عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24-09-2013, 12:48 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ذم السَّفَه والحُمْق في واحة الشِّعر

قال دعبل الخزاعي:

عداوةُ العاقلِ خيرٌ إذا *** حُصِّلتها مِن خلَّةِ الأَحْمَقِ



لأنَّ ذا العقلِ إذا لم يَرعِ *** عن ظلمك استحيا فلم يخرقِ



ولن ترَى الأَحْمَقَ يُبْقِي على *** دينٍ ولا ودٍّ ولا يتَّقِي


وقال الشَّافعي:

يخاطبني السَّفِيهُ بكلِّ قبْحٍ *** فأكرهُ أن أكونَ له مجيبَا



يزيدُ سَفَاهَةً فأزيدُ حلمًا *** كعودٍ زاده الإحراقُ طِيبَا


وقال ابن الوردي:

وادَّرعْ جدًّا وكدًّا واجتنبْ *** صحبةَ الحَمْقى وأربابِ البخلِ


وقال المتوكل الليثي:

لا تتَّبعْ سُبُلَ السَّفاهةِ والخَنَا *** إنَّ السَّفِيهَ مُعَنَّفٌ مَشْتُومُ


وقال مسكين الدارمي:

اتَّقِ الأَحْمَقَ أن تصحبَه *** إنَّما الأَحْمَقُ كالثَّوبِ الخَلقْ



كلَّما رقَّعتَ منه جانبًا *** حرَّكته الرِّيحُ وَهنًا فانخرقْ



أو كصدعٍ في زجاجٍ فاحشٍ *** هل ترَى صدعَ زجاجٍ متَّفقْ



وإذا جالستَه في مجلسٍ *** أفسدَ المجلسَ منه بالخرقْ



وإذا نهنهه كي يرعوي *** زاد جهلًا وتمادى في الحمقْ


وقال آخر:

لن يسمعَ الأَحْمَقُ مِن واعظٍ *** في رفعِه الصَّوت وفي همِّه



لن تبلغَ الأعداءُ مِن جاهلٍ *** ما يبلغُ الجاهلُ مِن نفسِه



والحُمْقُ داءٌ ما له حيلةٌ *** تُرْجَى كبعدِ النَّجمِ في لمسِه


وقال سالم بن ميمون الخوَّاص:

إذا نطق السَّفِيه فلا تجِبْه *** فخيرٌ مِن إجابتِه السُّكوتُ



سكتُّ عن السَّفِيه فظنَّ أني *** عييتُ عن الجوابِ وما عييتُ



شرارُ النَّاسِ لو كانوا جميعًا *** قذى في جوفِ عيني ما قذيتُ



فلستُ مجاوبًا أبدًا سفيهًا *** خزيتُ لمن يجافيه خزيتُ


وقال صالح بن عبد القدوس:

ولأن يعادي عاقلًا خيرٌ له *** مِن أن يكونَ له صديقٌ أَحْمَقُ



فاربَأْ بنفسِك أن تصادقَ أَحْمَقًا *** إنَّ الصَّديقَ على الصَّديقِ مصدِّقُ


وقال الشَّاعر:

عدوُّك ذو العقلِ أبقَى عليك *** وأجدَى مِن الصَّاحبِ الأَحْمَقِ


وقال آخر:

تحامقْ مع الحَمْقَى إذا ما لقيتَهم *** ولا تلقَهم بالعقلِ إن كنتَ ذا عقلِ!


وقال آخر:

فلا تودعنَّ الدَّهرَ سرَّك أَحْمَقًا *** فإنَّك إن أودعتَه منه أَحْمَقُ


قال الشَّاعر:

لكلِّ داءٍ دواءٌ يُسْتَطَّبُّ به *** إلَّا الحماقةَ أعيتْ مَن يُداويها


وقال آخر:

ما تمَّ حِلْمٌ ولا علمٌ بلا أدبٍ *** ولا تجاهل في قومٍ حليمان



وما التَّجاهلُ إلَّا ثوبُ ذي دَنَسٍ *** وليس يلبسُه إلَّا سفيهان


وأنشد الكريزي:

تجرَّدْ ما استطعتَ مِن السَّفيهِ *** بحسنِ الحِلْم إنَّ العزَّ فيه



فقد يعصي السَّفِيهُ مؤدبيه *** ويُبرمُ باللَّجاجةِ منصفيه



تلينُ له فيغلظُ جانباه *** كعيرِ السُّوءِ يرمحُ عالقيه


وأنشد محمد بن عبد العزيز لموسى بن سعيد بن عبد الرَّحمن بن المقنع الأنصاري:

ثلاثُ خِلال كلُّها غيرُ طائلٍ *** يَطُفْنَ بقلبِ المرءِ دونَ غشائِه



هوى النَّفسِ ما لا خيرَ فيه وشحُّها *** وإعجابُ ذي الرَّأي السَّفِيه برأيه

__________________