[محمد محمود بدر]

القاذفة الاستراتيجية "TU-160" تتفوق بما يخص الإمكانيات القتالية بشكل كبير عن نظيرتها الأمريكية الـ "B-2" .. بينما تتميز الـ "B-2" بإحتوائها على نظام التخفي وانعدام البصمة الرادارية .. مما يخلق نوعاً من التوازن بين القاذفتين .. كلامي استغرب منه الكثير من الأصدقاء !!

- ولكن بمقارنة بسيطة نلاحظ ما يلي ..

- بما يخص الحمولة :
بإمكان الـ "tu-160" أن تستوعب حمولة تصل بحدها الأقصى إلى 40 طن .. بينما يقف الحد الأعلى لحمولة الـ "B-2" عند حاجز الـ 22.6 طن (بعض المصادر تشير إلى 18 طن فقط)..

- بما يخص المدى ونطاق العمل :
يصل مدى الـ "tu-160" إلى 14 ألف كم (من دون الوصول لحمولتها القصوى طبعاً) .. بينما لا يتجاوز مدى نظيرتها الأمريكية 9600 كم (ومن دون التزود بالوقود بالنسبة لكلا الطائرتين) ..

- بما يخص السرعة والمناورة :
- تتميز البجعة البيضاء بتصميم أجنحتها الذي يؤهلها لتغيير درجة ميلان الجناح حسب نوع المهمة ، حيث يعطي المجال للطيار أن يختار الوضع لمناسب للأجنحة حسب السرعة المرغوبة للطائرة ، فالأجنحة المرتدة للخلف أكثر ملائمة لظروف السرعات العالية ، بينما الأجنحة المنفردة أو الغير مرتدة بشكل كبير ، تعتبر أفضل للسرعات المنخفضة ، مما يسمح للطائرة بحمل وقود أو حمولة كما يؤدي لزيادة الكفائة الميدانية لها .. وهذا الشيء لا يتوافر بالـ "B-2" حيث تجبر مهمتها بكونها خفية أن يكون تصميمها مختلف تماماً ، وتظهر وكأنها جناح واحد ضخم .. وهذا يؤثر على قدرتها على المناورة برأيي ..
- على العموم تبلغ سرعة الـ "tu-160" القصوى في الارتفاعات العالية "2.3" ماخ ، أما الـ "B-2" فهي لا تتجاوز سرعة الصوت حتى !! ، فسرعتها القصوى تقف عند حاجز الـ 0.8 ماخ ..

- بما يخص أقصى ارتفاع للعمل :
- بإمكان الـ "TU-160" أن تصل لارتفاع 16 ألف متر فوق سطح البحر .. ولا تستطيع الـ "B-2" أن تصل لأكثر من 11 ألف متر ..

- بما يخص السعر والتكلفة :
- تعتبر تكلفة تصنيع الـ "B-2" الخرافية ، وضخامة تكلفة تشغيلها ، أكبر عائق أمامها ، حيث يبلغ سعر القاذفة الواحدة أكثر من "2.2 مليار دولار " !! ، وهي تتربع على عرش الطائرة الأغلى بالعالم بامتياز ، مما يثير جدلاً دئماً حولها في الكونجرس الامريكي ، حتى وصل الأمر إلى تصنيع 21 قاذفة فقط (من أصل 132 كان مقرر إنتاجها ) ... على الصعيد الآخر وبالجانب الروسي ورغم عدم وجود معلومات عن تكلفة الطائرة إلا أن روسيا ورثت أغلب أعدادها من الاتحاد السوفيتي (حوالي 25 قاذفة )، وقد أمر الرئيس فلاديمير بوتين بالآونة الأخيرة بإعادة تجديدها وفتح خط إنتاجها من جديد ..

- بما يخص تقنيات التخفي والهروب من أنظمة الكشف الراداري :
- الـ "B-2" غنية عن التعريف ، وتعد خيرة نتاجات التكنولوجيا الأمريكية بهذا المجال ، ولكن الأمر الذي لا يعرفه الكثيرون .. أن الـ "TU-160" ورغم عدم إمكانية اعتبارها شبحية بالمعنى الكامل ، لكنها خضعت لعمليات تطوير جديدة تتضمن طلائها بمواد ماصة لأشعة الرادارات ، وقد صرح جنرال روسي أن هذه القاذفة اخترقت الدفاعات الجوية الامريكية بدون أن تكتشفها ، في تاريخ 25 إبريل لعام 2006 ..


الخلاصة :
- خلاصة المقارنة برأيي .. أن كلا القاذفتين تتمتعان بمزايا عديدة ونقاط قوة وضعف .. مما يخلق نوعاً من التوازن بينهما .. فبحيث تتميز الأمريكية بقدرتها الرائعة على تضليل وسائل الاكتشاف والرادارات المعادية .. فإن نظيرتها الروسية تتفوق بالقدرات والاداء القتالي (المدى - الحمولة - السرعة - سقف الارتفاع) .. والأمر الذي ساهم بتأخر الـ "B-2" في هذه الأمور ، هو تصمم هيكلها الذي أريد منه بالمقام الأول تحقيق أقل بصمة حرارية وصوتية ورادارية وبصرية في ممكنة ، على حساب الميزات الفنية الأخرى ..