عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 13-05-2013, 04:50 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي



وها نحن نكمل السير ونطير بقلوبنا الى الله
وقد علمنا معالم الطريق وما هو الزاد المطلوب فى الرحلة
اليوم سوف ننطلق

واعلمى حبيبتى ان الطريق الى الله تعالى تقطع بالقلوب لا بالاقدام


ما عليكِ سوى أن تطيرى الله بقلبك وتبدأى الخطوة الأولـى

قال الله - تعالى – فى الحديث القدسى
" يا ابن اّدم قم الىّ أمش اليك , وامش الىّ أهرول اليك "[صححه الألبانى]
اذاً...........هيا لنبدأ ..
ابدأى فبداية الطريق خطوة , ابدأى خطوة الى الله والله يبارك ويتم ,
فهو - سبحانه – كريم ..
ان كثيرا منا يشكو الفتور وينام .. اذا أُصبتى بالفتور فعليك بالتفكير فورا
فى عمل تقومين به .. اعملى والله يرفع عنكِ البلاء ..
ابدأى والله يأخذ بيدك .. اعملى .. تحركى.
ان كثبرا منا ينتظر نصر الله بمعجزة , ينتظر اصلاح فساد قلبه بمعجزة فى لحظة
دون أن يصنع شيئا .. وهذا لا يكون .

أختى الحبيبة.. ان القضية تحتاج الى عمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" بل اعملوا فكل ميسر لما خلق له "[متفق عليه] ..
اعملوا .. لابد من عمل .
ان بعض الناس يعيش هذه الدنيا على أنها " ضربة حظ " يعيش الحياة على انها " ظروف " فيعيش كيفما اتفق
وتأملى معى قصة عكاشة بن محصن فى حديث السبعين ألفا ,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

" عرضت علىّ الامم , فرأيت النبى ومعه الرهط , والنبى ومعه الرجل والرجلان , والنبى وليس معه أحد ,
اذ رفع لى سواد عظيم فظننت أنهم أمتى ,
فقيل لى : هذا موسى وقومه , فنظرت فاذا سواد عظيم , فقيل لى : هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب "

ثم نهض فدخل منزله , فخاض الناس فى اولئك فقال بعضهم :
فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم :
فلعلهم الذين ولدوا فى الاسلام فلم يشركوا بالله شيئا
وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه ,
فقال : هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون

" .. فقام عكاشة فقال : يا رسول الله , ادع الله أن يجعلنى منهم قال :
"
أنت منهم "
قال : ثم قام رجل اّخر فقال : ادع الله أن يجعلنى منهم , فقال :
"
سبقك بها عكاشة " . [متفق عليه]
قد يبدو لكِ حبيبتى
أن عكاشة خطف
" الجنة " بغير حساب أو أدركها بكلمة بضربة حظ ,
ولكنك ِلم ترين ما وراء ذلك , انكِ تنظرين الى اللقطة الاخيرة
ولم تشاهدى أصل الموضوع وتقدير الارزاق .
ان عكاشة سار الى الله طويلا وعمل كثيرا حتى بلغ هذه المنزلة
فلما بلغها أوحى الله الى رسوله صلى الله عليه وسلم بقبول عكاشة فى ركب السبعين المفردين ,
وأجرى على لسانه صلى الله عليه وسلم الذى لا ينطق عن الهوى هذا الكلام

ثم أنطق عكاشة بالطلب فى لحظتها وهذا دليل ترقيه لها فأًُعطيها ..
هذه حقيقة الامر .. فليس عكاشة قد خطفها فى لحظة ..
لا .. الله علم حكيم ..
عليم يعلم ان عكاشة تعب فى السير اليه ,
فكان الأولى بها أحق بها وأهلها , ولما فتح الباب وقلده اّخرون منعوا , ولا يظلم ربك أحدا

{إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }يونس44
أخواتى الغاليات
ان هذه القضية تحتاج الى وقفة كبيرة , فالايمان لا ياتى فجأةوانما له مقدمات وتمهيدات
تحتاج منك الخطوة الأولى


فعلى قدر عطائك تعطى , وعلى قدر سعيك تمنح .


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس فى حلقة من أصحابه
فدخل ثلاثة , فأما الاول : فوجد فرجة فجلس فيها , وأما الثانى : فاستحيى فجلس خلف الحلقة ,
وأعرض الثالث فمشى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أو أخبركم بخبر الثلاثة نفر ,
أما الأول : فأوى الى الله فاّواه الله
وأما الثانى : فاستحيى فاستحيى الله منه , وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه " .
[متفق عليه]
فان أويتى الى الله اّواكِ , وان أعرضت عنه أعرض عنكِ وطردك وألقاك .

ائوى الى الله وابدأى .. ابدأى خطوة .. اعملى .. اتعبى .. تحركى .. اسعى وسوف يتم عليك بخير .

ودائما معلوم أن نقطة البداية هى الاشق ,

وانطلاقة البداية هى الأصعب , وهذا هو عين الابتلاء من الله – سبحانه وتعالى

أختى الحبيبة ,أنتى فى ابتلاء بأن تبدأى وممتحنة بأن تصدقى
فإذا بدأتى كما يحب أتم لك كما تحبين
وكثير منا يتعجب انا كنت وكنت على ايمان وطاعة وألبس النقاب وكذا
ماذا حدث لى والكثير منا ينتكس والعياذ بالله لماذا

انها ضعف البداية ..
والانقطاع سببه البداية الضعيفة .
فهيا حبيبتى لنبدأ الطريق بقوة وصدق هيا بنا نطير~

هيا اختارى طريقك وابدأى

من الناس طريقه الذى يعد سلوكه الى الله طريق العلم والتعليم
قد وفر عليه زمانه مبتغيا به وجه الله فلا يزال كذلك عاكفا على طريق العلم والتعليم حتى يصل من تلك الطريق الى الله
ويفتح له فيها الفتح الخاص
أو يموت فى طريق طلبه فيرجى له الوصول الى مطلبه بعد مماته قال الله تعالى
:
" وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ
مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ "
( النساء : 100 ) .

ومن الناس من يكون سيد عمله الذكر ،
قد جعله زاده لمعاده ورأس ماله لماّله ، فمتى فتر عنه أو قصر رأى أنه قد غبن وخسر.

ومن الناس من يكون سيد عمله وطريقه الصلاة ، فمتى قصر فى ورده منها
أو مضى عليه وقت وهو غير مشغول بها أو مستعد لها أظلم عليه وقته وضاق صدره .

ومن الناس من يكون طريقه الاحسان والنفع المتعدى ، كقضاء الحاجات وتفريج الكربات واغاثة اللهفات وأنواع الصدقات
قد فتح له فى هذا وسلك منه طريقا الى ربه .

ومن الناس من يكون طريقه الصوم ، فمتى أفطر تغير عليه قلبه وساءت حاله .
ومنهم من يكون طريقه الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، قد فتح الله له فيه ونفذ منه الى ربه.

ومنهم من يكون طريقه الذى نفذ فيه الحج والاعتمار .


ومنهم من يكون طريقه دوام مراقبة الله وحفظ الاوقات أن تذهب ضائعة .

ومنهم السالك الى الله فى كل واد الواصل اليه من كل طريق
قد ضرب من كل فريق بسهم
ان كان علم وجدته مع أهله
أو جهاد وجدته فى صف المجاهدين ، أو صلاة وجدته فى القانتين
أو ذكر وجدته فى الذاكرين ، أو احسان ونفع وجدته فى زمرة المحسنين

أو مراقبة ومحبة وانابة الى الله وجدته فى زمرة المحبين المنيبين

يقول شيخنا ابن القيم رحمه الله
فاذا سلك العبد على هذا الطريق عطف عليه ربه فقربه واصطفاه , واخذ بقلبه اليه وتولاه فى جميع أموره
فى معاشه ودينه وتولى تربيته أحسن وأبلغ مما يربى الوالد الشفيق ولده
فانه – سبحانه- القيوم المقيم لكل شىء من المخلوقات طائعها وعاصيها
فكيف تكون قيوميته بمن أحبه وتولاه واّثره على ما سواه ورضى به من الناس حبيبا وربا ووكيلا وناصرا ومعينا وهاديا !!


هياحبيبتى.. فاختارى لكِ طريقاً او كونــى ممن يضرب فى كل طاعة بسهم
انتظرونى لنواصل السير الى الله ونواصل الطيران |:|:ƸӜƷ