
10-08-2013, 12:05 AM
|
 |
نجم العطاء
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,386
معدل تقييم المستوى: 39
|
|
اكبر معركة دبابات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية
اكبر معركة دبابات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية
ففي فجر 14 أكتوبر بدأت أكبر معارك الدبابات فى القرن العشرين ..... بدأت بين حوالي 500 دبابة مصرية و مثلهم من المدرعات و فى مواجهة 900 دبابة إسرائيلية .... فى الصحراء المكشوفة و تحت بصر القوات الجوية الإسرائيلية ..... فى المكان الذي تختاره القوات الإسرائيلية التي كانت مستعدة تماما .... مستعدة للثأر لهزائمها المتتالية فى الأسبوع الماضي ..... و منذ الفجر إلي الساعة ال11 ظهرا و القوات المصرية تحاول ببسالة منقطعة النظير كسر الألوية المدرعة الإسرائيلية علي مدي حوالي 6 ساعات .... و لكن المصريين كانوا محاصرين من أمامهم و فوقهم .... و بعد 6 ساعات ينقشع غبار المعركة ..... ينقشع عن 250 دبابة مصرية محطمة و مئات الشهداء من الجيش المصري فى مقابل خسارة 20 دبابة فقط للعدو..... يتصل الفريق الشاذلي باللواء سعد مأمون كي يطمئن علي سير المعارك فلا يرد .... يأمره السادات بالذهاب للجيش الثاني بنفسه للإطمئنان علي سير المعارك .... يفاجئ الرجل بأن اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني فى الإستراحة الخاصة به .... يتعجب كيف يترك الرجل المعارك الطاحنة التي يخوضها رجاله و يذهب للإستراحة ..... يذهب الفريق الشاذلي للإستراحة فيجد الرجل منهارا و الطبيب يحاول إسعافه ..... لم يتحمل قلبه الضعيف الخسائر الفادحة التي تلقتها قواته صباح اليوم ..... يصر الطبيب علي إخلائه للقاهرة و لكن الرجل يصمم علي البقاء علي الجبهة .... يصمم الشاذلي علي الذهاب لزيارة الفرقة 21 التي تحملت العبء الأكبر فى المعارك .... يرفض العميد عرابي قائد الفرقة زيارة الشاذلي حيث أن الظلام قد بدأ يخيم و الفرقة تتعرض لقصف مدفعي شديد و سيكون من الخطورة الزيارة الان .... و لكن الشاذلي يصمم علي الزيارة و فعلا تتعرض عربة الحراسة الخاصة به لإصابة من المدفعية الإسرائيلية و يصاب طاقمها
قرار تطوير الهجوم و تعليق الفريق الشاذلي
1- يري الفريق الشاذلي أن هذا القرارلم يكن يهدف لتخفيف الضغط عن سوريا ... فلقد كانت القوات الإسرائيلية المرابطة فى سيناء (8 ألوية) كافية لصد الهجوم و لم يكن هناك داع لسحب أي قوات من الجبهة السورية
2- بحلول يوم 12 أكتوبر كان الوضع قد إستقر على الجبهة السورية بوصول الفرقتين العراقيتين (واحدة مدرعة و أخري مش ميكا) بالإضافة إلي لواءين مدرعين من الأردن مما ساهم فى الدفاع عن سوريا ضد إحتلال إسرائيلي محتمل للمزيد من الأراضي السورية
التأثير الكارثي لتطوير الهجوم و ثغرة الدارفسوار
يخطئ من يظن أن قادة الجيش المصري فى 1973 عامة و الشاذلي و واصل و مأمون خاصة كانوا مجموعة من الهواة ..... لا و ألف لا بل كانوا مقاتلين محترفين شديدو البأس و حسبوا كل شئ بما فيها الثغرة ..... نعم ..... قبل الحرب وضعوا كل الإحتمالات على المنضدة و من ضمن تلك الإحتمالات كان قدرة القوات الإسرائيلية علي إختراق الخطوط الأمامية للجيش المصري .... لقد وضعةا ثلاث مناطق محتملة للإختراق الإسرائيلي و كانت الدارفسوار أهمها!!! لذا كان من ضمن الخطة الإحتفاظ بإحتياطي إستراتيجي غرب القناة لصد أي إختراق إسرائيلي محتمل .... و كان هذا الإحتياطي مكون من الفرقة 21 مدرعة لحماية ظهر الجيش الثاني و الرابعة المدرعة (إلا لواء واحد) لحماية ظهر الجيش الثالث!!! نعم الفرقتين التي تقاتلان القوات الإسرائيلية الان في قلب سيناء علي بعد 50كم شرق القناة الان ..... لقد أصبح ظهر الجيش الثاني و الثالث مكشوفين تماما!!!
لقد اصبح الوضع الإسرائيلي أقوي كثيرا الان .... و الأدهي أن الإمدادت التي طلبتها إسرائيل من الولايات المتحدة بدأت فى الوصول لمطار العريش بحلول 15 أكتوبر.... و لم يكن أليعازر و شارون و جونييه مستعدين للتوقف الان .... فلقد كانوا مصممين علي دفع الجيش المصري غرب القناة و تلقينه درسا لا ينسي!!!!
و لكن قبل أن أكمل علينا أن نعود للوراء يومين .... نعود ل13 أكتوبر الساعة 13:30 ..... نعود لظهور طائرة غريبة علي شاشات الرادار لقوات الدفاع الجوي .... طائرة قامت بالطيران فوق مواقع الجيش الثاني و الثالث غرب القناة .... و لم تكتف بهذا بل طارت فوق الدلتا لما يقرب من النصف ساعة .... طائرة لا تستطيع صواريخ السام المصرية إصابتها بسبب إرتفاعها الشاهق و سرعتها المهولة التي تقترب من ال3 ماخ ..... الطائر الأسود أو الSR-71 ..... لقد اصبحت إسرائيل تعرف علي وجه التحديد مواقع الجيش الثاني و الثالث بدقة متناهية!!!
رأي الشاذلي الهجوم الإسرائيلي قبل أن يبدأ ..... و اصبح مصرا علي سحب الفرقة الرابعة و ال21 لمواقعها غرب القناة قبل أن يبدأ الهجوم الإسرائيلي .... و لكن السادات و وزير الحربية كانوا رافضين بشدة بحجة عدم خفض الروح المعنوية للجنود الذين سيعتبرونه إنسحاب و هزيمة
و يوم 15 أكتوبر يظهر الطائرالأسود مرة أخري فوق شاشات الرادار المصرية و يتأكد للقيادة الإسرائيلية خلو عرب القناة إلا من لواء مدرع واحد تابع للفرقة الرابعة فى السويس .... و لم يضع الإسرائيليين وقتهم .... ففي 15 أكتوبر ليلا بدأ الهجوم الإسرائيلي .... بدأ بقيادة الجنرال الرهيب أريئل شارون
*******
الزمان: 15 أكتوبر 1973
المكان: مطار العريش
الجسر الجوي الأمريكي يعمل بأقصي طاقته لتعويض الخسائر الإسرائيلية .... المئات من صواريخ التاو و قنابل المافريك و صواريخ السايدويندر تدخل أرض المعركة .... بالإضافة إلي طائرات فانتوم جديدة و دبابات إم-48 جديدية ..... العدو إستطاع إيقاف تقدم القوات المصرية شرقا و تكبيدها خسائر فادحة ..... طائرة الإستطلاع SR-71 قامت بتصوير كل المواقع المصرية ..... الوضع المصري سئ للغاية
إستطاعت فرقة الإستطلاع الخاصة بأريئل شارون تحديد الموقع الذي يفصل الجيشين الثاني و الثالث بعضهما البعض .... و كان هذا الموقع فى الدارفسوار و بإتساع ميل .... سيقيمون جسرا فى هذا المكان كي تعبر الدبابات و المدرعات الإسرائيلية عليه للضفة الأخري .... و لكن المشكلة أن شمال هذا الموقع مباشرة كانت المزرعة الصينية .... و هي إحدي نقاط التمركز القوية للجيش الثاني الميداني .... فهناك يكمن مقر قيادة اللواء ال14 مدرعات ..... و بدأت المعركة بإسقاط مظلي للإسرائيليين عند المزرعة الصينية و لكن المظليين الإسرائيليين فوجئوا بمواجهة المدفعية الثقيلة بصدورهم العارية .... قام شارون بدفع مدرعاته و دباباته تحت جنح الظلام لنجدة المظليين و قامت معارك ليلية شرسة بين الفريقين و إنتهت المعارك بم*** حوالي 300 إسرائيلي و فقدان 70 دبابة و كانت تلك تقريبا هي نفس الخسائر على الجانب المصري.
و بحلول الرابعة و النصف فجرا من يوم 16 أكتوبر توقف القتال و إنسحبت المدرعات الإسرائيلي .... إنسحبت بعد أن إكتشفت فرق الإستطلاع الإسرائيلي إكتشافا غريبا ..... لا يوجد أي داع لكسر القوات المصرية المرابطة فى المزرعة الصينية من أجل العبور .... سيعبروا ميلا جنوبها و يؤمنوا الطرق فقط...... يقوم الصهاينة بإسقاط حوالي 750 مظلي غرب القناة ..... و لكن شارون بحاجة ملحة لوجود مدرعاته و دباباته على الضفة الأخري
و فى هذه الأثناء كان الإسرائيليين ينقلون الجسر الذي بنوه خصيصا لهذا الغرض عبر صحراء سيناء الجسر الذي يبلغ طوله 180م ووزنه 400طن و مجهز لعبور الدبابات الإسرائيلية للضفة الأخري و لكن الجسر ثقيل جدا و هم يسيرون بسرعة حوالي 13 ميل فى اليوم أي أن أمامهم ثلاثة ايام كي يكون الجسر فى موضعه...... ماذا عساهم يفعلون فالجنود الإسرائيليين على الضفة الأخري و لو تركوا هكذا دون مدرعات سيبادون فى بضع ساعات .... يقرر شارون بدئ العبور للدبابات بالحوامات المنفوخة .... صحيح أنها لن تستطيع نقل الكثير من الدبابات و لكنهم بحلول 16 اكتوبر إستطاعوا نقل حوالي 30 دبابة و بدأت الدبابات الإسرائيلي تظهر أمام كتائب صواريخ السام التي لم تكن مؤهلة للتعامل مع مثل هذه التهديدات .... و بدأ حائط الصواريخ المصري الشهير ينهار تحت وطأة الضربات الإسرائيلية .... تجتمع القيادة المصرية لبحث الثغرة و تصفيتها .... كان الفريق الشاذلي يري سحب الفرقة 21 و الفرقة 4 مدرعات (اي 6 ألوية) لتصفية الثغرة في حين أن السادات و وزير الحربية يرفضون هذه الفكرة تماما .... فكانت خطتهم أن يقوم اللواء 25 مدرع بالإتجاه شمالا 30كم خارج مظلة الدفاع الجوي من أجل قطع طريق الإمدادات للقوات الإسرائيلية ..... الإتجاه شمالا فى منطقة تتمركز فيها 3 ألوية إسرائيلية و تحت حماية القوات الجوية الإسرائيلية .... فى حين يقوم لواءان فقط من الفرقة 21 و التي تعرضت لخسائر فادحة فى تطوير الهجوم شرقا بتصفية الثغرة جنوبا ..... مما يعني أن القيادة العامة للقوات المسلحة تريد محاربة 6 ألوية إسرائيلية ب3 ألوية فقط .... لواءان فى قمة الإنهاك و الأخر لن يستطيع فى الغالب أت يصل لأرض القتال بسبب القوات الجوية الإسرائيلية!!! حاول قائد اللواء 25 و اللواء عبدالمنعم واصل إثناء السادات عن مغامرته المجنونة و لكن محاولاتهم باءت بالفشل .... و فى 17 أكتوبر فجرا تقدم اللواء 25 حتي وصل إلي وسط الفرقة المدرعة الإسرائيلي (المكونة من 3 ألوية) و فتحوا النيران و تم إبادة اللواء 25 تماما بكل رجاله و مدرعاته و دباباته!!!
و بحلول ليل 17 أكتوبر كان الكوبري قد تم تركيبه و بدأ العبور الكبير للقوات المدرعة الإسرائيلية و بحلول فجر 18 أكتوبر كانت فرقتين إسرائيليتين قد عبرتا إلي الضفة الغربية للقناة ..... و لا يوجد علي تلك الضفة إلا اللواء 23 مدرعات ..... قام السادات بتوجيه اللواء 23 مدرعات لمواجهة الفرقتين فكانت النتيجة الطبيعية هي إبادة اللواء 23 !!! و الان لا يوجد علي الضفة الغربية سوي لواء مدرع خلف الجيش الثالث و لواء حرس جمهوري مرابط فى القاهرة .... فى حين أن العدو يمتلك فرقتين (أي 5 ألوية) .... و أصبحت خطة العدو واضحة .... سيتحرك شمالا و جنوبا بمحاذاة القناة .... شمالا لحصار الجيش الثانى و جنوبا لحصار الجيش الثالث !!! يشعر السادات بالخطر هذه المرة و يقوم بسحب الفرقة الرابعة مدرعات للضفة الغربية فى 18 أكتوبر ليلا لصد الهجوم الإسرائيلي ..... و لكن كالعادة كان القرار متأخرا .... متأخرا يومان كاملان
آخر تعديل بواسطة محمد محمود بدر ، 23-09-2016 الساعة 12:32 PM
|