
16-10-2013, 04:01 PM
|
معلم مواد فلسفية
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2011
العمر: 38
المشاركات: 2,177
معدل تقييم المستوى: 16
|
|
زويل:التزامى تجاه بلدى لم يتذبذب على الإطلاق..ولا أزال متفائلاً بشأن مصر لكن صبر الشعب بدأ ينفد..والإنجاز التعليمى والاقتصادى يجب وضعهما بالأولوية
الأربعاء، 16 أكتوبر 2013 - 14:33
العالم المصرى الكبير د. أحمد زويل
قال العالم المصرى الكبير أحمد زويل، الفائز بجائزة نوبل، إن أمريكا يجب أن تفكر فى المعونة العسكرية لمصر من منظور جديد غير سياسى؛ حيث تذهب للتزود بالمعدات العسكرية فى المقام الأول، فى حين أن المعونة الممنوحة لإسرائيل تعد أقرب إلى شراكة لا تتضمن فقط الأمور العسكرية، ولكن أيضًا التعاون العلمى والصناعى.
وفى مقال للعالم المصرى بجريدة الشرق الأوسط اللندنية اليوم، قال: عندما كنت صبيًا فى مدينة دسوق بمصر، وهى مدينة تقع على فرع رشيد من نهر النيل، على بعد نحو 50 ميلاً شرق الإسكندرية، كانت أسرتى تعيش على بعد خطوات من أحد المعالم الرئيسة المحلية، وهو المسجد الذى كان يُسمى باسم أحد المشايخ الصوفيين فى القرن الثالث عشر، وكنا نسمع الأذان للصلاة خمس مرات فى اليوم. وشجعنا إمامنا على الدراسة، حيث كان يخبرنى أنا وأصدقائى مرارًا وتكرارًا بأن الرسالة التى أُوحى بها إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كانت تبدأ بقوله تعالى: «اقرأ»! حيث إن التعليم هو نسيج وبنيان ثقافتنا وديننا
وتابع: غادرت مصر فى عام 1969، من أجل إتمام الدراسات العليا فى جامعة بنسلفانيا. ولقد عملت فى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا "كالتك" لمدة 37 عامًا، وحملت ال***ية المزدوجة لمدة 31 سنة. بيد أن التزامى تجاه البلد الذى وُلدت فيه لم يتذبذب على الإطلاق. وقد كان للاضطراب السياسى، حيث اندلعت ثورتان وجرت الإطاحة بنظامين فى غضون سنتين، تأثير على مصر، حيث جعلها فى وضع سياسى مجهول بشكل عميق، ولكن ما تم فقدانه فى المؤامرات المميتة بين كل من الليبراليين العلمانيين والإسلاميين السياسيين هو ما تسبب فى اندلاع الثورة؛ طموحات شباب مصر
واستطرد زويل: تعد مصر دولة صغيرة، مثلها مثل العديد من المجتمعات العربية. وطالب الناشطون الذين ملأوا ميدان التحرير فى عام 2011 بالحرية والعدالة الاجتماعية، وهما غايتان مشروعتان فى حد ذاتهما، بيد أن هدفهما المطلق -حسبما أرى- كان متمثلاً فى إحداث تغيير اجتماعى واقتصادي؛ وجود فرص تعليمية بما يؤدى إلى خلق وظائف ملائمة وحياة كريمة، وهو ما يعد ضروريًا لتحقيق الازدهار فى العالم الحديث، وبصفتى أول مصرى وعربى حائز جائزة نوبل فى العلوم، وكذلك بوصفى مبعوثًا خاصًا سابقًا أرسل من قبل إدارة أوباما لتطوير العلوم فى منطقة الشرق الأوسط، فإن هذه الأمور هى اهتماماتى الأساسية.غالبًا ما ينسى الغربيون السجل التاريخى الطويل لمصر وإنجازاتها العلمية. وتعد جامعة الأزهر، مركز التعليم الإسلامى، أقدم تاريخيا من جامعتى أكسفورد وكمبريدج حيث تسبقهما بقرون. ولقد كانت جامعة القاهرة، التى تأسست فى عام 1908، مركزًا للتنوير للعالم العربى بأسره. وكانت الريادة فى أول انتخابات ديمقراطية فى مصر فى الفترة من عشرينيات إلى خمسينيات القرن الماضى للمثقفين والمفكرين، الذين كانوا فى الطليعة، فى ظل النظام الملكى الذى خلف الحكم البريطانى. وقد اشتملت فترة التحديث هذه، التى وُلدت فيها، على تأسيس معاهد علمية، مع ظهور مجالات الصناعات الحديثة، مثل الصرافة، ووسائل الإعلام الإخبارية والمنسوجات وأفلام الرسوم المتحركة
وواصل زويل مقاله: وقد كبرت أثناء فترة حكم جمال عبد الناصر، الذى شارك فى ثورة 1952، ثم ترأس قيادة البلاد حتى وفاته فى عام 1970. وكانت فترة حكمه عبارة عن حالة من النقص فى الديمقراطية، ولكن لم تنقص روح التفاؤل. وكانت العلوم والهندسة والتكنولوجيا من أعلى فروع المعرفة فى جامعات مصر، التى جذبت أفضل الطلاب والعلماء من العالم العربى. وتطلبت مشاريع البنية التحتية العملاقة، مثل مشروع السد العالى فى أسوان والمفاعل النووى فى أنشاص، وجود مهندسين مهرة، كانت مصر قادرة على توفيرهم. وبصفتى محاضرا بجامعة الإسكندرية، فقد أجريت بحثًا نشرته الجرائد الدولية. وعلى الرغم من مغادرتى مصر للحصول على شهادة الدكتوراه فى الولايات المتحدة، فإن ذلك الرحيل لم يكن سببه الرغبة فى الحصول على حياة جيدة.
لكن فى الثلاثين سنة الماضية، وتقريبًا منذ اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات "خليفة عبد الناصر"، تدهورت حالة البلاد. وأثناء فترة حكم الأسبق الرئيس حسنى مبارك، أدى الاهتمام بالمدارس والبنية التحتية إلى إعطاء الأولوية للتركيز على الإعلام والأمن والمنتجعات الضخمة والمشاريع الترفيهية، على الرغم من أن العدد المتزايد للسكان قد أدى إلى زيادة المطالب المنادية بالتعليم، والتى لم تجر تلبيتها
ويتابع المقال: ومما لا أفتخر به أن مصر والعالم العربى بأكمله لم يقدموا سوى مساهمات متواضعة فى مجال العلوم والتكنولوجيا. هذا الجزء من العالم، الذى كان الرائد فى مجال العلوم والرياضيات أثناء العصور المظلمة لأوروبا، صار الآن تائهًا فى عصر مظلم من الأمية ونقص المعرفة. وباستثناء إسرائيل، فإن المنتج العلمى للمنطقة يعد متواضعًا فى أحسن الأحوال. لقد قطعت تركيا وإيران شوطًا كبيرًا، وخطتا خطوات واسعة فى مجال التكنولوجيا. وعلى النقيض من ذلك، اعتمدت مصر "فى ظل حكم مبارك" على عوائد قناة السويس والسياحة والغاز والبترول، مع وجود القليل من الإسهامات فى مجالات صناعات التكنولوجيا الحديثة.
ويضيف: وبعد إطاحة مبارك، طلب منى عصام شرف، الذى تولى رئاسة الوزراء لمدة أقل من عام، أن أقوم بتأسيس ما سمّته الحكومة "مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا»، وهى مشروع علمى وبحثى كنت قد اقترحته على مبارك وعدد من رؤساء الوزراء لمدة تقارب 15 عامًا، ولكن من دون أن يحالفه النجاح. وفى ظل الدعم الشعبى الهائل، قمنا بجمع أموال لإنشاء المشروع على مساحة تزيد على 100 فدان فى ضواحى القاهرة. واستمر القادة الذين يحكمون مصر منذ الثورة الأخيرة، التى اندلعت فى شهر يونيو، فى دعم هذا المشروع". ويجب أن يكون التعليم والعلوم أولويتنا الوطنية، ووفقًا لما ذكره عصام حجى، عالم فضاء فى معمل محركات الدفع الصاروخى بوكالة "ناسا" الأمريكية، وأحد مستشارى الرئيس المؤقت عدلى منصور.
ويستمر زويل قائلاً: ويجرى الآن إجراء الأبحاث فى مجالات الطب البيولوجى والطاقة الشمسية وتقنية النانو، بالإضافة إلى مجالات أخرى. وفى الصيف الماضى، تقدم نحو 6000 شخص للالتحاق بالجامعة. إننى مستمر فى دعم المشروع وقيادة مجلس الأمناء الذى يضم ستة علماء حائزين جائزة نوبل، ولكن يجب أن يتوقف ال*** حتى يتسنى تحقيق النجاح لهذا المشروع. وكذلك فإن نسبة البطالة العالية بين الشباب، الذين يشكلون ثلث سكان مصر البالغ عددهم 90 مليون نسمة، لا تضمن سوى عدم الاستقرار.
ويقول العالم المصري: تعد مصر محورًا حيويًا للولايات المتحدة على المستوى الاستراتيجى، بسبب قناة السويس ومعاهدة السلام المبرمة مع إسرائيل والتعاون مع الجيش الأمريكى ووكالات الاستخبارات، بيد أن معظم المحادثات بشأن المعونة قد تركزت على النفوذ السياسى. ويتعين على أمريكا، عوضًا عن ذلك، أن تفكر فى المعونة من منظور جديد غير سياسي؛ تمنح الولايات المتحدة نحو 1.5 مليار دولار أمريكى لمصر كل عام، وتمنح ثلاثة مليارات دولار لإسرائيل، وتذهب المعونة الأولى الممنوحة لمصر للتزود بالمعدات العسكرية فى المقام الأول، فى حين أن المعونة الممنوحة لإسرائيل تعد أقرب إلى شراكة لا تتضمن فقط الأمور العسكرية، ولكن أيضًا التعاون العلمى والصناعى.
ويتابع: أطالب قادة مصر، أيًا كانت معتقداتهم الدينية أو السياسية، بأن يعزلوا التعليم والعلوم، ويجعلوهما بمنأى عن عداواتهم. وأطالب أيضًا القوى العظمى، مثل الولايات المتحدة، بدعم تطوير رأس المال البشرى. فعلى سبيل المثال، ساعدت المعونات التى منحتها أمريكا لدول اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، بعد الحرب العالمية الثانية، فى تمكين هذه الدول من أن يصبح دورها حيويًا على المستوى الاقتصادى.
ويختتم زويل مقاله: لا أزال متفائلاً بشأن مصر، التى لن يقبل شعبها بالوضع القائم منذ نصف قرن مضى من الزمان. ويتمثل السؤال، الذى أعجز عن الإجابة عنه بصفتى عالمًا، فيما هى الحالة التى ستحل محل الوضع الراهن، وما الفترة التى ستستغرقها؟ المصريون معروفون بصبرهم، الذى ربما يكون مستمدًا من خلود نهر النيل، بيد أن صبرهم بدأ ينفد مع عدم تلبية طموحاتهم. إن أى جماعة ترغب فى التمثيل الصادق لآمال الشعب المصرى يجب أن تجعل الإنجاز التعليمى والنمو الاقتصادى من أهم أولوياتها.
http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=1299082
__________________
صن لسانك عن الشر و شفتيك عن التحدث بالغش
|