عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 13-05-2013, 04:48 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

وقبل أن نطير الى الله أقول لكِ فى بداية رحلتنا
حـددى هدفك
كيف يسافر المسافر وهو بلا مقصد ؟
فبالنية يتحدد السفر الرحلة طالت أم قصرت , وعلى صدقها يحمل الزاد .. وهكذا سفر المؤمن لابد له من النية الصادقة ,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء ما نوى
فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ,
ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه "
.
" متفق عليه : البخارى : ( 1 ) , ومسلم ( 1907 ) "



ولا بد طبعاً من زاد أيعقل أن نسافر فى هذه الرحلة بدون زاد
أولاً علينا أن نأخذ معنا التوحيد والايمان
فحلاوة الايمان اعظم زاد فى هذه الرحلة ولا يتذوق حلاوة السير ولذة هذا العيش
الا من كان له نصيب بمعرفة الله وتوحيده وعاش حقيقة الايمان وجرب هذه اللذه..
ولا تنسى حبيبتى , أن تأخذى معكِ التقوى


قال تعالى " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ "( البقرة : 197 )
.فعليكِ بتقوى الله فى السر والعلانية
اما الاخلاص فنبأه عجيب وخطره عظيم .. وهو زادك الذى لا يصلح هذا الطريق الا به وهو اساس التزود ومنتهاه ..
وحصر الوصول فى المخلصين , قال الله تعالى :
" قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ "( ص : 82 - 83 ).
ومن الزاد خبيئة .. خبيئة من عمل صالح لم يطلع عليها بشر
يصلح للتوسل به فى محطات الطريق ومطباته
كما توسل الذين أووا الى الغار – فانطبقت عليهم الصخرة – بخبايا اعمالهم الخالصة .
واخر الزاد الصبر .. الصبر فى الطريق .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " السفر قطعة من العذاب " متفق عليه :( البخارى : 1804 , ومسلم : 1927 ) ..
فاذا كان سفر الدنيا يسبب المشقه والتعب فكيف بسفر الاخرة ! !
قال الله تعالى
" لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ "( البلد :4 ) .
ها ونحن قد تزودنا ولو بالقليل فالله كريم يجعل القليل كثيراا بفضله
و قبل أن ننطلق حبيباتى انتبهن
فالطريق الى الله كالطريق الحسية تماما ..

تجدى فيها انفاقا مظلمة ومنحنيات خطيرة ومطبات مرهقة وكبارى علوية ..
كما تجدى احيانا على جنبتى الطريق حدائق فاتنة وسبلا متفرعة
و لاتخافى حبيبتى ..قلة السالكين معكِ فى هذه الرحلة
قال الله تعالى :
" إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ "( ص: 24 ) .
وقال سبحانه وتعالى : " وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ "( سبا : 13 ) .
. فاذا تبين لك ذلك فاياكِ
ان تستوحشى من قلة السائرين معك على الطريق
واحذركِ حبيبتى فى طريقنا الى الله من ..
فضول الكلام والخلطة اكثر من الحاجة
وقد قيل :
اذا رايت نفسك تأنس بالخلق وتستوحش من الخلوة ,
فاعلم انك لا تصلح لله .. وان من علامات الافلاس الاستئناس بالناس .
وهناك جسر انتبهى


لابد من تجاوزه وعبوره اذ إن هذا شأن السالكين الى الله – تعالى –
فى كل زمان ومكان بل وانه من شأن الانبياء والمرسلين ,
ذالكم الجسر هو الابتلاء والمحن التى تصيب السائر .
فلابد فى هذا الطريق أن يصقله الابتلاء وأن تظهر معدنه المحنة ,
قال لله – تعالى –
" أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ "
( العنكبوت : 2- 3 )
ها نحن قد تزودنا وعرفنا معالم طريقنا
فهيا لننطلــــــق....انتظرونــى