أستطيع القول إن شعرة واحدة يمكنها أن تفصل بين الفوضى والثورة، وهناك أمثلة عديدة وغنية بالدلالات التي تؤكد هذا الفارق الدقيق، وما جرى في كل من تونس ومصر وليبيا خلال أواخر سنة 2010 وأوائل 2011 هو الشاهد الحي على أن شعرة واحدة تفصل بين الفوضى والثورة، بل إن هذا الشاهد الحي يتأكد تماما لو أننا عدنا إلى تاريخ أكثر الثورات الشعبية شهرة في العالم كله، وأقصد الثورة الفرنسية، فقد كان لتلك الثورة مفكرون وأدباء مشهورون أدركوا حتمية انفجارها، أو واكبوها ومن بينهم جان جاك روسو – صاحب كتاب العقد الاجتماعي - وفولتير صاحب المقولة الرائعة: إني أختلف معك في الرأي ولكني على استعداد لأن أدفع رأسي ثمنا لحريتك في إبداء رأيك!
|