عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-10-2013, 02:05 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي شرح أخلاق حملة القرآن

فضل القرآن
أنه ذكر فضل القرآن الذي أنزله الله -تعالى- على نبيه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا القرآن العظيم قد بَيَّن الله -جل وعلا- فضله وقدره ومكانته، قَبْل أن ينزله، وقد ذكر ربنا -جل وعلا- هذا الفضل والقدر في القرآن الكريم، قبل أن ينزله على العباد، وهذا من فضل القرآن وتعظيمه عند الله -جل وعلا، فقد عظمه الله -تعالى- وأثنى عليه، وبَيَّن قدره ومكانته في الملأ الأعلى، كما قال -سبحانه: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ(2). فهذا ثناء من الله على كتابه، وقال -تعالى: ﴿فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ(3).
وقال -تعالى- في أول سورة عبس: ﴿فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ(4)، فبَيَّن مكانة هذا القرآن قبل أن ينزله على عباده، وذكَّرَهم بما كان عليه هذا القرآن في الملأ الأعلى، من التعظيم والثناء على هذا القرآن الكريم، وبعد ذلك -وهذا داخل في بيان فضل القرآن وتعظيمه- أن الله -تعالى- أنزله في أفضل الشهور وأعظمها، وهو شهر مبارك كما أن القرآن مبارك، فإن هذا القرآن نزل في شهر مبارك، قال الله -تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ(5)، ونزل هذا القرآن في أفضل ليلة وهي ليلة القدر، أفضل الليالي في شهر رمضان، وفي غير شهر رمضان، قال -تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(6). وقال -سبحانه: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ(7). فسماها مباركة؛ لأن الشهر مبارك، والليلة مباركة، والقرآن مبارك.
ثم بعد ذلك أنزله الله -تعالى- على نبي مبارك، على خاتم النبيين وإمام المرسلين النبي المصطفى المجتبى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ(8). ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ(9). فهذه جوانب تبين لك فضل هذا القرآن، وتعظيمه عند الله -جل وعلا.
ومن الوجوه في فضل هذا القرآن وبيان مكانته عند الله: أن الله -تعالى- كلَّف بإنزاله أفضل الملائكة وأشرفهم، وهو جبريل -عليه السلام: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(10). إلى أن قال الله: ﴿ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي< الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾(11).
ثم جعل الله -وهذا من الوجوه في التعظيم- هذا القرآن الكريم خاتم الكتب المنزلة؛ حيث جعله وضَمَّنه أفضل مما كانت عليه تلك الكتب من البركة والخير، وفاقها أكثر من ذلك، قال الله -تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ(12). أي: مهيمنًا على ما تقدم من الكتب، والله -تعالى- قد قال قبل هذه الآية: ﴿وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ﴾(13). وقال بعدها: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ﴾(14). أي: مما تقدم من الكتب الأخرى ثم فاقها؛ لأنه مهيمن عليها، أي: حافظ ورقيب وفائق على ما جاءت به تلك الكتب من أوامر الله -تعالى- وشرائعه، فاجتمعت في هذا القرآن العظيم.
فهذه الوجوه تبين لنا فضل القرآن الكريم ومكانته عند الله -تعالى، وأنه الكتاب الخاتم الذي لا كتاب بعده، وأن فيه ما يحتاجه الناس في كل شؤونهم في حياتهم الدنيا وفي سعادتهم في الآخرة، كما قال الله -تعالى: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ(15) .
وسرد المؤلف آيات تدل على ذلك، وذكر أوصافًا تُبَيِّن فضل هذا القرآن الكريم، وأن من أوصافه أنه كتاب رحمة، وكتاب هدى، وكتاب نورن وكتاب شفاء، وكتاب موعظة؛ كمَا جاء في المسألة الثانية.
(1) آل عمران: 7.
(2) الزخرف: 3 - 4.
(3) الواقعة: 75- 78.
(4) عبس: 13.
(5) البقرة: 185.
(6) القدر: 1.
(7) الدخان: 3.
(8) ص: 29.
(9) الشعراء: 193- 195.
(10) الحاقة: 40.
(11) التكوير: 20- 21.
(12) المائدة: 48.
(13) الحديد: 27.
(14) المائدة: 48.
(15) الأنعام: 38
__________________
رد مع اقتباس