وأما شهر رجب فلم يصح في فضل صوم رجب حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم ، بل قد صح عن عمر رضي الله عنه : (( أنه كان يضرب أكف المترجبين ( أي الذين يصومون في رجب ) حتى يضعوها في الطعام ويقول : كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية )) رواه ابن أبي شيبة في المصنف .
وأخرجه مسلم : عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر : أرسلتني أسماء إلى عبد الله ابن عمر فقالت بلغني أنك تحرم أشياء ثلاثة :العلم في الثوب ، وميثرة الأرجوان ، وصوم رجب كله ، فقال لي عبد الله : أما ما ذكرت من رجب فكيف بمن يصوم الأبد ؟! " .
فجعل ابن عمر رضي الله عنه صوم رجب كله من الصيام الدهر المنهي عنه ، فلا بأس بأن يصوم منه .
وفي المغني لابن قدامة ( 4/429) : ويكره إفراد رجب بالصوم . قال أحمد : وإن صامه رجل ، أفطر فيه يوما أو أياما ، بقدر ما لا يصومه كله ، ووجه ذلك ما روى أحمد بإسناده عن خرشة بن الخر ثم ذكر أثر عمر السابقة .
قال : وبإسناده عن ابن عمر: أنه كان إذا رأى الناس وما يعدونه لرجب كرهه ، وقال : صوموا وأفطروا . وعن ابن عباس نحوه . وبإسناده عن أبي بكرة : أنه دخل على أهله وعندهم سلال جدد وكيزان فقال : ما هذا ؟ قالوا : رجب نصومه ، قال : أجعلتم رجب رمضان ؟ فأكفأ السلال وكسر الكيزان ، قال أحمد : من كان يصوم السنة صامه ، وإلا فلا يصوم متواليا ، يفطر فيه ، ولا يشبهه برمضان ، انتهى .
فلا بأس إذًا بأن يصوم منه لكن لا يصومه كله .
__________________
إذا فقدت كل شىء و بقيت ثقتك بالله فإنك لم تفقد شيئاً
|