[أ/مصطفى محمود]

يا أخي الفاضل
طبعا هذا القرار لا اقول عنه الا قرار فاشل بل لا اكذب ان وصفته بالعبيط
و زملائي قالوا لي انهم لن ينفذوه ابداُ
لكن أنت لم تأخذ في الاعتبار
أن وزارة التربية و التعليم تغير فقط منذ بدء الثورة الى الان اكثر من 5 وزراء
و كان بعضهم يصدر قرارات فيها الخطأ و فيها الصواب
و ياتي من بعده ليعيد النظر في القرارات
لكن انظر لحال ادارة الازهر
أولا : لا مجال لتغيير قيادات الازهر الا الموت ، و بالتالي الفكر و العقلية الادارية ستظل الى أبد الدهر لأنها تتوارث.
ثانيا : انظر للقرارات التعليمية و لا تنظر للقرارات الفنية
و سأذكر لك قرارا واحدا
مسألة الدور الثالث التي عممت بشكل غريب على جميع انحاء الجمهورية
و لم تعمم بالكامل على التربية و التعليم على الرغم من كثرة الاعداد هناك
فكان القرار اشبه بأن يقول : ( يجب على جميع الطلاب ان ينجحوا رغما عن انف المعلمين )
وقد تقول لي لا تغشش و سأقول لك ان المسألة لها علاقة بالمظهر العام للمؤسسة ، فللأسف كل من يسمع بهذا الدور الثالث يضحك و يقول باللفظ ( مكنتوا نجحتوهم مدام هما عايزين كده ، و متتعبوش نفسكم )..

و لنترك هذا القرار و غيره الذي قد تدافع عنه
نأتي للمسألة المادية و المعنوية
انظر لفروق الرواتب بيننا و بينهم
انظر لبطء الترقيات بيننا و بينهم
هم الاول في كل شئ و نحن ان تذكرونا فسنكون بعدهم بشهور و اعوام
هذا ان كان عيبا للدولة فإن العيب الأكبر يقع على عاتق من يدير الازهر لأنه نام عن حقنا كمعلمين أو لا يهتم أو لأنه لا يخطط لأي شئ ، و يسير بعشائية مطلقة .

و مسألة أخرى
انظر لحال المعاهد و قارنها بحالة المدارس في العموم و تجهيزاتها، و حالتها التي يرثى لها ، و التطورات التي بداخلها ، بل و اماكن وجودها في القرى و المحافظات.
و انظر لحال قادة المعاهد من شيوخ معظمهم أأسف ان اقول انهم لا يجيدون اي شئ في الادارة التعليمية و لا الفنية الا القليل القليل ،، انظر لحال وكلاء المنطقة القابعين في مكاتبهم لا يدرون اي شئ
للأسف لا حساب و لا رقيب على الكبار في الازهر
لو ضاع لك حق كمعلم فلن تجد منصفا لك في الازهر ، فعليك الصمت و الا ستذهب الى ابعد ما تتخيل .
انظر لكم التعب و الارهاق الذي يغشى معلمي الازهر في الاعدادية و الثانوية
فلم يجدوا الراحة طوال الاجازة من دراسة لدراسة و من امتحانات الى امتحانات و تصحيح ثم لدراسة
و المكافأة سواء مثلنا مثلهم معلمي التربية و التعليم على الرغم أنهم لم يجهدوا مثلنا
( و هذا ظلم آخر )

و مسألة أخيره
انظر لحال طالب الازهر الذي بالكاد فيه الجيد يستطيع النجاح لانه لا يوجد تخطيط للمناهج أو طريقة لضبطها و ضغطها لتقلل العبء على الطلاب و يزيد القبول عليه
اقسم لك - و انا اعلم انك لا تحب الغش - لكنها حقيقة واقعية لن تجد من ينكرها
لو منع الغش في الازهر في مادة واحدة ستجد نسبة النجاح لن تتعدى 5% فقط و 95% من الطلاب سيرسبون
فانظر لحال طالب الثانوي الازهري الذي لا يمت بصلة للأزهر و لا للتعليم أصلا
و المفترض أنه حافظا للقرآن ،،

و سأكتفي بهذا
هذا هو الفارق سيدي
جدد دماء القيادات ستجد من يخطأ و يصيب ، ستجد من يغير الفكر و الطريقة ،، لكن
العقلية تستمر و ستستمر في الأزهر على حالها دون اي جديد أو اي فكر او اي تطوير يذكر
و مع ذلك هذا الكلام ليس هجوما على مؤسسة الازهر كمؤسسة لكن على العقول التي تدير الدفة بها تعليميا و اداريا
فكم حاولت ان اقوم بتطوير يذكر في نطاق المعاهد التي عملت بها لكني حوربت أو على الاقل لم اجد من يساندني او يعاونني من الادارة و الزملاء
فقررت السكون و السكوت
و دوما اتذكر كلمة قالها لي معلم لغة انجليزية كبير في السن - له 25 سنة يعمل بالازهر - في بداية عملي بالازهر قال لي :
كلنا كان لدينا حماس مثلك ، لكنك ستعتاد على الازهر و نظامه ،، فلا ترهخق نفسك ، كل ما تفعله لن يكون اي قيمة.

و فعلا كانت تتحقق كلماته يوما بعد يوم
و في كل الاحوال قد اسكت عن اشياء كثيرة في الازهر لكني قررت الا اسكت عن حقي الضائع مهما كلفني...
اللهم ولي الازهر من يفهم و من يصلح