استدعاء الأيات القرآنية والأحاديث الشريفة الصحيحة في غير موضعها يضر بالإسلام أشد الضرر ولا يفيده بأي وجه من الوجوه .
فأنا وأنت مثلاً نختلف علي رؤي سياسية . وكلانا موحد بالله الواحد الأحد ونؤمن بكل الرسل والأنبياء والكتب السماوية واليوم الأخر , فهل يأتي أحدنا بآيات قرآنية كريمة تتحدث عن الكفار ويوجهها إلي الأخر ؟!
هل الصواب والصحيح أن تتهمني بالكفر أو أتهمك أنا به لأننا علي اختلاف في الرؤي السياسية ؟!
إختلف عمر بن الخطاب مع الصديق أبو بكر رضي الله عنهما في أمر تولية خالد بن الوليد قيادة الجيوش في دمشق . واستنكر عمر أن يكون خالد قائداً علي أبي عبيدة ( أمين الأمة ) , فما كان رد أبي بكر رضي الله عنه ( ورضي عنهم جميعاً ) إلا أن قال له : و أوليه عليك وعلي نفسي في الحرب . الصديق نظر للأمر نظرة سياسية واختار الأصلح والأقدر للقيادة , بينما نظر عمر للأمر نظرة أقرب للناحية الدينية . وما اتهم أحدهما الأخر بما نراه اليوم أو جاءه بآيات نزلت في الكفار !!
الاختلاف في السياسة , وليس في العقيدة . لا تقحموا فيه الدين بما ليس فيه . علي الأقل لتبقي مساحة مشتركة من المودة بين المختلفين .
شكراً علي مرورك الكريم