بالصور .. "بوابة الأهرام" ترصد 6 ساعات حاسمة فى فض اعتصام رابعة.. دوى الطلقات فى كل مكان والضحايا أيضا
أميرة هشام
14-8-2013 | 20:42

صورة من الحدث
صرحت المصادر الأمنية مرارا وتكرارا في الفترة الماضية عن مواعيد محتملة لفض اعتصام رابعة العدوية والنهضة ولكن جميعها كانت تأتي ولا يحدث شىء، لذا لم يكن متوقعا بعد أن تتوارد الأنباء لفض اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي اليوم الأربعاء أن يحدث ذلك بالفعل.
بوابة الأهرام رصدت لحظات فض الاعتصام وردود أفعال الرئيس المعزول محمد مرسي و6 ساعات في محيط رابعة العدوية اليوم.
في الساعة الأولي من فض الاعتصام.. فضّل سكان مدينة نصر العودة لمنازلهم بعد أن غادروها للذهاب للعمل خوفا من الأحداث وانتشار مظاهر ال*** في الشارع.
ومع توارد أنباء فض الاعتصام تجمع أنصار الرئيس المعزول عند تقاطع شارعي مصطفي النحاس مع الطيران أمام مسجد آل رشدان يفكرون في طريقة للدخول لأقرانهم وهم يرون شارع الطيران مغلقا أمامهم بقوات من الأمن المركزي والأدخنة تتصاعد علي مرمي بصرهم وقنابل الغاز المسيل للدموع تواجههم كلما فكروا في التقدم خطوة للأمام.

ومع تزايد عددهم لحوالي 300 شخص قرروا التحرك لاختراق الحاجز البشري من عساكر الأمن المركزي هاتفين إسلامية إسلامية .. القصاص القصاص ***وا إخواتنا بالرصاص ولكن إطلاق دفعة من قنابل الغاز المسيل للدموع يجعلهم يعودون أدراجهم من حيث جاءوا.
وأجرى بعضهم اتصالات بالمعتصمين بالداخل يقولون لهم "متقلقوش إحنا كتير بس مش عارفين ندخل بنحاول وهنجيلكم".
ثم تأتي سيدة تعرف أن أسرتها بالداخل، فتحاول قيادة سيارتها في اتجاه الكردون الأمني من عساكر الأمن المركزي وسط مطالبات من المتظاهرين "ارجعي ياحاجة".. فيقوم الجنود بالخبط علي سيارتها لترجع من حيث أتت.
يتداول المتظاهرون المتطلعون لدخول الاعتصام قطن الخل ويغسلون وجوههم بالبيبسي للتخلص من آثار القنابل المسيلة للدموع.
الطائرات تحلق بين الحين والآخر فوق رؤوسهم فيرفعون أيديهم للسماء في أداء جماعي قائلين "اتقوا الله " .. أو "حسبي الله ونعم الوكيل".
استطعت تخطي الكردون الأمني بعد الكشف عن هويتي الصحفية.. لأسير مسافة في شارع الطيران وسط آثار قوالب طوب مكسرة ومجمعة في منتصف الطريق وفيما يبدو أن انصار المعزول قد جمعوها تحسبا لفض الاعتصام.. وأمام مستشفي التأمين الصحي بشارع الطيران تمركزت 4 مدرعات للجيش ورجال أمن يرتدون سترات واقية يضعون الأسلاك الشائكة لاحكام السيطرة ومنع دخول المارة.. وتم منعي من الدخول رغم هويتي قائلين إن هناك طلقات رصاص يتم إطلاقها عشوائيا وسقط أحد الأشخاص صريعا في هذا الشارع منذ قليل.

عدت لأحاول الاقتراب من الاعتصام، فدخلت أحد الشوارع الجانبية والتي كانت تطل علي مركز رابعة العدوية الطبي من الخلف، حيث يسود العشرات الموجودين من أنصار المعزول حالة من الغضب.. صرخات أحدهم تخترق المشهد الغاضب قائلا: إحنا صح رافعا مصحفه عاليا ومواصلا: احنا علي حق ذاكرا أنه مصحف أحد شهداء م***ة الحرس الجمهوري – وفقا لتعبيره- لينضم إليه بعض المعتصين في انفعاله قائلين : كلموا أقاربكم في المحافظات لينزلوا في الشارع ويسجلوا احتجاجهم لما حدث، فيما اتفق آخرون علي تكسير الطوب لمواجهة الاشتباكات بينهم وبين الأمن وهم يهتفون بالروح بالدم نفديك يا إسلام، وفي نفس الشارع، قام أهالي رابعة بإغلاق مداخل منازلهم والعمارات، وحذرهم المعتصمون من الوقوف بالبلكونات حتي لا يتعرضون للضرر.
بالانتقال لشارع سيبويه تتغير تفاصيل المشهد وإن ظلت في سياق الغضب والاستنكار.. تجد بعض النساء يهتفن "خيبر خيبر يايهود .. جيش محمد سوف يعود"..ومؤيدين للمعزول ينادون علي الأطباء لدخول المستشفي الميداني لتزايد عدد الإصابات وسط سماع لصوت طلقات الرصاص .. وتصاعد الأدخنة أمامهم وإطلاق القنابل المسيلة للدموع .. آخرون يكسرون الطوب ويجمعونه .. وبين الحين والآخر تجد مصابا يتم الجري به لأقرب مستشفي ميداني .. آخرون يرفعون المصاحف ويقولون استعينوا بذكر الله ابشروا بالنصر ..ومعتصمين يشيرون بذعر لأسطح المباني يقولون "قناصة.. يارب سلم".. يتحدثون في الهاتف صارخين "أين المسيرات القادمة؟".
بعد قليل يأتي المئات من المؤيدين في مسيرة قالوا إنها قادمة من الألف مسكن فترتفع الحالة المعنوية للمعتصمين ويلوحون بعلامات النصر ويستقبلوها بالتكبير.
أمام إحدي المستشفيات الميدانية باعتصام رابعة يمنعون دخول الغرباء في غضب ويصرخون في وجه الصحفيين اتقوا الله فينا يكلمونهم بغضب وسط دخول المصابين والموتي لا تصوروا الموتي .. مؤكدين أن عدد الشهداء وصل إلى 300 شهيد في أول ساعتين من فض الاعتصام.

في إحدي الخيام التي استطعنا دخولها ( خيمة شعبة المقطم ) أشار لنا أحمد عبد الحميد لأرض الخيمة وقد رقد بها قرابة 30 جثة قائلا هؤلاء اخواني وقد استشهدوا في الاشتباكات وقمنا بتكفينهم دون تغسيلهم ووضعهم بالخيمة ، كان الرجل يحاول السيطرة علي ملامح وجهه ويحاول التماسك وهو يحكي عن زملائه المستشهدين.
في قاعة 2 بدار مناسبات رابعة العدوية والتي كانت مركزا إعلاميا أثناء الاعتصام تمركز النساء والأطفال في غضب وبوسط القاعة حوالي 10 جثث ومحاولات لإسعاف بعض المصابين.
يستمر المعتصمون في شكوي مريرة من ندرة وجود سيارات الإسعاف .. وفي إحدي الشوارع الجانبية تجد سيارة إسعاف تقف في محاولة منها للخروج ويقول المسعف: رغم الصعوبات نقلنا 40 حالة من الشوارع الجانبية فقط ولم نستطع دخول الاعتصام، واشار المسعف إلي إيقاف بعض سيارات الإسعاف من مجهولين وأخذ المصابين فيها بالقوة والاعتداء علي زملائه المسعفين.
علي صعيد متصل، رصدت بوابة الأهرام إصابة مراسل سكاي نيوز بطلق ناري وعدم وجود سيارة إسعاف لنقله ومحاولة إسعافه من قبل المعتصمين بإحدى الشوارع الجانبية، ووافته المنية بعدها بقليل.
يستمر أنصار مرسي في طلب المدد من أقاربهم قائلين: "انزلوا حرام عليكوا الناس بتدبح هنا" .. فيطمئنوهم أن هناك مسيرة كبيرة قادمة له في الطريق .. وبالفعل تأتي مسيرة من آلاف المؤيدين من مسجد السلام بمدينة نصر هاتفة بالروح بالدم نفديك ياإسلام".
تسير الأحداث في دائرة مغلقة استدعاء أنصار المعزول لأقرانهم .. تكسير الطوب .. رفع المصاحف .. الهتافات الحماسية .. محاولة التخلص من آثار قنابل الغاز المسيلة للدموع بالخل والبيبسي .. إحصاء المصابين والمتوفين.. الشكوي المريرة من عدم وجود سيارات إسعاف .. دوي طلقات الرصاص غير معلومة المصدر الذي تسمعه من كل جهة .. توافد المتظاهرين.
حين تقرر الخروج من الاعتصام، فلن يكون الأمر سهلا .. فدوي طلقات النار يحيطك من كل مكان ولا تعلم من أين يأتي ومن يصيب؟ فتضطر أن تحاول التحرك خلف سواتر قد تقيك شر تلك الطلقات العشوائية التي لا تعلم مصدرها.
وبخروجك لشوارع مدينة نصر، تجد الهدوء وقد سكنها في ساعات الذروة اليومية، المحلات والمولات التجارية مغلقة والحي وكأن أهله هجروه علي حين غرة.
وترصد بوابة الأهرام ندرة وجود السيارات والمواصلات .. باستقلال إحدي وسائل النقل تجد فيها
أشخاصا يحاولون العودة من الاعتصام للبيت ويمسك أحد الشباب الذي لم يتم الـ20 ربيعا بعد بقنبلة مشيرا إليها قائلا " كانوا يرمون علينا هذه القنابل من الطائرات الأبـاتـشي ..حسبنا الله ونعم الوكيل".
http://gate.ahram.org.eg/NewsContent...%AA%D8%B5.aspx