ذم الجَفَاء في واحة الشِّعر
قال أبو تمام:
إذا ما رأسُ أهلِ البيتِ وَلَّى *** بدا لهمُ مِن النَّاسِ الجَفاءُ
وقال أبو بكر بن داود الأصبهانيُّ:
أخوكَ الذي أمسى بحبِّك مغرمًا *** يتوبُ إليك اليومَ مما تقدَّما
فإن لم تصلْه رغبةً في إخائِه *** ولم تكُ مشتاقًا فصِلْه تكرُّمَا
فقد والذي عافاك ممَّا ابتلي به *** تندَّم لو يرضيك أن يتندَّما
وواللهِ ما كان الصدودُ الذي مضى *** دلالًا ولاَ كان الجَفَاءُ تبـرُّمَا
وقال هلال بن العلاء الرقِّي:
لـمَّا عفوتُ ولم أحقدْ على أحدٍ *** أرحتُ نفسي مِن غمِّ العداواتِ
إنِّي أحيِّي عدوِّي عند رؤيتِه *** لأدفعَ الشَّرَّ عنِّي بالتَّحيَّاتِ
وأُظهرُ البِشْر للإنسانِ أُبغضُه *** كأنَّه قد ملا قلبي محبَّاتِ
والنَّاسُ داءٌ وداءُ النَّاسِ قربُهمُ *** وفي الجَفَاءِ لهم قطعُ الأخوَّاتِ
فلستُ أسلمُ ممَّن لستُ أعرفُه *** فكيف أسلمُ مِن أهلِ المودَّاتِ
وقال دعبل:
أبعدَ الصَّفاءِ ومحضِ الإخاءِ *** يقيمُ الجَفاءُ بنا يخطبُ
وقد كان مشربُنا صافيا *** زمانًا فقد كدرَ المشربُ
وقال آخر:
إلى كم تستمرُّ على الجَفَاءِ *** ولا ترعَى حُقوقَ الأصدقاءِ
فمن لي أن أرَى لك مثلَ فعلي *** فنصبحُ في الوِدَادِ على استواءِ
وقال آخر:
يقولُ إذا أردتَ بنا جَفَاءً *** حوالينا الجَفَاءُ ولا علينا