عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-01-2006, 02:02 PM
coo_girl_ool coo_girl_ool غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 2,478
معدل تقييم المستوى: 0
coo_girl_ool is an unknown quantity at this point
Wink


أيهما أشد : ترك الأمر أم فعل النهي


مخالفة الأمر أعظم من عمل المنهي عنه



قال سهل بن عبدالله : ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهي

لأن آدم نُـهي عن أكل الشجره فأكل منها فتاب عليه ، و إبليس أُمـِـر

أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه .


هذه مسأله عظيمه لها شأن و هي أن ترك الأوامر أعظم عند الله

من ارتكاب المناهي و ذلك من وجوه عديده :


أحدها : ما ذكره "سهل" من شان آدم و عدو الله ابليس .



الثاني : أن ذنب ارتكاب النهي مصدره في الغالب الشهوة و الحاجة

و ذنب ترك الأمر مصدره في الغالب الكبر و العزة ، و لا يدخل الجنة

من في قلبه مثقال ذرة من كبر ، و يدخلها من مات على التوحيد

وإن زنى و سرق .


الثالث : أن فعل المأمور أحب إلى الله من ترك المنهي ، كما دلت

على ذلك النصوص كقوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ :

" أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها "

و قوله : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم وأرفعها

في درجاتكم و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم

ويضربوا أعناقكم

قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ذكر الله "

و قوله ( و اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة )

و غير ذلك من النصوص ..


الرابع : أن فعل المأمور مقصود لذاته ، و ترك المنهي مقصود

لتكميل فعل المأمور ، فهو منهي عنه كونه يخلّ بفعل المأمور

أو يضعفه و ينقصه ، كما نبه ـ سبحانه ـ على ذلك في النهي عن

الخمر و الميسر بكونهما يصدان عن ذكر الله و عن الصلاة

فالمنهيات قواطع و موانع صاده عن فعل المأمورات أو عن كمالها .


الخامس : أن فعل المأمورات من باب حفظ قوة الإيمان و بقائها

و ترك المنهيات من باب الحمية عما يشوش قوة الإيمان و يخرجها

عن الإعتدال ، وحفظ القوة مقدم على الحمية ، لإن القوه كلما قويت

دفعت المواد الفاسدة و إذا ضعفت غلبت المواد الفاسدة .


السادس : أن فعل المأمورات حياة القلب و غذاؤه و زينته وسروره

ونعيمه ، وترك المنهيات بدون ذلك لا يحصل له شيئاً من ذلك ، فلو

ترك جميع المنهيات و لم يأتِ بالإيمان و الأعمال المأمور بها

لم ينفعه ذلك الترك شيئاً .


السابع : أن من فعل المأمورات و المنهيات فهو إما ناجٍ مطلقاً

إن غلبت حسناته سيئاته وإما ناج ٍ بعد أن يؤخذ منه الحق و يعاقب

على سيئاته فمآله إلى النجاة و ذلك بفعل المأمور ..

و من ترك المأمورات و المنهيات فهو هالك غير ناج ٍ و لا ينجو

إلا بفعل المأمور وهو التوحيد ..



هذه بعض الوجوه ، وحيث أن الموضوع طويل ، أكتفي بالمذكور

أعلاه .. آملة أن يفي بالمطلوب


*****


الـفـوائـــد

ابن القيم الجوزية

// موضوع أعجبني //


__________________
تحياتي

__________________
<div align="center">أنا شابة لكن عمرى ألف عام
وحيدة لكن بين ضلوعى زحام


خايفة .. ولكن خوفى منى أنا
أخرس ولكن قلبى مليان كلام </div>


<div align="center">
</div>