عرض مشاركة واحدة
  #239  
قديم 29-10-2013, 02:55 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,341
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

جامع يوسف صاحب الطابع - تونس











حكاية مملوك ثري وسخي كان مؤسس هذا الجامع، واسمه يوسف صاحب الطابع، مملوكا من أصل مولديفي كان اشتراه بكار الجلولي، قايد صفاقس، من اسطنبول و أهداه إلى حمودة باشا بمناسبة اعتلائه العرش. وهكذا ترعرع بالقصر وكان ذكيا عادلا وسخيا مما جعله يكسب إعجاب السلطان الذي عينه حافظ أختامه أو صاحب الطابع.

ينتمي هذا الجامع، الذي مول صاحب الطابع بناءه إلى مجمع ببرنامج موسع يشمل مدرستين و تربة ملحقتين بمكان العبادة، حماما، صور به الفيلم التونسي ’حلفاوين، عصفور السطح‘، فندق، سوق و قصر صاحب الطابع الخاص الذي يطل على ساحة الحلفاوين. و يهدف انجاز هذا المركب الذي يمثل عملية عقارية كبرى إلى النهوض بالضاحية الشمالية للمدينة.

وقد اختير هذا الحي لقربه من باردو، مقر الحكم حيث يتوجب على صاحب الطابع الانتقال يوميا ليساعد الباي في تصريف شؤون الدولة. ومن بعده، اختيار مماليك آخرون نفس الحي لتشيد قصورهم الخاصة مثل خزندار وقايد السبسي.

نلاحظ التأثير الايطالي بوضوح في معالم مدينة تونس في القرن الثامن عشر ميلادي وهو ما يفسر باستخدام يد عاملة متكونة في أغلبيتها من عبيد من اصل ايطالي سقطوا بين أيادي القراصنة التونسيين خلال غزو جزيرة القديس بطرس السردينية في سنة سبتمبر 1798.

ويضم الأرشيف الوطني لائحة من 27 عبدا ايطاليا وضعهم حمودة باشا على ذمة وزيره للمشاركة بحظيرة جامع الحلفاوين.

وقد تم قطع الرخام خصيصا للمعلم و نقله من ليفورن إلى تونس على متن إحدى سفن صاحب الطابع وهي سفينة أهداها هذا الأخير إلى القبطان حسونة المرالي لشكره على خدماته بعد انتهاء أشغال البناء.

تابع أمين البنائين ساسي بن فريجة الأشغال و سهر على احترام التصميم المعماري المستوحى من جامع حمودة باشا ألمرادي، بأروقته الثلاث التي تستبقها ساحات والتي تؤطر بيت الصلاة. وتغطي القاعة أقبية طولية تزينها نقائش جصية تمثل المرجعية الوحيدة للفن المحلي، فبكل ركن تتناغم المساحات الرخامية الفخمة: أعمدة بأخاديد ساطعة البياض، خشب مطعم بالعاج والأصداف يغطيه رخام وردي، محراب ومنبر مزوقان برخام احمر وبني... أما الساحة التي تضم رواقا مضاعفا ومحرابا، فهي تستعمل كفضاء للصلاة صيفا.

وقد توقفت الأشغال دون إنهاء المنارة المثمنة الشكل سنة 1815 عندما قتـل مؤسس المعلم وبقيت منقوصة إلى حدود سنة 1968 بسبب تطير ينذر كل من يجرؤ على إنهائها بلقاء نفس المصير التراجيدي.

رد مع اقتباس