تعددت الشكاوى والأسباب واحدة.
مشكلات ومعوقات
أولًا ـ العقل السليم في الجسم السليم:
هذه مقولة قديمة حديثة، تداولتها الأجيال تلو الأجيال، وفي الحقيقة هي مقولة صائبة، فالإنسان السليم المعافى في بدنه قد حباه الله تعالى نعمة يستطيع بها التغلب على الصعاب
لذلك؛ فضعف البدن وإصابته من الأمراض مما يعوق عن حسن الدراسة، ويشتت الذهن، ويضعف البدن عن التحمل والصبر على التحصيل، فـ(الطالب الضعيف البنية، والطالب المصاب بأمراض منهكة كالطفيليات، كلاهما يشعر بالتعب والإرهاق عند أقل مجهود، ولا يستطيع كل منهما مواصلة الاستذكار مدة طويلة)
لذلــــــــــــــــــــــــك :
1-احرص على تنظيم أوقات نومك وأوقات استيقاظك، والأفضل اغتنام ساعات الليل في النوم وساعات النهار في المذاكرة، ولا بأس بالقيلولة، فهذا هو الأصح طبيًّا ومن ناحية الفطرة أيضًا.
2-احرصي على تنظيم أوقات وجبات الطعام الثلاث، وكذلك احرصي على تناول الطعام المتكامل الذي يحتوي بجانب النشويات على الخضار والفاكهة.
3- لو كنت تشتكي من مرض ما يسبب ضعفك وقلة تركيزك فعليك بالذهاب إلى الطبيب لإجراء الكشف الصحي.
أما الصحة النفسية فهي العامل الأكبر في التأثير على التحصيل الدارسي، والسبب أن التحصيل الجيد لا يعتمد على الذكاء والمهارة وفقط، بل هناك عوامل نفسية أخرى في غاية الأهمية، قد يستطيع من يمتلكها ـ وإن كان أقل ذكاء ـ من تحصيل درجات مرتفعة.
فـللسمات الشخصية دور في التحصيل الدراسي؛ مثل: السيطرة والاستقلالية والتوافق الشخصي والتوافق الاجتماعي وحب الاستطلاع والثقة بالنفس، وهي ترتبط ارتباطًا موجبًا بالتحصيل الدراسي
بينما هناك سمات أخرى ترتبط ارتباطًا سالبًا بالتحصيل الدراسي مثل: الميل إلى الشعور بالذنب والقلق والعصابية وعدم توافر الأمن النفسي، وكذلك من العوامل الأخرى انشغال الطالب ببعض الأمور العاطفية أو بمشكلاته الخاصة)
فالسمات الإيجابية المذكورة هي التي تمكنك من الجلوس للمذاكرة فترة طويلة، وهي التي تعطيكِ الثقة أيام الامتحانات وداخل الامتحان أيضًا، وهي التي تمدك بالإرادة والمثابرة والاعتماد على الذات، وكلها مقومات نجاح حتى وإن وافقت ذكاء متوسطًا.
أما السمات السلبية الأخرى فهي التي تجعلك لا تطيق الاستمرار في المذاكرة، وتبالغ في التوتر، بل قد يصل الأمر إلى نسيان الإجابات بسبب شدة التوتر مع أن أصله ليس بعيب.
لذلــــــــــــــــــــك :
1-إذا قفزت إحدى مشكلاتكِ إلى ذهنكِ، أو تناثرت تساؤلاتك حول مستقبلك وما فيه؛ فاصرف هذه الأفكار من ذهنك مباشرة، وركز بشدة فيما تذاكر ، وتذكر قول الشاعر:
ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها
2-اسعي جاهدا لحل جميع المشكلات التي تواجهها في الحياة ولا تؤجل شيئًا بقدر إمكانكك.
الشرود الذهني:
وهو يعد من الأسباب الأساسية لضعف التحصيل والمذاكرة، فعلى عكس ما يظن الكثير أن كثرة وقت المذاكرة هو الأفضل، كلا؛ فقليل من الوقت مع كثير من التركيز أفضل بكثير جدًّا.
فاكتساب صفة التركيز الذهني تعود على الإنسان بأعظم الفوائد في حياته
يقول أحد علماء النفس المشهورين: (ليست العبقرية أكثر من تركيز الذهن).
بعض أسباب الشرود الذهني:
1-وجود مشكلة ملحة؛ وقد تكون هذه المشكلة عائلية، مالية، معيشية، اجتماعية ... إلخ.
2- توقع حدوث أمر مخيف والانشغال به.
3- وقوع أمر يؤدي إلى الفرح الشديد.
4-التعود على العيش أسير الخيالات والأوهام غير الواقعية والتعلق بها
لذلـــــــــــــك :
التركيز الذهني هو أن يقصر الإنسان استيعابه لمؤثر واحد فقط ، ويغلق ذهنه دون جميع المؤثرات الأخرى
بعض الطرق لشحذ ماكينة التركيز في ذهنكِ:
1- حاول استبعاد كل ما يشتت فكرك ويشغل ذهنك من الواقع المادي المحيط بك، كصوت أفراد الأسرة أو السيارات أو التلفزيون الذي تشاهده أختك الصغيرة.
2- عوِّد نفسك على أن تعيش لحظتك، وأن تحصر نفسك فيما أنت فيه فقط.
3- إذا كنت تشعر بالإجهاد فتوقف عن العمل بعض الوقت، وخذ لحظات من الاسترخاء في مكان جيد التهوية، وحبذا لو استلقيت على ظهرك وأغمضت عينيك وأوقفت تفكيرك وأخذت نفسًا عميقًا عدة مرات، ثم عد لعملك بعد ذلك.
4-إذا كنتِ تشعر بالخمول؛ فجدد التهوية في موقعك، وتحرك قليلًا من مكانك، ومارس بعض التمارين الرياضية الخفيفة لبضع دقائق.
5-أعطِ نفسك قدرًا كافيًا من الراحة قبل بدء التفكير وممارسة المذاكرة.
6-لا تبدأ المذاكرة في المسائل المهمة بعد تناول الطعام مباشرة، ولا أثناء الجوع الشديد والظمأ المفرط.
خدعوك فقالوا
هذه بعض العادات التي يظن الطلبة أنها مفيدة للتحصيل والفهم، ولكنها بحدِّ ذاتها تمثل مشكلات ومعوقات في طريق التحصيل السليم
السهر وعدم الراحة:
فالكثير من الطلبة يعتقد خطأ أن كثرة السهر من أهم أسباب النجاح، وهذا غير صحيح، لأن الجسم يحتاج إلى قسط من الراحة، حتى يتمكن الذهن من الاستيعاب، وقد أخذ ما يحتاجه من الراحة ويكفيه، وهو في مثل هذه الحالة القليل من الساعات، بينما يحتاج إلى ساعات طويلة مضاعفة إذا لم يأخذ حقه من الراحة.
كثرة تناول المنبهات
سواء أكان الشاي أو القهوة، أو بعض أنواع الحبوب، وكل هذه الأمور لها تأثير سلبي على الجهاز العصبي؛ مما يؤدي إلى قلة النوم وكثرة الصداع والتوتر، وزيادة نسبة النرفزة وكل ذلك يؤثر في الذاكرة والفهم.
الدراسة الجماعيةو الدراسة في الأماكن الغير مناسبة
مثل غرفة النوم؛ أو المذاكرة في غرفة الطعام، أو في مكان فيه تلفزيون، وغيرها من الأماكن التي ارتبطت في أذهاننا بقضايا غير المذاكرة.
تذكـــــــــر
الأمة الإسلامية ووطنك الغالى مصر ينتظر من يرفع راية نهضتها وريادتها
أدعو الله لكم بالنجاح الباهر والتوفيق.
ـــــــــــــ
أهم المراجع:
1- الأمن النفسي وعلاقته بالتحصيل الدراسي، عبد الله السهلي.
2- رسائل سريعة إلى الشباب والشابات، عبد الحميد البلالي.
3- حتى لا تكون كلًّا، عوض القرني.