عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-11-2013, 12:36 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ألقابها
كان لعائشة رضي الله عنها عدد من الألقاب، ومضامين هذه الألقاب دالَّة على عظيم
فضلها وشرفها، وكثرتها تؤكِّد على هذا الفضل والشرف، فمن أهمِّ هذه الألقاب:
1- أُمُّ المؤمنين:
وهو أشهر ألقابها، وقد لقَّبها الله تبارك وتعالى به؛ حيث يقول سبحانه، وهو أصدق القائلين:(النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا )( الأحزاب- 6)
وهذا اللقب الدالُّ على شرفها، مما يشاركها فيه بقية أزواج النَّبي صلَّ الله عليه وسلم،
فكلهنَّ رضي الله عنهنَّ من أُمَّهات المؤمنين.
2- حبيبة رسول الله صلَّ الله عليه وسلم:
وهو لقب مستنبط من اختصاصها بمزيد المحبة منه صلَّ الله عليه وسلم،
فقد سُئل رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: أيُّ النَّاس أحبُّ إليك؟ قال: عائشة.
فقلت: من الرجال؟ فقال: أبوها. قلت: ثمَّ من؟ قال: عمر بن الخطاب.
واختصاصها بمحبة زائدة من النَّبي صلَّ الله عليه وسلم كان معلومًا عند
الصحابة، ولذا لما قدم دُرْج من العراق فيه جَوهر، قال عمر رضي الله عنه للصحابة:
تدرون ما ثمنه؟ قالوا: لا. ولم يدروا كيف يقسمونه، فقال: تأذنون أن أبعث به إلى
عائشة؛ لحبِّ رسول الله صلَّ الله عليه وسلم إيَّاها؟ فقالوا: نعم. فبعث به إليها.
وفرض عمر رضي الله عنه لأُمَّهات المؤمنين رضي الله عنهن عشرة آلاف، وزاد
عائشة رضي الله عنها ألفين، وقال: (إنَّا حبيبة رسول الله صلَّ الله عليه وسلم).
3- المُبرَّأة:
وهو لقب أُطلق عليها؛ لنزول القرآن ببراءتها مما رماها به المنافقون من
الإفك، فهي عائشة المبرَّأة من فوق سبع سماوات رضي الله عنها وأرضاها، وقد
كان مسروق,إذا حدَّث عن أُمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها يقول: (حدَّثتني
الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، حبيبة حبيب الله، المبرَّأة).
4- الطَّيِّبة:
فقد شهد الله لها بأنَّا طيِّبة؛ فقال تعالى تعقيبًا على حادثة الإفك: ﴿وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )( النّور- 26).
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: )فهذه
كلمة عامة، وحصر لا يخرج منه شيء، من أعظم مفرداته أنَّ الأنبياء - خصوصًا
أولي العزم منهم، خصوصًا سيدهم محمد صلَّ الله عليه وسلم، الَّذي هو أفضل الطيبين من الخلق على الإطلاق - لا يناسبهم إلا كلُّ طيب من النساء، فالقدح في عائشة رضي الله عنها بهذا الأمر قدحٌ في النَّبي صلَّ الله عليه وسلم، وهو المقصود بهذا الإفك، من قصد المنافقين، فمجرد كونها زوجة للرسول صلَّ الله عليه وسلم،
يُعلم أنَّا لا تكون إلا طيِّبة طاهرة من هذا الأمر القبيح، فكيف وهي هي؟! صِدِّيقة النساء وأفضلهنَّ وأعلمهنَّ وأطيبهنَّ، حبيبة رسول رب العالمين).
وجاء عن أُمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّا قالت: (وإنِّ لابنة خليفته
وصديقه، ولقد نزل عُذري من السماء، ولقد خُلِقت طَيِّبةً وعند طيِّب، ولقد وُعِدت مغفرةً ورزقًا كريمً).
ولما دخل ابن عباسرضي الله عنهما عليها، وهي في مرض الوفاة، قال لها:
(كنتِ أَحبَّ نساء رسول الله صلَّ الله عليه وسلم إليه، ولم يكن يحبُّ إلا طيِّبًا).
5- الصِّدِّيقة:
كان مسروق رحمه الله إذا حدَّث عن أُمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها يقول:
(حدَّثتني الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، حبيبة حبيب الله، المبرَّأة).
وقال الحاكم: (ذِكر الصحابيات من أزوج رسول الله صلَّى الله عليه وسلم
وغيرهنَّ، رضي الله تعالى عنهنَّ، فأوَّل من نبدأ بهنَّ الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق؛ عائشة
بنت أبي بكر رضي الله عنهما).
وقال الحافظ ابن حجر: (هي الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق...).
6- الحُميراء:
الحُميراء تصغير حمراء، قال الذهبي: (والحمراء في خطاب أهل الحجاز هي
البيضاء بشُقْرة، وهذا نادرٌ فيهم). وجاء ذكر هذا اللقب في غير ما حديث،
لكنها أحاديث متكلَّم فيها، حتى قال الإمام الذهبي: (وقد قيل: إنَّ كلَّ حديث فيه
يا حميراء لم يصحَّ). بل ذهب بعض أهل العلم - كالإمام ابن القيم - أنَّ كلَّ
حديث جاء فيه ذكر الحميراء فهو موضوع، قال عليه رحمة الله:(وكلُّ حديث فيه ياحميراء أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق؛ مثل: يا حميراء، لا تأكلي الطين؛ فإنَّه يُورث
كذا وكذا، وحديث: خذوا شطر دينكم عن الحميراء).
لكن الحافظ ابن حجر رحمه الله ذكر في (الفتح)حديث: (دخل الحبشة يلعبون، فقال لي النَّبي صلَّ الله عليه وسلم: يا حميراء، أتحبين أن تنظري إليهم؟
فقلت: نعم). ثمَّ قال معقبًا: (إسناده صحيح، ولم أرَ في حديث صحيح ذكر
الحميراء إلا في هذا).
__________________