عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 21-09-2013, 09:27 AM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

في أرض المعركة :-



كانت الحرب ضارية ... أخرج التتار فيها كل إمكانياتهم، وظهر تفوق الميمنة التترية التي كانت تضغط على الجناح الأيسر للقوات الإسلامية، وبدأت القوات الإسلامية تتراجع تحت الضغط الرهيب للتتار، وبدأ التتار يخترقون الميسرة الإسلامية، وبدأ الشهداء يسقطون، ولو أكمل التتار اختراقهم للميسرة فسيلتفون حول الجيش المسلم .

كان قطز يقف في مكان عال خلف الصفوف يراقب الموقف بكامله، ويوجه فِرَق الجيش إلى سد الثغرات، ويخطط لكل كبيرة وصغيرة, وشاهد قطز المعاناة التي تعيشها ميسرة المسلمين، فدفع إليها بآخر الفرق النظاميه من خلف التلال، ولكن الضغط التتري استمر.
فما كان من قطز إلا أن نزل ساحة القتال بنفسه؛ وذلك لتثبيت الجنود ورفع روحهم المعنوية، ألقى بخوذته على الأرض تعبيرًا عن اشتياقه للشهادة، وعدم خوفه من الموت، وأطلق صيحته الشهيرة : " واإسلاماه ".


وقاتل قطز مع الجيش المسلم قتالاً شديدًا، حتى صوب أحد التتار سهمه نحو قطز فأخطأه ولكنه أصاب الفرس الذي كان يركب عليه قطز فقُـتل الفرسُ من ساعته، فترجل قطز على الأرض، وقاتل ماشياً لا خيل له .

ورآه أحد الأمراء المماليك وهو يقاتل ماشيًا، فجاء إليه مسرعًا، وتنازل له عن فرسه، إلا أن قطز امتنع، وقال : " ما كنت لأحرم المسلمين نفعك !! "

وظل يقاتل ماشياً إلى أن أتوه بفرس من الخيول الاحتياطية .


وقد لامه بعض الأمراء على هذا الموقف وقالوا له : " لمَ لمْ تركب فرس فلان ؟ فلو أن بعض الأعداء رآك لقتـلك، وهلك الإسلام بسببك ".

فقال قطز : " أما أنا كنت أروح إلى الجنة، وأما الإسلام فله رب لا يضيعه، وقد قُتـل فلان وفلان وفلان حتى عد خلقاً من الملوك ( مثل عمر وعثمان وعلي ) فأقام الله للإسلام من يحفظه غيرهم، ولم يضع الإسلام ".
رد مع اقتباس