أنا أدري أن حظي في غد
حين يطويني وحيداً كفني
عمل أخلصته حتى أتى
صافياً من طمع أو دخن
إنه ظلي الذي يتبعني
إنه النور الذي يؤنسني
وألاقيه ببشر حسن
فيلاقيني ببشر أحسن
هو تربي ونديمي وأخي
ورفيقي في ثنايا الزمن
فإذا مت وواراني الثرى
صادق أو شامت شيعني
((ومضى كل إلى غايته))
وانطوى ذكري وبعضي عقني
ومضى المال الذي كنت له
خازناً يا طالما أرهقني
لجهول مسرف في غيه
أو حصيف مستقيم فطن
ظل ما أخلصته من عمل
وحده في كربتي يصحبني
وحده حرزي الذي أغنى به
وحده كسبي الذي ينفعني
وإذا ما كفني بدده
صائل الدهر غدا لي كفني
وكأني في غد أشكره
كلما عانقني أو ضمني
هاتفاً في غبطة ممتدة
ليتني قد زدت منه ليتني
وهو حولي زهرة ناضرة
بشذاها طيباً تنفحني
كلُّ سعد نلته من قبله
دون ما أهدى وما أفرحني