هناك خلط بين معارضة الحاكم وبين الخروج عليه
فمعارضة الحاكم جائزة من باب المناصحة ، وليست في كل صورها خلعاً للطاعة أو خروجاً على الجماعة
وهي أكثر مما تحصى في التاريخ الإسلامي ، لكن يجب أن توضع قيود للمعارضة مثل عدم جوازها وقبولها إذا كانت تناقض ثوابت شرعية
مث لحبايبنا المعتصمين بوزارة الثقافة ، الذين يريدون بقاء الخنا والرقص الشرقي والخمر والمشاهد الساخنة في الإفلام ، ونشر الروايات التي تطعن في نبينا صلى الله عليه وسلم وإسلامنا ، مثل من وصف نبينا بالفاشية
وأيضا : المعرضة المقبولة التي تسعي للمصالح العليا للأمة والدولة
أيضاً : لا يجوز للمعارضة أن تترك الجدل والنقاش ، للتحول إلى تنظيم مسلح أو مخرب للمنشآت ، آنذاك يجب التصدي لها بقوة ولا يسمح لها
الخروج على الحاكم
لكن هذا شئ والخروج على الحاكم شيئ آخر بالمرة فلا يجوز الخلط بينهما وهو مقيد بأمرين أمر يعود للحاكم نفسه يقرره أهل العلم ويجمعون عليه وهو : أن يكون على كفر بواح عندهم – أي العلماء- من الله برهان واضح
ثانياً : الشرط الثاني يعود للخارجين : القدرة على إزالة الحاكم إزالة الحاكم ولا يترتب على ذلك ضررا أكبر من ذلك وإلا فهو محرم عند تخلف هذين الشرطين أو أحدهما .
أما قضية أن شيخ الأزهر خط أحمر فهذا شئ عجيب لم نره في تاريخنا الإسلامي ، حتى مع الخلفاء الراشدين ، فإن كنا نتكلم عن مناصحة الحاكم الذي هو الحارس الأعلى على الدين ومصالح العباد ، فكيف بمن هو دونه .
لكن يجب المناصحة بحق وبأدب وتجنب الافتراء والتتجني على الشخص
الأمر المهم : لو قلت هذا الكلام واكتفيت به لكنت مخادعا للناس ، لأن كل قارئ سينزله على معنى يوافقه ، لكن من يفتي يجب أن يكون عالما بالمآلات والواقع ، والواقع الآن ظاهر أنه تحريض على الخروج على الحاكم دون تحقق هذه الشروط ويعدون البلطجية المرتزقة لاستباحة الدماء ، وهو خروج على الحاكم من فصائل تحوي تركيبات عجيبة ، منها شحن طائفي فج تحت راية الصليب من ( فلوباتير وغيره ) ومنها لصوص الحزب الوطني ، ومنها بلطجية جبهة الانقاذ ، وبعض الملحدين ، والعلمانيين والليبراليين الذين صرحوا بنهاية الإسلام يوم ثلاثين ، لذا يجب القول بدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح والتي هي مظنونة ، بل وهم كبير ، حيث أن ما يسعى الخارجون له هو الفوضى والخراب ، واليد الصهيونية لها باع طويل في صناعة المشهد ، والأمر ليس من باب النصيحة للحاكم ولا المعارضة ، بل السعي لتخريب الوطن لذا أقول الخروج يوم الثلاثين لا يجوز شرعاً وهو مفسدة عظيمة للوطن في ظل هذا الانقسام الشديد والحشد والتصد
|