشتبهات ( و بعض ــ المباحات عند السلف ) فمن اتى بهذه المرتبة مع المرتبتين الأوليتين فهو من السابقين الذين يستحقون دخول الجنة ابتداء فى درجة اعلى من المقتصدين .
قال ابن تيمية رحمه الله : ( ويفرق بين الأيمان الواجب وبين الأيمان الكامل بالمستحبات كما يقول الفقهاء (الفعل ينقسم الى قسمين :مجزىء وكامل فالمجزىء ما اتى بةبالواجبات فقط ,والكامل واتى فية بالمستحبات )"الايمان :186"
ويجمع المراتب الثلاثة لأهل الايمان قوله تعالى:
[ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ] ( فاطر /32)
قال ابن تيمية رحمه الله : ( وهكذا جاء القرآن فجعل الأمة على هذه الأصناف الثلاثة .
قال تعالى : [ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ] فالمسلم الذي لم يقم بواجب الايمان هو الظالم لنفسه و المقتصد هو المؤمن المطلق الذي عبدًالله كأنه يراه ) " كتاب الايمان : 342 "
عن أبي الدرداء رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله (h) يقول :
(( قال الله تعالى : ( ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا ... الاية ) فأما الذين سبقوا فأولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب واما الذين اقتصدوا فيحاسبون حسابا يسيرا وأما الذين ظلموا أنفسهم فأولئك يحبسون في طول المحشر ثم هم الذين تلافاهم الله برحمته فهم الذين يقولون : ( الحمد لله الذي أذهبَ عنّا الحزن إن ربنا لغفور شكور ) ." رواه أحمد ، سورة فاطر /34 ، مصدر ابن كثير "
قال ابن عباس في تفسير هذه الآية :
( السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب و المقتصد يدخل الجنة برحمة الله و الظالم لنفسه وأصحاب الاعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد (h) ) .فائدة :ـ والصغائر تدخل في المرتبه الثالثة بشرط عدم الإصرار عليها ( لاصغيره مع الاصرار و لاكبيرة مع الاستغفار )
قال ابن تيمية رحمه الله : ( و الرسول لم ينفهِ ( يعني الايمان الواجب ) إلا عن صاحب الكبيرة والإ قالوا : من الذي يعمل الصغيرة هي مكفرة عنه بفعله للحسنات و اجتنابه الكبائر لكنه ناقص الايمان عن من اجتنب الصغائر فمن أتى بالايمان الواجب خلطه سيئات كفرت عنه بغيرها ونقص بذلك درجه عمن لم يأتِ بذلك )"الايمان :337"
و قال ابن تيمية رحمه الله : عن الايمان /
( هو مُركب من اصل لايتم بدونه ومن واجب ينقص بفواته نقصاً يستحق صاحبه العقوبة ومن مستحب يفوت بفواته علو الدرجة )"مجموع الفتاوى /7ـــ 637"
ماالفرق بين الايمان الكامل و كامل الايمان ؟
الايمان الكامل : أي جمع الاعمال بمراتبه الثلاثة .
كامل الايمان : اي جزء من الايمان الذي يتم به مطلق الايمان .
الدرس السابع :ـ
زيادة الايمان و نقصانه والاستثناء فيه
الايمان عند أهل السنة و الجماعة قول و عمل يزيد و ينقص , يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية و المؤمنون يتفاضلون فيه .
تفاصل اهل الايمان :
قال تعالى : [ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ] ( الانفال / 2)
و قوله تعالى : [ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ] (الفتح /4)
و قوله تعالى : [الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ(173)فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ]( آل عمران /174)
و قوله تعالى :[ وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ(124)وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ] (التوبة: 124،125 )
و قوله تعالى : [ ويزداد الذين آمنوا ايمانا ] ( المدثر : 31)
وعن ابي سعيد الخدري (رضىالله عنه) قال سمعت رسول الله (h) يقول (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الايمان )) (رواه مسلم )
و قال رسول الله (h) في حديث الشفاعة : (( فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من ايمان فأخرجوه ، فمن وجدتم في قلبه وزن ذرة من ايمان فاخرجوه ))" فتح الباري : 13/431 وكذا : 1/ 103"
أوجهه زيادة الايمان و نقصانه :
إن زيادة الايمان و نقصانه تكون تارة في اصل الايمان حيث ان العلم و التصديق بعضه اقوى من بعض و تارة يكون باعمال القلوب كالمحبة و الخشية و الرجاء و نحوها و إن التصديق المستلزم لعمل القلب اكمل من التصديق الذي لا يستلزم عمله ، فالعلم الذي يعمل به صاحبه اكمل من العلم الذي لايعمل به . و تارة يكون زيادة الايمان و نقصانه بالاعمال الظاهرة و الباطنة التى هي من الايمان و الناس يتفاضلون فيها .
قال ابن تيمية رحمه الله : ( ولهذا كان اهل السنة و الحديث على أنه يتفاضل (" فتح الباري : 1/1 ، كتاب الايمان : 205 ، تعظيم قدر الصلاة للمروزي : 2809 "
الإستثناء في الايمان
و نعنى بالإستثناء في الايمان هو تعليقه على مشيئة الله , كأن يقول الرجل : أنا مؤمن إن شاء الله .
و الناس في هذا الأمر على ثلاثة أقوال :
1) منهم من يحرَّمه : وهم المرجئة و الجهمية و نحوهم ممن يجعل الايمان شيئاً واحداً يعلمه الانسان من نفسه .
2) ومنهم من اوجبه وهم الاشعرية : وقالوا ان الايمان هو ما ,مات عليه الانسان و الانسان انما يكون مؤمنأ وكافراً باعتبار الموافات .
وجعل بعضهم يستثنى في الكفر ايضاً مثل ابو منصور الما تريدي ولكن الجماهير على خلاف ذلك و الاستثناء في الكفر بدعة .
3) و منهم من قال إنها سنة : و هم أهل السنة و الجماعة اهل الحديث و هو الصواب و لكن باعتبار آخر غير اعتبار الذين اوجبوه او حرموه :
قال ابن تيمية : ( و الاستثناء في الايمان سنة عند أصحابنا [10] و اكثر اهل السنة )
و عن محمد بن الحسن بن هارون قال : ( سألت ابا عبدالله عن الاستثناء في الايمان فقال نعم الاستثناء على غير معنى الشك مخافة و احتياط للعمل ) .
وقد استثنى إبن مسعود و غيره وهو مذهب الثورى قال تعالى : [لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ] ( الفتح / 27)
و قال رسول الله (h) : (( إني لارجوا [11] ان اكون أتقاكم لله )) .
و قال أيضا في المّيت : (( و عليه نبعث إنشاء الله ))
( وقد بين أحمد أنه يستثنى مخافة و احتياطا للعمل فإنه يخاف ان لا يكون قد كمل المأمور به فيحتاط بالاستثناء و قال على غير الشك مما يعمل الانسان من نفسه و إلا فهو يشك في تكميل العمل الذي خاف أن لايكون كمله فيخاف من نقصه ولا يشك في أصله ) كتاب الايمان : 387 "
قال ابن تيمية رحمه الله : ( فقد بين أحمد في كلامه انه يستثنى مع تيقنه بما هو الآن موجود فيه بقول ( بلسانه ) و قلبه لايشك في ذلك و يستثنى لكون العمل من الايمان وهو لا يتيقن انه اكمله بل يشك في ذلك فنفي الشك و أثبت اليقين فيما يتيقنه عن نفسه ) " كتاب الايمان / 388"
قال ابن تيمية رحمه الله : (اما مذهب السلف أصحاب الحديث كإبن مسعود و أصحابه و الثوري و ابن عيينة و اكثر علماء الكونه و يحيى بن مسعودبن قطان فيما يرويه عن علماء اهل البصرة و أحمد بن حنبل و غيره من أئمة السنة فكانوا يستثنون في الايمان و هذا متواتر عنهم ولكن ليس الاستثناء لاجل الموفات انما هو لان الايمان يتضمن فعل الواجبات فلا يشهدون لانفسهم بذلك ) " كتاب الايمان : 388 "
__________________
دكتور عاطف خليفة
كيميائي
500 امتحان كيمياء
|