حبيباتى الغاليات هيا بنا نطير
هيا بنا نواصل الرحلة فى السير الى الله
وحتى تواصلى ولا تنقطعى فى هذه الرحلة لابد أن تكونــى
1×1~1
لا تتعجـــبى وتقولى كيف ذلك؟!
اليكِ التفسيـــر ...كــونى واحد ما معناها
الكثير منا الآن ليس واحداً الا من رحم ربى يعيش بـ اثنين وتلاته واربعة وجوه
فأين المخلص الذى لا يعرف له الا وجه واحد ؟! , اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين .
نعم من أنتى حبيبتى ؟!
أى الوجه وجهك الحقيقى ؟! الى متى ستظلى تخلعى وجها وتلبسى اّخر ؟!
ألا تعلمى أن الله يرى كل هذه الوجوه ؟! .. يراك هنا ويراك هناك ..
ترى ذا الوجوه اذا مرض بوجه , واذا صح بوجه , واذا افتقر بوجه , واذا اغتنى وامتلك فبوجه اّخر

مــن أنــــت حبيبتى ؟ أجيبى عن هذا السؤال ..
من أنتِ وأى الوجوه وجهك وأى الاشخاص شخصك وأى الطرق طريقتك ؟
حبيبتى اننى أريد لى ولكِ أن نكون ذات الوجه الذى يركع ويسجد ويتلو القراّن ويبتهل
هو هو فى البيت مع الزوجة والاولاد , فى الشارع مع الناس
كونى أمة لله فى كل أحوالك ..
. عيشى على مراد الله منك لتكونـى واحدا

لـواحـد : أى لله وحده , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" تعس عبد الدرهم , تعس عبد الدينار , تعس عبد القطيفة والخميصة ,
تعس عبد المرأة , تعس وانتكس , واذا شيك فلا انتقش " . [هذا الحديث أصله فى البخارى]
أسألكِ بالله , واصدقـى أنت أمة لمن ؟ لله وحده أم للظروف أيضا ؟
أم للبيئة والمجتمع ؟! للعادات والتقاليد أم لزوجك وأولادك واحتياجاتهم ومطالبهم ؟!
كثير من الناس عبيد لاشياء كثيرة فمنهم من عبد بطنه , ومنهم من عبد شهوته وفرجه ,
ومنهم من عبد بيته وفراشه ,
ومنهم من عبد رصيده وماله , ومنهم .. ومنهم .. فكونى أنتى أمة لله .
أيتها الحبيبة –
اذا كنتى تريدين أن تطيرى الى ربك فالزمى التوحيد ,
قال - سبحانه وتعالى - "{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ( الانعام : 162 – 163 ) .
ومن خطورة أمر التوحيد أن الشرك فى هذه الامة أخفى من دبيب النمل ,
لذا علمك النبى صلى الله عليه وسلم أن تقول كل يوم مــــرارا
" اللهم انى أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه " .[صحيح الأدب المفرد]
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – فى " الفوائد " :
" التوحيد ألطف شىء وأنزهه وأنظفه وأصفاه , فأدنى شىء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه ,
فهو كأبيض ثوب يكون , يؤثر فيه أدنى أثر , وكالمراّة الصافية جدا , أدنى شىء يؤثر فيها .
ولهذا تشوّشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية ,
فان بادر صاحبه وقلع ذلك الأثر بضده , والا استحكم وصار طبعا يتعسر عليه قلعه .
فانظرى - رحمك الله - الى توحيدك : هل ما زال على صفائه وطهارته ونقائه
أم أنه تلوث من مخالطة البشر ومعاملاتهم , وغياب العلم عن القلب ,
ونسيان الذكر وكثرة الكلام والجدال وحب العلو والغلبة ,
وتعلق القلب بمدح الناس ودفع ذمهم
هذه كلها – والله – ان وقعت فى القلب سقطت سماء توحيدك على أرضه ,
فلا تقوم لقلبك قائمة
فيا أختى الحبيبة , كـونــى لواحد تسترحى.
قال الله - تعالى –: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ
هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }( الزمر : 29 ) .
" يضرب الله المثل للعبد الموحد والعبد المشرك
بعبد يملكه شركاء يخاصم بعضهم بعضا فيه " وهو بينهم موزع ,
ولكل منهم فيه توجيه , ولكل منهم عليه تكليف ,
وهو بينهم حائر لا يستقر على نهج ولا يستقيم على طريق , ولا يملك أن يرضى أهوائهم المتنازعة
المتشاكسة المتعارضة التى تمزق اتجاهاته وقواه !
وعبد يملكه سيد واحد , وهو يعلم ما يطلبه منه , ويكلفه به , فهو مستريح مستقر على منهج واحد صريح ..
" هل يستويان مثلا " .. انهما لا يستويان .
فهل انتى لواحد ؟ أم انكِ لشركاء متشاكسين ؟! .

نـعـم : ان اكثر الناس اليوم يعيشون فى شتات , فتجد قلوبهم معلقة بالمال والزوجة والولد والبشر
فيعيشون مهمومين محزونين مشتتين مضيعين ..
ولا يمكن أن يتعلق القلب بالله وحده الا بأن يكون فى قلبك هم واحد :
هو طلب رضا الله والاستعانة به ,
فهمّكِ وهمتك وتفكيرك دائر فى تحصيل رضا الله ,
ساعتها تكونى أمــة لله وحده ..
تكونى واحدا لواحد بحق , ومنها تنطلقى على طريق الوصول الى الله – تعالى
على طريق واحد

اذا كنتى واحدا لواحد فلكى تصل لابد من أن يكون لك طريق واحد هو طريق واحد لا يتعدد ولا يتغير ,
كما قال ربنا – جل وعلا - :
"{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
( الانعام : 153 )
فكونــى على طريق واحد تصلى وهو الطريق الى الله – سبحانه وتعالى – وأصله :
الكتاب والسنة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" انه من يعش بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين
عضوا عليها بالنواجذ , واياكم ومحدثات الامور , فان كل محدثة بدعة وكل ضلالة فى النار " [صححه الألبانى]
وقال صلى الله عليه وسلم :
" تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى " [أحمد والترمذى وقال حسن غريب]
فاسلكى الطريق الواحد واذا سلكتيه فلا تغيرى ولا تبدلى لئلا تطردى ..
لا تتلونى ولا تتبعــــــــــــى الهوى فيضلك عن سبيل الله..

اخـوتـاه : الطريق الى الله واحدة لا تتغير ابدا فلسنا نجدد فى منهجنا او نغيره او نبدله او نعدله
هو منهج واضح , والثبات عليه هو سر الوصول الى الله ,
فان غيرتى او بدلتى او جددتى او التفتى ضعتى .