أتعجب أشد العجب من بعض قيادات الأزهر ، يقودون المؤسسة التربوية بطريقة عريف الكتاب ، لا خطط ولا رؤية ، ولا وعي ، ولا وضع استراتيجيات مرتبطة بالامكانات البشرية والمادية ، لذا ينتقلون من فشل لفشل آخر ، والواضح أنه مفروض عليه أجندة من قادة الانقلاب للسيطرة على المعاهد .
قبل أن يفرض ما قاله لابد من توفير القيادات المعينة له وتأهليها مهنيا ، لا أن يطلب من بعض الموجهين يمروا على بعض المعاهد ليطالبوا المعلمين بأمور عفا عليها الزمن ويربكوا الساحة التعليمية بتفاهاتهم، ومن ناحية أخرى المعاهد لا تصلح للبقاء يوم كامل للمعلم ، فلا توجد حتى كراسي للمعلمين ولا مكاتب ،ولا ميزانيات لتجهيز وسائل تعليمية واستغلال وقت المعلم في تحضير وسائله التعليمية ، ناهيك عن أنه متناقض يريد بقاء المعلم وفي الوقت نفسه يجرم حديثه في السياسة ، فلتتركه يذهب لبيته بعد حصصه حتى لا يحدث اجتماع للمعلمين وفتح أحاديث في ظل هذا الوضع الملتهب بالأحداث ، ومن ناحية أخرى هل عالجت قضايا الترقيات والحقوق المادية للمعلمين ، حتى تطالبهم بالبقاء يوم دراسي كامل ؟ معلمون بلا ترقيات منذ عشرات السنين ، فأقم العدالة من لدنك أولا ياوكيل الأزهر ثم كلف البشر بأعباء زائدة ،
هذه النظرة القاصرة ليست مخلصة للتعليم الأزهري ، وإلا لاستقدموا لجانا من أساتذة التربية لوضع خطط لتطوير التعليم الأزهري وليأخذوا وقتهم في خطة خمسية أو حتى عشرية ، وتفير الميزانيات اللازمة ، لكن لا يكن كل شئ مهدم عندك ثم تركز المسئولية على المعلم ، وهو أول الضحايا ، وقد يكون جزء من المشلكة ، لكن لا جدال المشكلة مركبة ولها أطراف عديدة تبدأ من الرؤية السياسية للتعليم بالأزهر ومن ثم المشيخة ذاتها ، ثم اختيار القادة الأكفاء ،وميزانية الأزهر ، ثم المناهج ثم المعاهد البالية ، ثم المعلم في الأخير .
|