هذه هي الربانية كما يفهمها الإخوان !!!!
أولا مامعنى الربانية : هى تمام و كمال و خلوص العبودية لله رب العالمين .
ثانيا : من هو الربانى: هو العبد العابد العالم الحكيم الفقيه الحليم العامل المعلم الذى أوصله الله إليه وأصبح به موصولا وتفضل الله عليع سبحانه وتعالى بإيصال غيره ووصله . وإذا انتفت عنه صفة واحدة من هذه الصفات الثمانية فلايقال عنه أنه ربانى .
ثالثا : ماهى مكونات الربانية : هى مكونات شمولية تكاملية دائمة للربانية . ويمكن أن نتعرف عليها من خلال الآيات والأحاديث .
مكونات الربانية فى القرآن :
فى سورة الأنعام " {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{161} قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{162} لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ{163} قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ{164} وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأتعام:161-165]
وفى سورة الشعراء "قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ الأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
وفى سورة النجم ") أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (45) مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكَ تَتَمَارَى (55) هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى (56) أَزِفَتْ الْآزِفَةُ (57) لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58) أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنتُمْ سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)
مكونات الربانية فى الأحاديث :
1- روى مسلم عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، واذا اصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا، ولكن قل، قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان”.
2-وقال صلى الله عليه وسلم " يا غلام إني أعلّمك كلمات:احفظ الله يحفظك،احفـظ الله تجده تجاهك،إذا سألت فاسأل الله،
وإذا استعنت فاستعن بالله،واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف".
3-قال صلى الله عليه وسلم " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان "
4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينّه ، ولئن استعاذني لأعيذنّه )
5-قال صلى الله عليه وسلم " أربع إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا .حفظ أمانة وصدق حديث وعفة في طعمة وحسن خليقة "
6-قول الإمام الشافعى " خير الدنيا والآخرة في خمس خصال : غنى النفس , وكف الأذى , وكسب الحلال , ولباس التقوى , والثقة بالله على كل حال. "
رابعا : ثمار الربانية :
يحوز العبد الربانى عدة خصال:أهمها حقيقة الإيمان وصدق الإيمان.
أما حقيقة الإيمان فتستقر فى نفسه معانى هذه الآيات:
· " إنما المومنون الذين إذا ذكرالله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى
ربهم يتوكلون *الذين يقمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون *أولئك هم المؤمنون حقاً* " الأنفال"
· " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ" الحجرات
· إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) النور/
أما صدق الإيمان وكماله فيتحقق باستواء النفس وطمأنينة القلب وراحة البال وينتفى ازدواج الشخصية أو اضطرابها .
أما ثالث الخصال فيتحقق لديه الأمن والأمان والهداية على الدوام . يقول الله تعالى " وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{81} الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ{82
ورابع الخصال هى التثبيت بالقول الثابت فى الحياة الدنيا والآخرة. " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء "
والخامسة هى الصبر فى البأساء والضراء وحين البأس . " وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ"
والخصلة السادسة : البشرى فى الحياة الدنيا والآخرة: يقول تعالى " {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
خامسا : خطوات بلوغ الربانية :
أولا : لابد للأخ أن يحقق فى نفسه الذاتية الايمانية بأن تدفعه ذاته بأفضل مما يدفعه غيره إلى العبادة والطاعة وأن يجد من نفسه دائما باعثا حثيثا .
ثانيا : حسن العبادة ودوام الطاعة . يقول صلى الله عليه وسلم " إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشرأمثالها إلى سبعمائة ضعف"
ثالثا: خشية الله فى السر و العلانية " ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم "
رابعا : الخوف من وعيد الله أمام آيات العذاب و الوعيد .
خامسا : الوجل والإشفاق ألا تقبل صالحاتهم " إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ {57} وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ {58} وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ {59} وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ {60} أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ {61
سادسا : منابعة الربانية:
- قرآن وقيام - صدقة وصيام
- حديث وخلق - سيرة وموقف
- إخوة وإيثار - صلة ووصال
- حركة وعطاء - ندم وتوبة
سابعا : تكاليف عملية " الوسائل المعينة ":
- وضوء دائم
- ورد قرآنى
- محاسبة
- خلوة إيمانية
- كظم الغيظ
- الدعاء بظهر الغيب.
هذه هي الربانية كم يفهمها الإخوان المسلمون ويعملون على تحقيقها في أنفسهم ، ويجعلونها منهج حياة ، وأريد أن ألفت النظر إلى أمر آخر في هذا المجال وصف الجماعة بأنها ربانية لا يعني أنها جماعة ( معصومة ) أو ان أعضاءها من الملائكة الأخيار ، بل هي جماعة لها جهادها الطويل ونضالها الذي لا يخفى على أحد وتضحياتها الكبيرة والكثيرة من أجل خدمة هذا الدين وتطبيقه واقعا حياً ، ولها أيضا أخطاء لأن العمل البشري لا يخلو من الخطأ أبدا ، وما ينطبق على الجماعة ينطبق على الأفراد فهم بشر يخطئون ويصيبون ويقومون أنفسهم متى ما علموا بالخطأ . المشكلة ليست في الإخوان يا سادة فهم يجتهدون ولا يتوقفون عن العمل أما غيرهم فلا يجيد إلا الكلام أمام الشاشات وعلى الفيس وتويتر فقط ولا وجود له في الشارع ولا بين الناس....
|