هقولهم متفرّقات من نصّ وصيتي
فإني اقول لكم أن حافظوا علي دينكم واسلامكم وابحثوا في تاريخكم
وكونوا عباد الله ذوى وعي بما يجب عليكم وبحال دينكم
فالمرء يكون واعياً بثلاث : أن يعرف ماضيه وأن يدرك حاضره وأن يعرف عدوه
وكل ذلك لا يكون الا بالرجوع إلى الاسلام وإلى التاريخ الاسلامي الصادق الدلالة علي حالنا وفيه سنّة الله في أرضه وبشائر مستقبلنا
أقول لكم أن حافظوا علي تجمعكم ولا تتربصوا لبعضكم الدوائر
وغضّوا الطرف فإن أولى من تغض الطرف عن زلّته وخطئه هو أخوك المسلم
فقد قال الله تعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين"
أقول لكم بأن احفظوا الله يحفظكم وتجدوه معكم يؤيدكم وينصركم
واثبتوا علي كلمة الحق ولو كنتم وحدكم
فأنت جماعة وإن كنت وحدك على الحق وهذا ما قاله شيخنا الحويني لله درّه
أقول لكم بألا تقولوا ما لا تفعلون ، فقد كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ، إياكم والكذب فإنه مهلك
وما من شيء ظننت فيه النجاة مع الكذب الا وكانت فيه الهلكة
أقول لكم أن توقروا وتحترموا رجال الدين إذا كانوا علي الحق ، وألا تقدحوا فيهم إن ظننتموهم علي باطل
فإن لحوم العلماء مسمومة ، ما خاض في عرضهم أحد الا وابتلاه الله قبل موته بموت القلب كما قال ابن عساكر، وادعو للمسلمين بإنصلاح الحال
أقول لكم أن الجهاد فريضة ، ومن ظن أن مائدة المفاوضات تنفع فإنه اولى به الا يفكر بعقله مرّة أخرى ن فلا تقاعسوا ولا تكاسلوا
إن أعداءنا الحقيقين هم اليهود ومن ناوءهم ، وقد انضم النصارى إليهم عن عهدٍ ليس ببعيد
وقد كانوا طرفاً في كثير من الثورات والانقلابات في الدول الإسلامية السابقة ، ولكنهم ليسوا سواء
أقول لكم وأشدد أن العلم العلم ، وأروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قوله :
تعلموا العلم فان تعـلُمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومُدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه من لا يعلم صدقة
وبذله لاهله قُـربى ، وهو الانيس فى الوحدة ، والصاحب فى الخلوة ، والدليل على الدين ، والمُصبر على السراء والضراء ، والوزير عند الاخلاء ، والقريب عند الغرباء ، ومنار سبيل الجنة
أقول لكم أن أمة الاسلام في حاجة الى كفاءات في كل المجالات حتى مخرجي السينما والكتّاب والمصورين وغيرهم
وتعاونوا وتوحدوا واعملوا بمشروع واحد ولا تنازعوا فيما بينكم فيه والله بصير بالعباد
أقول لكم : إن أعداء الإسلام كُثُر ، وأذكركم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها ، قلنا يا رسول الله :أمن قلة بنا يومئذ؟ ، قال: أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن ، قلنا: وما الوهن؟ ، قال: حب الحياة وكراهية الموت
أقول لكم : لا تيأسوا ، فالنصر والتمكين آت آت ، ولا تستعجلوا ، وأروي عن خباب بن الأرَتِّ رضي الله عنه :
شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ قَالَ: "كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ"