- الوصية الرابعة:
"امنح الآخرين الثقة بأنهم قادرون على الإِصلاح".
إذا أردت النجاح لشخص طلبت منه إنجاز عمل يحتاج إلى شجاعة، فما عليك إلّا أن تخبره بأنك
واثق من شجاعته، ذلك أن إنجاز أي عمل بحاجة إلى ثقة بقدره.
فالمؤلف لابدّ أن يمتلك مقداراً كافياً من الثقة بحجم ما يريد الكتابة عنه، والمقاتل لابدّ أن يمتلك
من الثقة بما يعادل حجم العملية القتالية التي ينوي القيام بها.
وطالما أن الثقة لا تولد بالضرورة مع الإنسان، وليست موجودة فيه دائماً، فينبغي أن يشحنها
باستمرار في ذاته، سواء كان ذلك بتشجيع من الآخرين أو من نفسه.
فلزرع الثقة في الآخرين لا نحتاج إلى أكثر من "الكلام" وتحريك اللسان. فلا تبخل بزرع الثقة في
الناس، ولا تظن أن الثقة مخزون كامن في النفس البشرية، ولا تقل إن من يثق بنفسه ليس
بحاجة إلى من يشجعه عليها.
الثقة هي "عملة" يتبادلها الناس فيما بينهم، وكذلك "التثبيط"، والفارق هو أن التثبيط عملة مزورة
لا تسمن ولا تغني من جوع، بينما الثقة عملة سليمة. فإذا أردت إصلاح الآخرين فإن من واجبك أن
تؤكد لهم ثقتك بقدرتهم على التغيير نحو الصلاح، وإذا أردت أن تقنع مجموعة من الناس على
التغيير الجذري في حياتهم فلابدّ أن يثقوا بأنهم فعلاً بحجم ذلك التغيير، وأنك واثق ما قدرتهم
على تحقيق ما يريدون.
يقول أحد الناجحين: "إن في وسعك أن تجعل أي إنسان ينقاد لك عن طيب خاطر، إذا أظهرت له
أنك تحترم فيه ولو نوعاً واحداً من المقدرة".
من هنا إذا كنت مديراً وأردت الاستفادة من شخص في ناحية ما، فما عليك إلا أن تؤكد له بأن
هذه الناحية بالذات هي من نواحي القوة فيه.
ومن الخطأ أن تطلب من شخص – مثلاً – أن يلقي محاضرة ثم تقول له: "أنا أطلب منك ذلك،
بالرغم من أنني واثق بأنك غير قادر على هذا الأمر"، لأن هذا يعني أنك تقضي على كل ما لديه
من الثقة بالنفس، ومع فقدان الثقة بنفسه كيف سيتمكن من تحقيق النجاح؟
إن زرع الثقة في نفس الآخر، والإيحاء له بقدرته على إنجاز العمل، سيشجعه على الاحتفاظ بهذه
الثقة، وعدم تخييب ظنك فيه.
*********************
يتبع
__________________
فكري إبراهيم الكفافي
مدير التعليم الابتدائي
بإدارة الجمالية التعليمية
دقهلية
أمين اللجنة النقابية للمعلمين
|