عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 02-07-2008, 01:31 PM
الصورة الرمزية الأستاذة أم معتصم
الأستاذة أم معتصم الأستاذة أم معتصم غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 1,720
معدل تقييم المستوى: 19
الأستاذة أم معتصم is on a distinguished road
افتراضي

نكمل معا بفضل الله تعالى قصة الباحث عن الحقيقة




سلمان الفارسى




لقد توقفنا عند موت رجل الدين بعمورية بعد أن أخبر سلمان بمقدم النبى محمد صلى الله عليه وسلم 0
بالدين الجديد
وأعطاه علامته وبشائر نبوته

ومكث سلمان بعد موته فى ارض عمورية ما شاء الله أن يمكث

ثم مر به نفر من بنى كلب تجار ، فقال لهم احملوني إلى ارض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه فقالوا : نعم
فأعطاها لهم وحملوه معهم حتى إذا بلغو "وادي القرى " ظلموه وباعوه إلى رجل يهودى عبدا ، فكان عنده ورأى النخل فرجي أن يكون هذا هو البلد الذي وصف له صاحبه ولم يحق فى نفسه

فبينا هو عنده إذ قدم عليه ابن عم له من بنى قريظة من المدينة، فابتاعه منه فاحتمله إلى المدينة . فيقول سلمان : والله ما هو إلا أن رايتها فعرفتها بصفة صاحبي لها ،فأقمت بها .

وكانت بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام بمكة ما أقام ولم يسمع سلمان بذلك مما هو فيه من شغل الرق . ثم هاجر إلى المدينة ...

وذات يوم وهو فوق نخلة صغيرة لسيده يعمل فيها بعض العمل وسيده جالس تحت النخلة إذ اقبل ابن عم له حتى وقف عليه ، فقال : يا فلان ، قاتل الله بنى قيله ( وهم العرب الأنصار من الأوس والخزرج ) والله إنهم مجتمعون الآن فى قباء على رجل قدم من مكة اليوم يزعمون انه نبي

فلما سمع سلمان أخذته الرعدة حتى ظن انه سيسقط على سيده ، فنزل من النخلة واخذ يقول للرجل ماذا تقول ؟ فغضب سيده ولكمه لكمة شديدة وقال له : مالك بهذا ؟ اقبل على عملك .

وكان عند سلمان طعام كان قد جمعه فلما حل المساء أخذه وذهب إلى قباء ودخل على رسول الله وقرب الطعام من الرسول وقال له انه من الصدقة له ولأصحابه الغرباء فوجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه
كلوا وامسك بيده فلم يأكل شيئاً
فقال سلمان لنفسه هذه واحده من العلامات . ثم انصرف فجمع شيئاً وتحول رسول الله إلى المدينة ثم جاء إلى الرسول وقال له إني رايتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها فأكل الرسول صلى الله عليه وسلم منها وأمر أصحابه فأكلوا معه . فقال سلمان لنفسه هذه العلامة الثانية .

ثم جاء إلى الرسول الكريم وهو ببقيع الغرقد وقد تبع جنازة رجل من أصحابه فسلم عليه ثم استدبره لينظر إلى ظهره لكي يرى خاتم النبوة الذي وصفه له صاحبه فلما رآه الرسول عرف انه يستثبت من شيء فألقى رداءه عن ظهره فنظر سلمان إلى الخاتم فعرفه فأكبب عليه يقبله ويبكى فحوله الرسول صلى الله عليه وسلم بين يديه وقص سلمان على رسولنا الكريم القصة .
ثم شغل سلمان بالرق حتى فاته مع رسول الله غزوة بدر وغزوة احد ثم قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : كاتب يا سلمان ( أي يقوم بالاتفاق مع سيده على شراء حريته بمبلغ من المال) فكاتب سلمان على ثلاثمائة نخله يحييها له فى الأرض وأربعين أوقية

وقال الرسول لأصحابه : أعينوا صاحبكم . فأعانوه بالنخل الرجل بثلاثين والرجل بعشرين والرجل بما يقدر عليه حتى اجتمعت له الثلاثمائة ودية ( أي نخله صغيرة عند زراعتها )
فأمره الرسول بان يحفر لها فى الأرض حتى إذا فرغ وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة فى الأرض فما ماتت منها نخله واحده .

وهكذا انتهت مشكلة النخل وبقيت مشكلة الأربعين أوقية
فأتى الرسول صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن وقال له : " ماذا فعل الفارسى المكاتب ؟ "
وأمره أن يأخذ هذه ويؤدها مما عليه فقال سلمان وأين تقع هذه مما على يا رسول الله ؟
فقال له نبينا الكريم خذها فان الله سيؤدى بها عنك
فأخّّذها سلمان فوزنها لهم . فوجدها سلمان أربعين أوقية كاملة فأوفاهم حقهم

وهكذا أصبح سلمان حر
وشهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها ( أي الغزوات ) ولم يفته مشهد




أرأيتم أحبابي
كم كانت المشقة والتعب من اجل البحث عن الحقيقة
من اجل البحث عن الدين الصحيح
من اجل البحث عن الذات المؤمنة
من اجل حب الله



أدعو الله إن يستفيد كل منا من قصة هذا الصحابي الجليل وتعبه وصبره واصراره وعزمه الذى لم تقهره اى من الظروف التى مرت به وتحمله المشقات من اجل الوصول الى هدفه الحقيقى

و أن يتعلم كل منا
إن كل شيء يأتي بالتعب والمشقة يكون له معنى أخر أجمل من الذي يأتي بسهولة وبغير مشقة

أعانكم الله اخوتى فى الله وحقق لكم امنياتكم فى الخير
ووفقكم لما فيه الخير دائماااااا
__________________
اسالكم الدعاء بظهر الغيب
عَن أَبي الدَّردَاءِ رَضِي اللَّه عنْهُ أَنَّهُ سمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ : (ما مِن عبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعُو لأَخِيهِ بِظَهرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلكُ و لَكَ بمِثْلٍ) رواه مسلم

آخر تعديل بواسطة الأستاذة أم معتصم ، 02-07-2008 الساعة 08:13 PM
رد مع اقتباس