من أقوال الحكماء
- يقال: (لا تمارِ حكيمًا ولا سفيهًا؛ فإنَّ الحكيم يغلبك، والسفيه يؤذيك) .
- قال محمد بن الحسين: (وعند الحكماء: أنَّ المراء أكثره يغيِّر قلوب الإخوان، ويُورث التفرقة بعد الألفة، والوحشة بعد الأنس) .
وصايا ونصائح في التحذير من الجدال والمراء:
- قال لقمان: (يا بنيَّ، من لا يملك لسانه يندم، ومن يكثر المراء يشتم، ومن يصاحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يصاحب الصالح يغنم) .
- وقال أيضًا: (لا تمارينَّ حكيمًا، ولا تجادلنَّ لجوجًا ، ولا تعاشرنَّ ظلومًا، ولا تصاحبنَّ متَّهمًا) .
- وقال أيضًا: (يا بني، من قصر في الخصومة خصم، ومن بالغ فيها أثم، فقل الحق ولو على نفسك، فلا تبال من غضب) .
- وعن يونس قال: كتب إليَّ ميمون بن مهران: (إيَّاك والخصومة والجدال في الدين، ولا تجادلنَّ عالـمًا ولا جاهلًا. أما العالم فإنَّه يخزن عنك علمه، ولا يبالي ما صنعت، وأما الجاهل فإنه يخشن بصدرك ، ولا يطيعك) .
وقال مسعر بن كدام يُوصي ابنه كدامًا:
إني منحتك يا كدام نصيحتي *** فاسمع لقول أب عليك شفيقِ
أما المزاحة والمراء فدعهما *** خلقان لا أرضاهما لصديقِ
إني بلوتهما فلم أحمدهما *** لمجاور جارًا ولا لرفيقِ
والجهل يزري بالفتى في قومه *** وعروقه في الناس أي عروقِ؟!
ذم الجدال والمراء في واحة الشعر
قال إسماعيل بن يسار:
فدعْ عنك المراءَ ولا تردِه *** لقلةِ خيرِ أسبابِ المراءِ
وأيقِنْ أنَّ مَن مارى أخاه *** تعرَّضَ من أخيه للِّحاءِ
ولا تبغِ الخلافَ فإنَّ فيه *** تفرُّقَ بَيْنِ ذاتِ الأصفياءِ
وإن أيقنتَ أنَّ الغيَّ فيم *** دعاك إليه إخوانُ الصفاءِ
فجاملْهم بحسنِ القولِ فيما *** أردتَ وقد عزمتَ على الإباءِ
وقال العرزمي:
نصحتُك فيما قلتَه وذكرتَه *** وذلك حقٌّ في المودةِ واجبُ
لا تركننَّ إلى المراءِ فإنَّه *** إلى الشرِّ دعَّاء وللغيِّ جالبُ
وقال زيد بن جندب الإيادي:
كنَّا أناسًا على دينٍ ففرَّقنا *** طولُ الجدالِ وخلطُ الجدِّ باللعبِ
ما كان أغنى رجالًا ضلَّ سعيهم *** عن الجدالِ وأغناهم عن الخطبِ
وقال ابن الرومي:
لذوي الجدالِ إذا غَدَوا لجدالِهم *** حججٌ تضلُّ عن الهدى وتجورُ
وُهُنٌ كآنيةِ الزجاجِ تصادمتْ *** فهوت، وكلُّ كاسرٍ مكسورُ
فالقاتلُ المقتولُ ثَمَّ لضعفِه *** ولوَهيه ، والآسرُ المأسورُ
وقال أبو محمد بن سنان الخفاجي:
فإيَّاك إيَّاك المراءَ فإنَّه *** سببٌ لكلِّ تنافرٍ وتشاوسِ
وافعلْ جميلًا لا يضيعُ صنيعُه *** واسمحْ بقوتِك للضعيفِ البائسِ
لا تفخرنَّ وإن فعلتَ فبالتُّقى *** ناضلْ وفي بذلِ المكارمِ نافسِ
وقال آخر:
لا تُفنِ عمرك في الجدالِ مخاصمًا *** إنَّ الجدالَ يخلُّ بالأديانِ
واحذرْ مجادلةَ الرجالِ فإنها *** تدعو إلى الشحناءِ والشنآنِ
وإذا اضطررتَ إلى الجدالِ ولم تجِدْ *** لك مهربًا وتلاقت الصفَّانِ
فاجعلْ كتابَ الله درعًا سابغًا *** والشرعَ سيفَك وابدُ في الميدانِ
والسنة البيضاء دونك جُنَّة *** واركب جواد العزم في الجولانِ
واثبتْ بصبرِك تحت ألويةِ الهدَى *** فالصبرُ أوثقُ عُدَّة الإنسانِ
واطعنْ برمحِ الحقِّ كلَّ معاندٍ *** لله درُّ الفارسِ الطعَّانِ
واحملْ بسيفِ الصدقِ حملة مخلصٍ *** متجرِّد لله غير جبانِ
وإذا غلبت الخصمَ لا تهزأْ به *** فالعجبُ يخمدُ جمرة الإنسانِ
وأحسنَ من قال:
وإيَّاك من حُلو المزاح ومُرِّه *** ومن أن يراك الناس فيه مماريا
وإنَّ مراءَ المرءِ يخلقُ وجهَه *** وإنَّ مزاحَ المرءِ يبدي التشانيا
دعاه مزاحٌ أو مراءٌ إلى التي *** بها صار مقليَّ الإخاءِ وقاليا
وقال أبو الأخفش الكناني لابن له:
أبُنيَّ لا تكُ ما حييتَ مماريًا *** ودَعِ السفاهةَ إنها لا تنفعُ
لا تحملنَّ ضغينةً لقرابةٍ *** إنَّ الضغينةَ للقرابةِ تقطعُ
لا تحسبنَّ الحلمَ منك مذلةً *** إنَّ الحليمَ هو الأعزُّ الأمنعُ