فإذا جاء أمر من الأمن أو الخوف, الواجب عباد الله ألا نتسرع في نشره وإشهاره وإذاعته بين الناس ,وإنما الواجب رده إلى الرسول أي إلى سنته صلى الله عليه وسلم , وإلى أولي الأمر أي العلماء الراسخين أهل العلم والبصيرة والرزانة والدراية ,فإذا كان في إشاعته ونقله مصلحة دلونا على ذلك , وإلا كففنا عن نشره لئلا نتحمَّل تبعته وإيذاء الناس بإذاعته ونشره بينهم ,ولهذا ثبت عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "لا تكونوا عُجُلاً مذاييع بُذْراً، فإن من ورائكم بلاء مبرِّحاً...", ومعنى العُجل أي الذين يتعجَّلُون في الأمور ولا يتأنون ,ومعنى المذاييع أي يذيعون الأخبار ويحرصون على إشاعتها كيفما كانت , والبُذُر أي الذين يبذرون الفتنة وأسباب الفرقة والشقاق بين الناس.
|