عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 27-10-2013, 06:50 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
abomokhtar is just really nice
New

أين نحن من أطفال السلف؟! (7)


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، سيدنا محمدٍ الأمين، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد؛ فهذا هو الفُضيل وقد رزقه الله بابن اسمه علي، تكلَّم عنه ابن تيمية في الفتاوى وترجَمَ له، يقولُ ابن تيمية: ثبَت أن بعضَ الناس مات من القرآن، سَمِعَ القرآن فمات؛ مثل: عليِّ بن الفُضَيلِ بن عياضٍ، كان فيه خشيةٌ اللهُ أعلَمُ بها حتى كان أبوه يُصلِّي بالناس فيَنظُر هل ابنه وراءه في الصف، فإذا كان وراءه يقرأ من الآيات التي فيها رجاءٌ وفيها قصص، وما يَقرأ من آيات الخوف، وفي يومٍ مِن الأيام قام الفُضَيلُ لصلاة الفجر وظنَّ أن ابنه ليس معهم، فقرأ من الصافات، حتى بلغ قوله - سُبحانه وتعالى -: ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ ۞ مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ ۞ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ﴾ [الصافات: 24، 26] قال: فأُغميَ على ابنه وسقط فحملوه فإذا هو ميِّت، وقد أوردَها الذهبيُّ وابن تيمية وأسانيدها صحيحة، وهو ممَّن صُعق بالقرآن، فلمَّا أُخبِرَ الفُضَيل بموت ابنه بالقرآن ضحكَ، وقال: الحمد لله، وسُئل ابن تيمية: كيف يَضحك الفضيل والرسول -صلى الله عليه وسلم- بكى على موتِ إبراهيم وقال: ((إنَّ العينَ لتَدمع، وإنَّ القلب ليحزَن، ولا نقولُ إلا ما يُرضي ربنا، وإنَّا لفراقك يا إبراهيم لمَحزونون))؟! فقال ابن تيمية: الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- أكملُ حالاً؛ لأنه جمَع بين الرضا والرحمة في آنٍ واحد، والفُضيل ما استطاع أن يجمع بينهما فأخَذَ الرضا وما أتى بالرحمة، وصدَق ابن تيمية - رحمه الله - وهذا هو العِلم والذَّكاء المطلوب، فقال: حالُ الرسول أكمل.

لنتأمَّل جيدًا حال "ابن السلف" وهو يسمَع القرآن.

ولنتأمَّل جيدًا أيضًا حال كثير من "ابن الخلَف" وهو يَستمِع إلى الغناء.

لنتأمَّل تلك الحالة المتناهية من الاستغراق من "ابن السلف".

ولنتأمَّل تلك الحالة المتناهية من الاستخفاف من "ابن الخلف".

"فجوةٌ عميقة" يُدركها المرء في لحظة تأمُّل صادقة، تضعه على حقيقة تميُّز "أبناء السلف" الوجداني، ولماذا صنَعوا "الفارق

"خجلٌ لا يوصَف" يَعتري الأنفس عندما تجد "مُستمع اليوم" أصمَّ.

"أبناء السلف" وضعوا "آباء الخلفِ وأبناءهم" موضعَ اتِّهامٍ بالتقصير، ينبغي "مُداواة جراحه" بتزكية النفوس بالقيام بمسؤولياتِهم الشرعية، إعزازًا للدِّين وانتصارًا للقِيَم.

"حرجٌ كبير" نَستشعِرُه عندما نقارن أنفسنا بـ"صغار السابقين الصالِحينفماذا نحنُ فاعلون؟!


__________________
رد مع اقتباس