عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-10-2013, 12:03 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مسائل في الدعاء القرآني
دعوات المؤمنين


إبراهيم بن محمد الحقيل


بسم الله الرحمن الرحيم

قسمت هذا العنوان على جزئين لطوله

زخر القرآن الكريم بالكثير من دعوات المؤمنين التي ذكرها الله تعالى في معرض الثناء عليهم، وهذه الدعوات كدعوات الرسل عليهم السلام في تنوعها، وفي أن منها ما هو خاص ومنها ما هو عام، ومنها ما هو لحظ الدنيا ومنها ما هو لحظ الآخرة..
وترتيبي لها هنا سيكون حسب ترتيب سور القرآن في المصحف، مع ذكر تحت كل موضع منها ما فيه من مهمات الفقه والفائدة:

الموضع الأول: قول الله تعالى {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [البقرة: 200-202].
هذه الآيات جاءت في ختام آيات الحج، ونزولها كان قبل منع المشركين من الحج، فيدعون بأمور دنيوية، بينما يدعو المؤمنون بأمور الدنيا والآخرة كما هو مفصل في الآيات، والذين ليس لهم في الآخرة خلاق هم المشركون. [ينظر: تفسير ابن عاشور: 2/247].
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف، فيقولون: اللهم اجعله عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن. لا يذكرون من أمر الآخرة شيئا، فأنزل الله فيهم: {فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق} [رواه ابن أبي حاتم: 2/357]
وكان يجيء بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون:{ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} فأنزل الله: {أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب} ولهذا مدح من يسأله للدنيا والأخرى [تفسير ابن كثير: 1/558].
فسؤال المؤمنين ربهم سبحانه حسنة الدنيا والآخرة من أفضل الدعاء وأجمعه؛ ولذا أثنى الله تعالى على الداعين به، وكان هو أكثر دعاء النبي عليه الصلاة والسلام كما ذكر أنس رضي الله عنه [رواه البخاري: 6389].
قال السعدي رحمه الله تعالى: هذا الدعاء أجمع دعاء وأكمله، وأولاه بالإيثار، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به، والحث عليه. [تفسيره: 93]
__________________
رد مع اقتباس