المحبَّة في واحة الشعر
وقال ابن زهر الحفيد:
يا مَن يُذكِّرني بعهد أحبَّتي***طاب الحديثُ بذكرهم ويطيبُ
أعِدِ الحديثَ عليَّ من جنباتِه***إنَّ الحديث عن الحبيب حبيبُ
ملأ الضلوع وفاض عن أحنائها***قلبٌ إذا ذكر الحبيب يذوبُ
ما زال يضرب خافقًا بجناحه***يا ليت شعري هل تطير قلوب
وأنشد بعضهم:
والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت***إلا وحبُّك مقرونٌ بأنفاسي
ولا جلستُ إلى قومٍ أُحدِّثُهم***إلا وأنت حديثي بين جُلَّاسي
وقال آخر:
يَا منية الْقلب مَا جيدي بمنعطف***إِلَى سواكم ولا حَبْلِي بمنقاد
لولا المحبَّة ما استعملت بارقة***وَلَا سَأَلت حمام الدوح إسعادي
ولا وقفت على الوادي أسائله***بالدمع حَتَّى رثى لي سَاكن الْوَادي
وقال أبو تراب النخشبي:
لا تخدعنَّ فللمحبِّ دلائلُ***ولديه من تحفِ الحبيبِ وسائلُ
منها تنعمُه بمرِّ بلائه***وسروره في كلِّ ما هو فاعلُ
فالمنعُ منه عطيةٌ مقبولةٌ***والفقر إكرام وبرٌّ عاجلُ
ومن الدلائل أن يرى من عزمه***طوع الحبيب وإن ألحَّ العاذلُ
ومن الدلائل أن يُرى متبسِّمًا***والقلب فيه من الحبيب بلابلُ
ومن الدلائل أن يُرى متفهمًا***لكلام من يحظَى لديه السائلُ
ومن الدلائل أن يُرى متقشفًا***متحفظًا من كلِّ ما هو قائلُ