عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 30-10-2013, 11:55 AM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,386
معدل تقييم المستوى: 39
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي



(إيلات .. المنسية)

فى ربيع عام 1969 من ابريل نفس توقيت عملية لسان التمساح الأولى وهى من أكثر العمليات التى حققت خسائر للعدو .. ولذلك أسميتها (إيلات .. المنسية) .. لأنها لم تذكر كثيرًا .. فى وسائل الإعلام .. رغم أنها أكثر العمليات التى حققت الخسائر للعدو.

لقد كلف اللواء (محمد صادق) الرائد (عصام الدالى) شخصيا بهذه المهمة رغم أنه كان ضمن المجموعة 39 وصدر إليه الأمر التالى .. تذهب فى مهمة إلى الأردن .. وهناك ستقابل المقدم (إبراهيم الدخاخنى) قائد مكتب مخابرتنا فى الأردن وسوف يعطيك ثلاثة صواريخ .. وسوف تقوم بضرب ميناء إيلات العسكرى – ولكن عليك الحذر أن يقع أى صاروخ على الميناء المدنى أو مدينة إيلات.

وقد قابلته بعد عودته من مكتب اللواء (صادق) .. والمفروض أن من يأخذ مهمة منفردا لا يذكرها لأحد .. ولكننا كنا نتبادل الأسرار .. فقلت له ماذا ستعمل بعد أن ذكر كلمة حذارى أن يقع صاروخ على الميناء المدنى أو مدينة إيلات فرد بسخرية – "أنا حضرب المدينة طبعا (إيلات) .. أنت ناسى أنهم لسه ضاربين لنا مدرسة بحر البقر بالطائرات وعلى كام هدف فى الصعيد" .. استمر فى كلامه .. أن لم نكن نحن من يصعد معارك الاستنزاف .. فمن الذى سيصعدها .. كان هذا فكر وعقيدة الشباب المصرى حينذاك – وكانت الثقة بالنفس وتحمل المسئولية والقرار من الطبائع التى عودنا عليها قادتنا.

ذهب (عصام الدالى) إلى الأردن على الطائرة المدنية مصر للطيران باللبس المدنى واستلم الصواريخ الثلاثة .. من المقدم (إبراهيم الدخاخنى) ولكنه فى نفس الوقت اتصل عن طريق مكتب المخابرات العامة بالمصريين الذين يعملون مع منظمة فتح .. وطلب منهم أكبر عدد من الصواريخ .. وقد وفروا له مطلبه من الصورايخ .. رغم أن ذلك خارج نطاق واجباتهم .. ولكن كان هذا هو شباب مصر فى هذه الآونة .. وفعلا أحضروا له ثلاثين صاروخًا وتم نقلهم بواسطة منظمة فتح إلى ميناء العقبة فى الجبال المطلة عليها .. وقام بتجهيز الصواريخ .. ووجه الثلاثة وثلاثين صاروخ إلى مدينة إيلات .. وأطلقهم دفعة واحدة فى اتجاه البلدة وقد اعترفت إسرائيل فى جرائدها الرسمية بأن الخسائر 94 قتيل وأكثر من 400 جريح .. وأعتقد أن الخسائر كانت أضعاف ذلك العدد لما تعود عليه العدو من إخفاء خسائره.
وقد كانت الإصابات دقيقة لأن (عصام الدالى) فى الأصل كان ضابطًا مدفعية قادرًا على توجيه النيران بمهارة.

وأذكر هذه العملية بالذات .. لأننى أعتبر أن هذه العملية قطعت اليد الطولى لإسرائيل والتى كانت تتباهى أنها تطول أى هدف فى العمق – ولكننا أثبتنا أن لنا أيضا يدًا طولى وقادرة على ضرب أهداف فى العمق الإسرائيلى – حيث تلى ذلك ضرب مصنع النحاس (بتمناع) ومصنع (سدوم) بصحراء النقب .. بالصواريخ بواسطة المجموعة 39 قتال أو بواسطة المصريين الذين يعملون مع منظمة فتح فى ذلك الوقـت أمثال النقيب (على عثمان) والنقيب (عبد الله الشرقاوى) مما جعل إسرائيل تفكر ألف مرة فى ضرب أى هدف مدنى داخل مصر مع الفارق أنهم كانوا يضربون أهدافهم بالطائرات .. ولكننا كنا نعانى ونغامر حتى نصل لأهدافنا فى عمق إسرائيل.

اللواء احمد رجائى عطية مؤسس الوحدة 777 قتال


رد مع اقتباس