عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 27-10-2013, 02:16 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,341
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

الجامع الكبير بتستور - تونس








  • الاسم : الجامع الكبير لتستور
  • المكان : تستور، تونس
  • تاريخ/حقبة الإنشاء : القرن 17م، خلال فترة سابقة عن سنة 1631. أعمال التوسعة خلال القرن 18م بإضافة صحن ثانوي وميضأة في الجهة الشمالية الشرقية.
  • مستلزمات الإنشاء : الحجر الجيري، الآجر المطهي، تيجان معادة الاستعمال
  • الديكور المعماري : تلبيس من الزليج، الجص

يقع هذا الجامع وسط المدينة العتيقة بملتقى المحاور الرئيسية. وهو يقدم خلاصة فريدة من نوعها للتقاليد المحلية الإفريقية والتقنيات الزخرفية والهندسية المغربية-الأندلسية. كما يبين الطابع البسيط للبناية تأثير الفن المدجن.

باستثناء الميضأة والصحن الثانوي الخارجين عن التصميم الأصلي، فإن البناية تتخذ شكلا مستطيلا. تتشكل قاعة الصلاة العريضة، التي يتم الولوج إليها عن طريق ستة أبواب، من ستة أساكيب وتسع بلاطات متوازية مع جدار القبلة. تحد هذه الأخيرة صفوف أقواس دائرية متجاوزة تستند على أعمدة ذات تيجان عتيقة. تغطي هذه القاعة أقبية متقاطعة في حين غطيت البنايات الخارجية بسقوف ذات شكل جملوني مما يدل على تأثير العمارة الأندلسية، وهي طريقة تنتشر أيضا في العديد من المعالم المغربية وكذلك الشأن في الجزائر.

خصصت أهمية كبرى للبلاط الأوسط المتواجد في محور المحراب بتشييد قبتين ذات مثلثات كروية تستند على حنيات ركنية ذات ربعيات، واحدة قرب المحراب والأخرى بوسط المجاز. ينبثق تصميم قاعة الصلاة المكونة من قبتين في محور المحراب من العمارة الإفريقية الأغلبية. لكن، وعلى عكس المساجد الأندلسية والإفريقية المتميزة بتصميمها على شكل حرف التاء اللاتيني، لم يتم تبني هذا الشكل في جامع تستور. يندرج المحراب ضمن غرفة مستطيلة خارجة على الواجهة الأمامية للمسجد، وهو عبارة عن كوة ذات تجاويف وأضلع عالية ودقيقة تعلوها نصف قبة مؤطرة بقوس مكسور ومتجاوز يرتكز في الأركان على أعمدة صغيرة. تزين هذا القوس عدة عناصر زخرفية منقوشة مشكلة من شرائط ودوائر متداخلة. تذكر هذه العناصر بالزخارف العتيقة البيضية والمجوهرة. توجد فوق القوس جبهية مثلثة غنية الزخارف تذكر ببنايات الفترة القديمة التي تحتفظ منها تونس بعدة بقايا أثرية وكذلك بالمحارب العثمانية.



في الشمال الغربي لقاعة الصلاة يوجد الصحن ذو الأرضية المبلطة ببلاطات عتيقة من الحجر الجيري. أحيط بأربعة أروقة مغطاة بسقوف مائلة. وبجدار قاعة الصلاة حفر محراب لتوجيه المصلين بهذه الساحة نحو القبلة. وبوسط هذا الفضاء توجد ساعة شمسية مصنوعة من الرخام عليها اسم أحمد الحرار، ومؤرخة بسنة 1761م. تحتل الصومعة الزاوية الشمالية-الشرقية للصحن، وتتكون من برجين متراكبين: البرج السفلي ذو تصميم مريع ومبني حسب طريقة طليطلة بمواد مختلفة. فدعامات الزوايا مصنوعة من الآجر في حين بنيت الجدران بخليط من حجر الدبش. الجزء العلوي للصومعة ذو تصميم مثمن ويتوجه منور ذو سقف خشبي هرمي الشكل. تنفتح واجهاته بنوافذ صغيرة مزدوجة وغنية بالزخارف المصنوعة من الزليج، إضافة إلى ساعة شمسية. يقترب مظهر الصومعة من أبراج الأجراس الأراغونية وتلك الموجودة في جنوب أسبانيا.



وفي الجهة الشمالية-الشرقية، تمت إضافة ميضأة وصحن ثان ذو رواق معمد أوحد مغطى بسطح، مما حر التصميم المتناسق للبناية. تنبثق زخارف المسجد من الفن الأندلسي، وتتشكل من عناصر هندسية (معينات وسداسي الأضلاع ودوائر ونجوم ومستطيلات)، وأخرى نباتية منمنمة تتخذ شكل زهريات سنانية ونجميات ووريقات مشعة حول زخرف أوسط وسعيفات وأغصان التين. تنضاف لهذه العناصر علامات للبنائين، وتساهم جميعها في تزيين القباب والكوة السفلية للمحراب والألواح الجصية.
رد مع اقتباس